الجمعة, أبريل 26, 2024
مقالات

اختارونا..!

| في ما يتعلق |

بقلم: مشاعر عبد الكريم

(أختر مكانك واحترق حيث انتهيت
أنت منسوب الدم الآن
وأنت الإشتعال – النار
مجمرة الغضب
أنت إذاً ضياء اللحظة الآتى
أنا أنت
نحن الناس والشارع
والعواميد التي تمتد بالأسفلت
صوتي, صوتك
المشروخ في صدأ المقاعد
وإنهيار البرلمان)
من قصيدة غناء العزلة ضد العزلة للشاعر الصادق الرضى. *

رضي الله عن الشهداء و المفقودين الهائمين على وجوه الإنتظار. و أرضى الله قلوب أمهاتهم و آبائهم بالصبر على الفراق غير المختار. حيث لا منجاة مما نحنُ فيه الآن سوى بالصبر الجميل. فقد رضت الحكومة الانتقالية استمرار الظلم و مشاهدة عمليات انهيار بناء الديموقراطية على لبناتها، البادئة.. و ارتضت أن تمضي بنهج صدئ وسام، مشت فيه أنظمة سابقة ظناً منها أنه يمكن أن يُرضي البعض. أصحاب المشاهدات الأعلى و الإعجاب على الصفحات الأكثر وبالضرورة أن يكونوا هم أصحاب الأصوات العالية لا صوت العقل. العقل الذي لن يستوعب كيف ترفض الظلم و تفعله؟ كيف ترفض القمع و تمارسه؟ كيف تستنكر (الظلامية) و تغطي شعب أكمله طوال سنوات ثلاث بظلام دامس، ثم توعده بكلمة (هنالك ضوء في آخر النفق)؟
نتفق إن ما حدث في ٣٠ يونيو هو تهالك صبر شعب، أعطى و لم يستبق شيئاً. بغض النظر عن اختراقات منسوبي و (مرتزقة) النظام السابق _ده موضوع طويل في حد ذاته _ فالاربعاء الماضية كان يوم لكشف نتائج ما حدث منذ ٣٠ يونيو ٢٠٢٠.. هو قراءة تحليلية /مفقودة / لطريقة إدارة الحكومة الانتقالية لهذا الوطن وهذا الشعب. فاستمرار ذات الطريقة الضبابية غير الواضحة والتي تشي بوجود توتر وصراع بين مكونات الحكم الانتقالي في السودان، ما عادت تُكسب رئيس الوزراء شعبية ولو أردنا ذلك. و محاولات البعض لرمي اللوم المستمر ل (فلول النظام) *_المصطلح مصدر من التجربة المصرية _ كذلك ما عادت تجدي فقد كشف إعلام وسائل التواصل الاجتماعي إن هنالك كثيرين ممن تم اعتقالهم في يوم ٣٠ يونيو، هم إخوان شهداء إن كانت أخوة دم أو عهد. و الضغط المستمر وببراعة على الشعب لتحمل نتاج قرارات اقتصادية لم تزدنا سوى الرهق و إنفجار أزمات أمنية واضحة، ما عاد يمكن احتماله.
احترام الشعب لن يأتي سوى بتنفيذ بنود وشروط الانتقال الديمقراطي بشكل آمن و واضح. و بإنفاذ بنود اتفاقيات السلام التي تضمن إعادة حقوق المظلومين و تنفيذ العدالة و العدالة الانتقالية و جبر ضرر شعب استمر طوال سنوات النظام السابق ينتظر لحظة الحقيقة التي تبري جراح النفوس قبل الأجساد. فكيف يمكنك العبور وأنت غير آمن وأقدامك غير ثابتة على أرض منتجة؟ كيف يمكنك الإنتصار وأنت تمنح (العدو) هذه النفخة الكاذبة بأنهم يمكنهم إنجاح كل هذه المؤامرات من غلق أنابيب مياه الشرب، و نشر الأوساخ على طرقان الخرطوم العاصمة، المركز. و أنهم (دولة عميقة)؟ كيف يمكن لحزب قائم على الفساد و أصحاب المصالح والمرتزقة أن يؤمن الإيمان الذي يجعله يلملم شتات أمره و يجتمع على (قلب رجل واحد).
واحدة من خطايا الفترة الانتقالية، إنهم منحوا الظلاميون الفرصة لأن يختاروا، من الذي يصلح لكي يكون كبش فداء هذا الإنتقال.. فأختارونا، نحن.. و تناسوا مجتمعين إننا الناس و الشارع.. إننا مركز النار والهامش*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *