دور الفن في بناء الدولة المدنية.. نقاش لإنجاح التحول الديمقراطي
رصد: آيات مبارك
من أجل الاستفادة من دور الفنون بالصورة المثلى، دعا د. عاصم الطيب إلى الانعتاق من سلطة المركز التي لا تزال قائمة رغم ذهاب حكومة البشير، قال ذلك في (حلقة نقاش دور الفن في بناء الدولة المدنية) في إطار سلسلة برنامج حركة (بلدنا) لإنجاح الفترة الانتقالية واستكمال التحول المدني، التي قدمها سكرتير المكتب الثقافي لقطاع الخرطوم بحركة (بلدنا) أحمد الطيب مصطفى.
ود. عاصم الطيب القرشي، الحائز على أستاذية الفلسفة الموسيقية من أستراليا والمهموم بالتغيير المجتمعي عبر الموسيقى والفنون، أكد أنه لابد من استبدال الأدوار وهي قيادة الفن بديلاً عن السياسة وذلك عبر الثقافة والإعلام الرسالي والتفكير الإبداعي الذي يخرجنا من الصندوق، عبر الغناء للقضايا الذي يعد الداعم الفعلي للمجتمعات.
مثال حي
ومثل عاصم، لما ذكره سابقاً بمجتمع موسيقى (الوازا) الذي اعتبر أنه يمنح الطاقة الإيجابية والتخلص من الطاقات السالبة عبر الرقص، وغناء الفنان أبو عركي، وهو منذ العام 1965م يغني للمسؤولية لتصبح رسالة، ثم الابتعاد عن رسالة الإعلام الذي يؤسس للشكل المشوه وأخبار الحروب ولغة الحروب عبر ألعاب الأطفال.
وأضاف في حلقة النقاش التي أقيمت يوم الاثنين الماضي ورصدتها (مدنية نيوز) على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: (إننا في حوجة إلى أفكار جديدة والخروج من داخل الصندوق عبر نموذج قائم على السؤال والجواب، والنظر إلى الدين بشكل إيجابي)، وأشار إلى أستخدام النظام السابق للدين باعتباره (كرتاً رابحاً) في السودان لأن الدين قد بني على الحب.
ثورة وعي
وتابع: (إننا في حوجة عاجلة إلى نموذج فكري من أجل قيام ثورة وعي قائمة على دور الفنون في بناء الدولة المدنية، وهذا يحتاج لطرح الفكرة الأساسية وهي كيفية توظيف الفنون للتنمية وكيفية الترويج بالغناء والتشكيل في الحياة العامة، فالفنون مخرج جمالي معروف، واستدل بالترويج للسياحة على موسيقى صوت خطوات الأبل في الصحراء.
وذكر عاصم، أن الجوانب العلمية والأدبية والفلسفية والدينية تحتاج إلى عصف وحركة لن تتأتى الإ بالوعي والحوجة إلى فهم عقلاني، إضافة إلى رأي علمي مواكب، ثم الإيمان بالوطن ومقدراتنا، لاسيما وأننا في مرحلة الجيل الرابع للطاقات الذهنية القادمة.
وأشار صاحب دكتوراه الفلسفة الموسيقية إلى أنه لا وجود للصدفة في العمل الإبداعي، وأردف أنه لابد من وجود قانون للعمل الثقافي ووضع الحقوق والواجبات في الدستور، لأن مهمة الفن هي نقل العلوم والمعارف، وعلينا الترتيب الداخلي ثم العرض بشكل جمالي.
وقال عاصم، إن الموسيقى هي عبارة عن طاقة إيجابية منتظمة، والأصوات المنتظمة هي الداعمة للمدنية لأنها تمثل التمدن والتي بدورها تعني قمة النظام في إعطاء الحقوق، لأنها تشكل نقلة كبيرة جداً أعلاها تجريداً وأبعدها وصولاً في السودان، ورأى أن الفنون تمثل (سنام) المدنية ابتداءً من الدراما التي تحاكي الواقع ثم شبه الواقع عبر التجريد الكتابي وليس انتهاء بالموسيقى التي مضت نحو أبعاد كبيرة في السودان باعتبار أنها تعبر عن الأفراح والمآتم. ودعا الموسيقار عاصم الطيب، إلى احتواء صراع المرحلة القادمة عبر ثقافة الترويج ابتداءً من الأحياء والمنازل والارتقاء بالاستماع وهو استماع التمييز، ثم الاستماع المعلوماتي وصولاً إلى الاستماع التحليلي التساؤلي، ثم الاستماع التذوقي أو الانتقائي الإبداعي الذي يمضي في خطوات مموسقة ومنظمة، ويتم ذلك عبر تمليك مناهج من أجل الوصول إلى غايات أعلى بالتعبير عن الذات وحمل الهم العام، وهي التي تأتي عبر جدلية الحاكم والمحكوم.
جملة من الحلول
وطرح عاصم، جملة من الحلول لوضعية الإبداع ودوره في البناء المدني بتقبل جدلية الوحدة والتنوع والاهتمام بالإعلام الرسالي التوعوي وتجميل الواقع وخلق رسالة حب والالتحام من أجل وضع نظام للقانون يأتي من نبض المجتمع، والعمل على التنوع والوحدة والاستفادة من صوت المجتمع والحاكم والمحكوم، فالقضاء المستقل ويضع الإعلام المستقل معه مباشرة، باعتباره أحد أدوات الجيل الرابع، وبناء مفهوم الدولة المدنية الحديثة.