السيول في معسكر (كلمة).. تردي الأوضاع الإنسانية ونداء عاجل لتدخل المنظمات
الخرطوم: نيالا: هانم آدم
يعيش نازحو معسكر (كلمة) الذي يقع على بعد (7) كيلومترات شرق مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور ويضم (168) ألفاً من السكان، أوضاعاً إنسانية توصف بأنها بالغة التعقيد، وذلك نتيجة السيول والأمطار والرياح التي اجتاحت المنطقة الأسبوع الماضي، مما تسبب في إلحاق أضرار بالغة في الممتلكات والمنازل والمرافق والمدارس وطفح في المراحيض، وأفرز ذلك وضعاً صحياً وإنسانياً صعباً.
وكان الناطق الرسمي المكلف باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين – بالسودان، آدم رجال، قد أطلق مناشدة باسم المنسقية للمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية والخيرين وأصحاب الضمائر الإنسانية الحية لتقديم الخدمات الإنسانية الطارئة للمتضررين بالمعسكر.
وقال رجال، إن السيول والأمطار التي هطلت يومي الثلاثاء والأربعاء المنصرمَين أدت إلى حدوث أضرار بالغة في الممتلكات والمنازل والمرافق وطفح للمراحيض، وإن المياه تجمعت في الشوارع محدثة بركاً، فضلاً عن تدمير كل المؤسسات العامة (المدارس والمراكز الصحية) وغيرها، وأبان أن التلف بدرجة تفوق قدرة النازحين على السيطرة، بجانب تردي الوضع الصحي بالمخيم.
نداء للإنقاذ
ومن جانبهم ناشد عدد من سكان معسكر (كلمة) الذين تحدثوا لـ (مدنية نيوز) أمس، المنظمات الطوعية المحلية والعالمية والحكومة بالتدخل العاجل لفتح المجاري وإنقاذ الوضع، وأبدوا تخوفهم من انتشار الأمراض نتيجة لتراكم المياه بالمعسكر.
أوضاع النازحين
وقالت المواطنة دار السلام، التي تقطن (سنتر) (٥) بالمعسكر لـ (مدنية نيوز) عبر الهاتف وبصوت لا يخلو من نبرة حزن: (البيوت اتهدمت، وكل حاجاتنا اتكسرت، ونحن مبهدلين ووضعنا صعب). دار السلام التي لديها (4) من الأطفال لم تستطع إنقاذ شيء من أثاثها سوى سريرين، بعد أن انهار منزلها وأصبحت موجودة بالعراء بلا مأوى.
أما حاجة آدم أتيم، التي تقطن (سنتر) (5) كذلك ولديها (5) من الأطفال فقد ذكرت: (الكُرنُك والرواكيب كلهم وقعوا)، وأشارت إلى حدوث ذلك الثلاثاء الماضي، وأضافت: (إذا كان هناك شيء موجود فهو مليء بالمياه).
ومن جهته أرجع المواطن أبو القاسم آدم من (سنتر) (5) وهو أحد المتضررين، تراكم المياه داخل المعسكر نتيجة لانعدام المجاري التي تم إغلاقها عقب إنشاء خط السكة حديد الجديد، وقال: (في السابق كانت توجد مجاري)، وأوضح أن (سناتر ٣،٥،٢،١،٤) هي الأكثر تضرراً، وقال إن الرياح العالية اقتلعت كل (المشمعات) الموجودة بالمنازل، وتابع أن (٨٠٪) من المراحيض انهارت.
ومن ناحيته أبان آدم حسن، الذي تقطن أسرته بمعسكر (كلمة) أن هناك أضراراً بالغة لحقت بالمواطنين ومن ضمنهم أسرته، وأن معظم المنازل انهارت وما يزال المواطنون يعملون في ردم الشوارع.
الموقف على الأرض
وبدوره كشف رئيس المعسكر إسحاق محمد عبد الله في إفادة لـ (مدنية نيوز) عن تضرر (سناتر ٢،٣،٤،٥) من جملة (8) (سناتر) بالمعسكر، ووصفها بالمدمرة تماماً، وأعلن انهيار أكثر من (٦) مدارس بالمعسكر.
ونفى رئيس المعسكر وجود خسائر في الأرواح، بيد أنه شكا من الوضع عموماً ووصفه بالسيئ جداً، نتيجة طفح المراحيض القديمة بالمياه ووصف المعسكر بالبركة، وقال: (لأول مرة تأتينا مثل هذه الأمطار والرياح)، ووصف المياه الراكدة بالمشكلة الكبيرة خاصة وأن المعسكر شهد في فترات سابقة وجود العديد من الأوبئة والأمراض، وتخوف من انتشارها مجدداً، وناشد وزارة الصحة وإدارة الطوارئ بالتدخل وتوفير الناموسيات.
وفي السياق، قال رئيس المقعرة للنازحين واللاجئين بالمعسكر “تنظيم أهلي” إبراهيم أدومة (مسيمير) لـ(مدنية نيوز) إن المياه اجتاحت المعسكر عن طريق الوادي، وأشار إلى وجود عدد من المتضررين الذين فقدوا (التيراب) والمنازل، وتابع: (رحّلنا بعض المواطنين من مكان لآخر)، ولفت إلى فقدان شخصين قبل (4) أيام، ونبه في الوقت ذاته إلى الحاجة العاجلة للرش عبر وزارة الصحة، وتوفير الناموسيات داخل المعسكر.
أوضاع صعبة
ووصف محمدين محمد أبكر، من مكتب الإدارة بمعسكر (كلمة) الأوضاع بالصعبة، وقال إن الشوارع مغلقة تماماً بالمياه، وأردف: (يوم أمس زارنا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، وطالبنا بضرورة توفير “قريدر” من أجل ردم الشوارع، خاصة أنها صارت عبارة عن برك وتسبب ذلك في أن بلِّ المنازل التي انهارت).
وفقاً (لشبكة دارفور الإخبارية) فقد تسببت الرياح والأمطار التي شهدها معسكر كلمة للنازحين بمحلية بليل، في إحداث خسائر كبيرة في المؤسسات التعليمية، وأدت إلى انهيار جزئي وكلي للفصول في عدد كبير من المدارس داخل المعسكر.
وناشد المقرر العام لإدارة المدارس بمعسكر كلمة للنازحين مدير مدرسة السلام الأساسية (ح) الأستاذ شريف حسين شريف، وزارة التربية والتوجيه بالولاية وإدارات التعليم الطارئ بالولاية والمحلية والمنظمات العالمية والإقليمية والخيرين والجهات ذات الصلة بهذا الشأن بضرورة الوقوف ميدانياً على حجم الأضرار التي نجمت جراء الرياح والأمطار، وأشار إلى أن حجم الخسائر يفوق جهد المجالس التربوية ومديري المدارس في صيانة الفصول التي انهارت تماماً في بعض المدارس.