تواصل البرامج الاجتماعية للنوبة بأمبدة.. وإصرار على السلام ووحدة النسيج
الخرطوم: أمبدة: الواثق تبيسة
نظمت رابطة أبناء (كُوشِي شَلَنبَرا) أو (الصِّبي) بولاية الخرطوم معايدة بمناسبة عيد الأضحى، شملت كل أبناء وبنات المنطقة بأمبدة الجزء الخامس، بحضور عدد من قيادت المجتمع المدني بجبال النوبة وتقدمهم رئيس مجلس عموم النوبة بالإنابة داؤود كمبجو، والأمين العام للمجلس الشريف حسين، وعدد من أمناء الأمانات (الشباب والطلاب، الولايات، والعلاقات الخارجية)، ومكوك وعمد وشيوخ النوبة، وقيادات مكونات النوبة المختلفة في بادرة مجتمعية موروثة تقوي أواصر العلاقات وتعزز التماسك.
وتمت المعايدة في ميدان بأمبدة الحارة (43) الجزء الخامس، يوم السبت الماضي وسط أجواء مشبعة بالتراث الأصيل من عشيرة الصبي إحدى بطون (الأجنق) العريقة ذات الجذور النوبية، وهي تمثل امتداداً طبيعياً لبقية بطون مجموعات ومكونات شعب النوبة الأصيل.
وقدم (فرسان وكنداكات) الصبي استقبالاً وصفه الحضور بالرائع، وتم تقديم الوجبات الشعبية والفنون التراثية بأسماء قيادات المجتمع المدني والإدارات الأهلية بالطقوس الفلكلورية غير المألوفة والموروثة من الأسلاف عبر التاريخ، ونالت القبول والاستحسان لدى الحضور، وحركت مشاعر الجمهور الذي أكد أن (الصبي) لا زالوا متمسكون بالثقافة والتراث والعادات والتقاليد.
وتوالت الفقرات وكانت كلمة الترحاب من الأمين العام للرابطة بلك قادم، الذي أشار لجهود القائمين على الاحتفالية وجعلوا المعايدة ممكنة.
ومن جانبه أشار رئيس مجلس عموم النوبة بالإنابة الخبير الاستراتيجي داؤود كمبجو، في إفادة لـ (مدنية نيوز) أمس، إلى تماسك النوبة ووحدتهم وعظمة المناسبات في ظل الحرية والتحول الديمقراطي، ولفت إلى أهمية أن يكون لتلك المجتمعات الكلمة العليا في السلام المجتمعي الذي أصبح واقعاً معاشاً.
وحث كمبجو، الحضور على التجهيز والترتيب لليوم الدولي للشعوب الأصيلة، خاصة وأن تلك الشعوب تعاني الأمرين (الحروب والانقراض)، ونوه إلى ضرورة تعزيز دور حكومة الفترة الانتقالية التي تسعي للسلام دوماً، ودعا رفاق الكفاح المسلح بالعمل سوياً لنهضة المجتمعات التي تأثرت بالحرب.
ومن جانبه أكد الأمين العام لتجمع جبال النوبة الغربية جماع كوكو كافي، أن مثل هذه المناسبات تعد فرصة للتعاون والتكاتف والتواصل، وتمسك بضرورة استمرارها حتى لا تنقطع لأي من الأسباب باعتبار أنها قادت للتماسك الراهن، ونبه الحضور لأهمية العمل لتحقيق السلام (الذي ننتظره ونتوقعه قريباً).
ولفت جماع، لأهمية تماسك النسيج الاجتماعي، ودعا القاطنين في الجبال الغربية للعمل المشترك وأخذ الحيطة والحذر من التفلتات التي تحدث من حين لآخر.
ومن جهته أكد أمير (أَمَا) بولاية الخرطوم صديق علي شريف، ضرورة وحدة النوبة ودور الشباب في تولي القيادة، ووصف وحدة النوبة بالضرورية والمهمة، واعتبر أن النوبة مجتمع وليس قبيلة.
وتخللت المعايدة فواصل من التراث الشعبي مع الفنان أمجد نوبة، الذي قدم فواصل من الأغاني التراثية.
ومن ناحيته دعا المك الأمين عبدالقادر مك قبيلة (مندل عدلان) إلى وحدة الصف وبناء الأجسام القادرة على حماية الحقوق وتشجيع الشباب والمرأة والطلاب ليكون لهم دور في العمل الاجتماعي والسياسي والثقافي في كل المستويات.
وتوالت الفقرات وكان لممثل الأهل بولاية شمال كردفان كلمة قدمها الناشط أحمد عبيد حسن، الذي نقل رسالة الأهل من الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، بضرورة الوحدة والتماسك بعيداً عن المنعطفات السياسية.
وبدورها نبهت أمينة أمانة المرأة بالإنابة بمجلس عموم النوبة زهراء كنجير، وسط حفاوة (كنداكات) الصِّبي، للدور المستمر للنساء وجهودهن وأحقيتهن في المساواة مع الرجال، وأن (حواء ليست للمطبخ وتجهيز الوجبات).
وفي السياق، أكد رئيس رابطة أبناء وبنات (كُوشِي شَلَنبَرا) أو (الصِّبي) بولاية الخرطوم سالم علي بلايل، أهمية التماسك والتعاضد بمختلف البطون ونبذ التصنيف من حيث الجوانب السياسية أو أي من التصنيفات الآخرى، واحترام الأديان والمعتقدات الكريمة الموروثة بالتواتر عبر التاريخ.
واختتمت الفعالية بزيارات لقيادات جبال النوبة، حيث تم التوجه إلى منزل أمين أمانة الإدارة الأهلية بالمكتب التنفيذي لمجلس عموم النوبة المك محمد نواس، وتم الاطمئنان على صحته، وشدد الجميع على ضرورة أن يعم السلام ويتحقق التحول الديمقراطي في وطن واحد يسع الجميع.