الجمعة, نوفمبر 22, 2024
تقاريرمجتمع

آثار الخريف.. الآلآف يفقدون منازلهم وتحذير من انتشار أوبئة في السودان

تقرير: محمد إبراهيم

تزداد الحاجة سنوياً للتحوط ووضع الترتيبات اللازمة لتخفيف آثار الخريف المدمرة وكبح جماح السيول والفيضانات ومكافحة النواقل (البعوض والذباب).

 وتتعلق الأنظار نحو سلطات الدولة المختلفة لتجنب المهددين بذلك الفصل الخسائر، وفي العام السابق شهد السودان كارثة إنسانية كبرى جراء فقدان المئات من الأشخاص لأرواحهم وخسارة مئات الآلاف لمنازلهم على طول المدن والقرى المطلة على النيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل.

تضرر (78) ألف مواطن بـ (الفاو)

وفي هذا العام لم تنجُ البلاد من الخريف، حيث أوضحت الإحصائيات الرسمية من وزارة الصحة الإتحادية تضرر (78) ألف مواطن من سيول (الفاو) بولاية القضارف، وتضرر (2511) أسرة جراء اجتياح السيول لمحلية (الفاو) وبلغت جملة المتضررين (78) ألف مواطن.

وأشارت الوزارة في مؤتمر صحفي سابق في مطلع شهر أغسطس الحالي إلى انهيار (599) منزلاً انهياراً كلياً، و(1033) منزلاً انهياراً جزئياً، و(1128) مرحاضاً انهياراً كلياً و(40) مرحاضاً انهياراً جزئياً، بجانب (4) مؤسسات حكومية ومدرسة واحدة، وانهيار جزئي لمحلات السوق الجنوبي.

ولفتت الوزارة إلى (8) إصابات (لدغات عقارب وثعابين) وسط المواطنين، لا توجد بينها وفيات، ونوهت إلى عدم وجود أضرار في المؤسسات الصحية في المحلية.

موقف الأمراض الوبائية

وفيما يتعلق بالأوبئة الأخرى أعلنت وزارة الصحة تفشي انتشار مرض الحصبة وسط المعدنين في ولايتي نهر النيل والشمالية، كما ظهرت حالات التهاب الكبد الوبائي في ولاية كسلا بمعسكر حمداييت للاجئين، وأشارت الوزارة في تعميم صحفي سابق إلى تدخلات لتوفير عدد (88.612) جرعة تدخل لاحتواء مرض الحصبة في ولاية جنوب دارفور بمحلية شرق الجبل.

قرى النيل الأبيض

وخلال الأسبوع الماضي شهدت قرى بولاية النيل الأبيض انهيار أكثر من  (400) منزل بمحلية (قلي). وقال مدير وحدة قلي شمال بمحلية قلي الدرديري بابكر الأمين، في تصريحات صحفية محدودة أن الإحصاءات الأولية لحصر الأضرار والخسائر في المنازل والممتلكات والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية بلغت (341) أسرة متضررة وانهيار (146) من المنازل انهياراً كلياً و(290) منزلاً انهياراً جزئياً.

وكشف مدير الوحدة أن الإحصائيات جاءت على النحو التالي: عدد الأسر المتضررة في قرية أم بعتوت الشرقية (100) أسرة و(71) منزلاً انهياراً كلياً و(78) منزلاً انهياراً جزئياً، وفي قرية أم بعتوت العوايدة بلغ عدد الأسر المتضررة (27) أسرة وانهيار (6) منازل انهياراً كلياً و(17) منزلاً انهياراً جزئياً، أما في قرية أم بعتوت الفكي أحمد، فقد تضررت (15) من الأسر وانهيار (33) منزلاً انهياراً كلياً، وتضرر (57) منزلاً جزئياً.

وبخصوص قرية الميرم فقد أوضح مدير الوحدة أن عدد الأسر المتضررة (199) أسرة، ولفت إلى انهيار (30) منزلاً انهياراً كلياً و(139) منزلاً انهياراً جزئياً، وذكر الدرديري، أن هناك قرى محاصرة تماماً بالمياه من كل جانب كما أنه يجري العمل لحصر التلف في مجال المساحات الزراعية ونفوق الثروة الحيوانية.

تفشي نواقل الأمراض

عقب عيد الأضحى ومع هطول الأمطار تفشت نواقل الأمراض بكثرة (البعوض والذباب) خاصة في ولاية الخرطوم، وقال ضابط الصحة العامة محمد أحمد الذين لـ(مدنية نيوز) اليوم إن تفشي الذباب يعود لهطول الأمطار التي تزامنت مع عيد الأضحى وعدم التخلص الآمن من مخلفات الذبيح، وانتقد بشدة تأخر ولاية الخرطوم في اتباع الإجراءات الوقائية وتدشين حملات لرش الباعوض وقتل اليرقات، وذكر أن حملات الرش الأخيرة التي نفذتها الولاية لم تؤتِ أكلها، خاصة وأن النواقل لا تزال منتشرة بكثافة ولم يتم ردم البرك والمستنقعات، وحذر من انتشار أوبئة جديدة يصعب السيطرة عليها، وهاجم الحكومة لتركيزها فقط على مواجهة (كورونا) وتركها لبقية الأمراض والأوبئة الأخرى.

تدخلات

ومن جانبه ذكر مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية والأوبئة بوزارة الصحة الاتحادية محمد عبد الحافظ الخضر في إفادة لـ(مدنية نيوز) اليوم (وزارة الصحة تعاملت مع الأوبئة التي ظهرت مؤخراً بكل مهنية واحتراف وساهمت في التدخلات الطبية وتوفير المعينات وتم إرسال معينات الخريف ومواد مكافحة النواقل لكل الولايات، وحالياً توجد كميات بمخازن الإمدادات ومخازن الولايات)، وأشار للجهود المجتمعية ودور لجان المقاومة في إطلاق نداء الاستغاثة ومساهمتهم في تخفيف الكوارث الطبيعة.

وفيما يتعلق بسيول مدينة (الفاو) قال مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية والأوبئة بوزارة الصحة الاتحادية: (تم توفير الغذاء من ديوان الزكاة ومفوضية العون الإنساني، وهناك مخزون كافٍ من أمصال العقارب والثعابين، وتم تصريف مياة السيل، ومصادر الشرب الحالية هي “التناكر” والترعة، وتمت كلورة المياه (0.33) قبل استخدامها).

ويرى المراقبون أن الأنظار تتجه نحو السلطات المختصة بمختلف تخصصاتها سواء كانت صحية أو غيرها للقيام بإجراءات وقائية لمواجهة آثار فصل الخريف، بالإضافة إلى إجراءات تتعامل مع واقع الحال حال حدوث أضرار لتجنب الخسائر البشرية والمادية باعتبار أن الإنسان هو محور التنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *