سيناريو الانتخابات
| الركيزة |
بقلم: أيمن سنجراب
اعتدنا في السودان من خلال معاصرتنا للنظام المخلوع الذي امتدت فترة حكمه (30) عاماً على محاولات التلاعب وكسب الشرعية عبر الزيف والأساليب الفاسدة، وفي كل مرحلة كان يحاول النظام الانقلابي اكتساب الشرعية بتنظيم انتخابات (مخجوجة) متحكم فيها ومضمونة النتائج تأتي برئيس معروف مسبقاً وبرلمان غالبية أعضائه من حزب المؤتمر الوطني المحلول لهندسة التشريعات وقهر الشعب بفرية التمثيل النيابي غير الحقيقي، واليوم ما أشبه الليلة بالبارحة!!.
وبمتابعة المشهد الراهن نجد أن العناصر المؤيدة لانقلاب (25) أكتوبر الماضي تتحدث عن الانتخابات وهي كلمة حق أريد بها باطل، ويجاهرون بالقول إن مهمة الحكومة الانتقالية هي (توفير المعاش) وإقامة الانتخابات، وهم في حديثهم ذلك يقصدون انتخابات (مبكرة) على الطريقة المعهودة خلال سنوات النظام المخلوع لأنهم يمثلون امتداداً لذلك النظام.
وتريد القوى الانقلابية أن تشغل العامة بأن الانتخابات غاية في حد ذاتها وأن قوى الثورة التي تتحدث عن التحول الديمقراطي تخشى الانتخابات وفي ذلك تضليل كبير للرأي العام، وتتناسى العناصر المؤيدة للانقلاب أن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها بل وسيلة لتحقيق التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، ويتحاشون الحديث عن مطلوبات الانتخابات لتكون حرة ونزيهة بالفعل وتجد الاعتراف بنتائجها.
ومن مطلوبات الانتخابات وضع القوانين التي تتناسب مع التحول الديمقراطي وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وإصلاح المؤسسات العدلية والقضائية وفك قبضة النظام المخلوع عن مؤسسات الدولة وتكوين مؤسسات قومية حقيقية لا مؤسسات تتبع لجهات تتحكم في مجريات الانتخابات، ومن المطلوبات استعادة الأموال المنهوبة بواسطة عناصر النظام المخلوع سواء كانت داخل السودان أو خارجه لأنه من المعلوم تأثير المال على الانتخابات.
وفي ذاكرة الجميع تتدافع الأمثلة على فساد الأساليب التي صاحبت الانتخابات في العهد السابق، حتى زهد المواطنون الشرفاء عن المشاركة في أية انتخابات لقناعتهم بعدم جدوى أصواتهم فالنتائج محسومة سلفاً رغم الأموال الضخمة المهدرة في العمليات الانتخابية، وهذا يجلعنا أكثر حرصاً على استقلالية مفوضيات الانتخابات ولجانها، وضرورة مراقبة مراحل الانتخابات المختلفة درءاً للفساد وإغلاقاً للثغرات.
الوقت للثورة وإسقاط الانقلاب وأي حديث عن انتخابات يمثل قفزاً على المراحل، والقوى الثورية تعرف طريقها جيداً ومع إسقاط الانقلاب والإجراءات المترتبة عليه هي من ستعد المشهد للفترة الانتقالية الجديدة بكاملها وتطرح خارطة طريقها حتى الوصول للانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية، انتخابات كما يريدها الشعب، أما الانتخابات على طريقة فرض مرشحي (الشجرة) الفاسدة وتزييف إرادة الشعب فقد ولى زمانها وستقولها الجماهير بالفم المليان وبطريقتها الثورية (آآآآ وين يا)!!!.