الخميس, نوفمبر 21, 2024
مقالات

جيل التحرر والتأسيس والمساندة المطلوبة

| الركيزة |

بقلم: أيمن سنجراب

جيل الثورة الحالي، (الجيل الراكب راس) لحم الثورة وشحمها وعظم الظهر فيها، قاد مواكب وفعاليات التحرر من حكم الإسلاميين الجائر، وها هو يواصل مده الثوري بلا انقطاع على عهد الوصول لمحطة الحكم المدني الديمقراطي، ولكن لماذا يتحمل هذا الجيل المسؤولية الكبرى في الثورة والتحرر دون غيره؟!.

لقد أثبتت التجربة أن هناك حاجة ملحة لمشاركة فئات المجتمع المختلفة دون جعل هذا الجيل الذي ولد وتربى وترعرع في عهد النظام المخلوع عبر ثورة ديسمبر 2018م المجيدة، معزولاً ومكشوف الظهر في عملية المواجهة، وفي كل موكب نفقد أعزاء منهم نتيجة القتل، وتتزايد حالات الجراح والإصابة وأوجاع المفقودين!!.

وجيل الثورة يعرف أن مهمته صعبة ولكنه آل على نفسه أن يكون قدر التحدي في المرحلة الوطنية العصيبة، وبقدر أهل العزم تأتي العزائم وهو جيل تقوى عزيمته وتعلو همته لأنه يدرك عظمة المطلب ولم يبخل وظل يقدم أغلى ما يملك (حياته) ثمناً للتغيير الجذري، وهو ظل يقدم كل التضحيات رغم أنه لم يجد ما يستحق في ظل حكم (الاستعمار الوطني) من قبل (الإسلامويين)، فلا هو وجد حريات ولا وجد موارد ولا تعليم مجاني ولا العلاج المجاني، وأمام عيونه تنهب موارد الدولة لصالح منسوبي النظام المتحكم في مجريات الأمور، وكذلك لم يجد عدالة في تولي المناصب والوظائف حيث يتم تمكين أصحاب الحظوة من أبناء وبنات أهل النظام، أما المستحقين للوظائف من عامة الشعب فمصيرهم العطالة والوجود خارج المكاتب ودوائر المسؤولية وانسداد الأفق حتى جاء الانفجار العظيم في ثورة ديسمبر.

من العدالة والمسؤولية عدم ترك مهمة مقاومة الانقلابات والحكم العسكري والشمولي لهذا الجيل وحده رغم أنه لم يشكُ من عبء المسؤولية ولم يتنصل عنها، ولكن الضمير الحي يقول إن الجميع هم أبناء وبنات هذا الوطن وعليهم مواجهة الموقف سوياً، وألا يثقلوا على كاهل (جيل التأسيس الوطني والتحرير) بجلد ظهور بناته وأبنائه بالنقد غير الموضوعي بأنهم يخرجون للشوارع بلا هدي ولا هدف، فما أقسى هذه الأحكام!!.

المطلوب خروج جميع فئات المجتمع لمساندة الشباب والشابات في مهمتهم الوطنية العظيمة، فالوطن للجميع ومن الأنانية ترك التضحية الكبرى لهذا الجيل، فهل نرى في المواكب والفعاليات القادمة وأولها مواكب فبراير الحالي جموع الشعب السوداني متراصة؟، فيزيد فخرنا ونحن نرى الشيوخ بجانب (كنداكات) المجتمع السوداني من الأمهات وربات البيوت وهن يسندن (قفا شيالين وشيالات التقيلة) ويلهبون حماسهم بالهتاف (إنتو ما براكم نحن معاكم)، وبذلك نعمل على ردم فجوة الثقة ونعد البرامج الوطنية عبر العمل والنضال المشترك وحينها ستخف آلام التضحيات أمام رغبات السودانيات والسودانيين جميعاً واقتراب الحلم نحو إسقاط الانقلاب وبناء الوطن الذي يسع الجميع!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *