الجمعة, أكتوبر 18, 2024
مقالات

العظمة أو باريس الإفريقية

بقلم: محمد بدوي

“لم يكن هذا النص لولا تحريض المنافي الذي يصعد فيه إحساس الإنتماء للوطن مسكوناً بالمواطنة والحنين، تقف على منصة تملأ روحك وذاكرتك بجمال التنوع، لا تحتاج إلي للبحث عن  إجابات للماذا لا نمارس التمييز فعلاً أو قولاً على بعضنا خارج حدود الوطن! لأنه  ببساطة الأصل فى الحالة لذا فإن العكس هو ما يتطلب الإجابة ، فى ظل هذا الواقع إلتقيت  بعدد من السودانيين /ات دفعوا بأسئلة وحوارات عن جغرافيا خصتني بالنشأة فى سودان، أمتدت إلى السؤال وإجترار المواقف مع بعض شخوصها، نال حي العظمة بالفاشر، دارفور نصيب وافر من ذلك فحفزني  الأمر إلى محاولة للتوثيق، مستوعباً صعوبة ما أقدمت عليه لأنها حالة إختبار و تحدي للذاكرة  فبذلت جهداً لتحفيز الذاكرة بإستدعاء الحضور الذهني رغم البعد الجغرافي، إختار النص عنوانه طوعاً ” العظمة يا باريس ” إستناداً على كيمياء الكل ومشاركة الجزء له في الملامح،  فمدينة الفاشر التى توحي طبيعتها التلية مع  الإضاءة فيها  ليلاً  كأنها عروس في مسرح مزدان بالأنوار، فترجمت الذاكرة الشعبية الحال فى مقولة شعبية ” بالليل باريس والنهار تضاريس “اعتذار مسبقاً لمن لم تحملهم السطور فجميعهم حضور أصيل،  “محمد بدوي فبراير 2022  ”

النص: العظمة أو باريس الإفريقية

العظمة أو ذاك الحي الذى أطلق  عليه شعبيا  أسم باريس ،ليس من السهل سبر أغواره، فهو ليس رقعة جُغرافية فقط بل عالم  لِسير قَاربت  في تواريخها البعيدة  والبعيدة تناص “عمارة يعقوبيان”  التي شكلت عالم ساحراً في وسط قاهرة المعز، في تميز أزاح الدكتور علاء الدين  الإسواني السِتار عنها فِي تُحفة فنية رفيعة من أدب الرواية حملت ذات الإسم، هاهى باريس شامخة كسودان ممتد من حلفا الي الجنينة فلا مجال لتكرار التناص بين حلفا ونمولي لأن التنوع ليس فعل تقابل بل ديالكتيك، تعدد  في عناصره وأنثربلوجيته و كيميائه، حين تسير في شوارعه  تحس بعبق التاريخ  يسير على مهل، بما لا يمكن قياس مزاج قدلته، بنشوة البن المعتق، فهو عطر من  سودان ما قبل الظلامات الكبيرة،  أنصاف المتعلمين والقواميس التميزية الفجة ،تطوف  ذاكرتك بتفاصيل كأنك تجلس على عربة قطار في الدرجة الأولى، حينما كان السكة حديد “تهز وترز”  حيث للزمان روح يراقص المكان بحضور منسوج على محمولات الجمال.

باريس سيرة سودانيات وسودانيين ما قبل الإستقلال وبعده، فالخارطة ترسمت على مزاج المدنية، حيث يبدأ الرسم الهندسي من فرن الخواجة إسترالي، بيوت الهنود الذين كانوا جزء من المحيط، جاليات من الطليان،  الأغاريق منهم خليل بيوطي ، اليهود قبل أن يغادروا المدينة فى ستينيات القرن الماضي لتؤل الدير بالشراء لمنير جورج ميخائيل، الخاطر في رفق يلقي التحية في حباب  للسودانيين الأقباط الأوفياء  وعلاقاتهم بالمدينة وحركتها التجارية يتنقلون بين حي المسالمة الأمدرماني والفاشر السلطان في نشاط همتهم التجارية التى تتسم بالشطارة و الربح  ،  وليد ومنير جورج روفائيل، رفعت لمعي روماني و شقيقه بولس  الذي طور العمل التجاري مستنداً على دراسته للمحاسبة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، وعاطف وسمير رفعت يضعون الشهادات الجامعية جنبا ليتقنوا حرفة الأباء، بينهم ومن يعاونهم في العمل ود و محبه كنور الدائم إبراهيم، التواريخ تقف شاهدة على مناصرتهم للحال فلم يتوانوا حين إشتعلت الحرب في الإقليم وتشرد عدد من سكانها بعيداً عن مساكنهم وقريباً من  معسكرات النزوح حول المدينة بأن سيروا قافلة دعم بصم عليها من رافقوها كخليل شقة، قدموها دون ضوضاء حملت مواد غذائية عبرت عن تضامنو إحساس عالٍ من  السودنة و المواطنة.

الشوارع شاهدة على تصميم المستعمر الإنجليزي  لباريس  على  مزاج  أراح عصب المدن التلية الشامخة في ليال الصيف ، شوارع لم يعكر صفوها تخيط حديث بالمتر المربع و الأرصفة ، بل سارت على مزاج يقود وينتهي بالود حين تسيرفيها  كأنك في سفينة تبحر في رايق المزاج تتقافز دلافينه في مرح ،  ترنو نحو المارة و سكان الحي و ضيوفهم  فتبصم بأنه السودان من فيه و ما فيه ، فترد التحية  بصوت حنان النيل مؤكداً

” أنا ألسُودان جمال إشراق وعيدية ”

جمال التنوع و قوته يجعلك تمضي لتنتقل لصوت نانسي عجاج إلى مقطع ثان

” أنا السودان لسان حالك أريتك تدري بحالي ”

يلفتك إليهم صرير أبواب الحديد حين تسحبها الاكف لتستقبل زائر أو إيذانا  بخروج أو دخول مسرع ، ليس من الصدف أن يسأل بعض محدثوث  في المنافي عن الدكتور محمد عثمان المعتصم الطبيب و الإنسان ، فتفغر فاهكك !  و أنت تستعيد صوراً  للوطن  إستكانت في الذاكرة لعقد ونيف فتجبر على الترديد مع  الفنان محمد أحمد عوض على الرق :

” رغم بعدي برسل سلامى يحوي شوقي . وكل إحترامي ”

دكتور معتصم كما يحلو للجميع مناداته  أختارالمدينة وطناً  حي باريس مقامًا طبيب ومزارع بالهواية ، فذاك  التراكتور المركون الي جانب حائط  العيادة الخارجي ، فلرجل عشق مع الزراعة رغم انه لا يمكن قياس عائدها بما تجود عليه مهنته التي كان يزاوبها   في عيادته المفتوحة صباحا ومساء ،  زقاقات تقود إلي مداخل الروح  و أخري الي مكامن البوح ،  تعبرها و أن في شغف التعرف علي تواريخ نشأتها وما شهدته من أحداث ، ليس بعيدا عن المكان كان قد قطن  المحامي النابه هدي حمزة  عند قدومه من مدينة الأبيض في سنين سابقات  ، تمضي متمهلا  لتجر علي التوقف أمام  محل فلكاو لخدمات المناسبات ، سيرته ترتبط بمديرها التاج صالح حسن الرياضي و الرمز الإجتماعي ، المكان منتدي مفتوح علي الشارع حيث كان يتسكع صبية وشباب الحي و اَخرين يجلسون  مصاطبه الجانبية والركن المقابل يتندرون و يتشاكسون في لطف ثم يتبادلون خارطة الطرب  و الحفلات مساءاً بالمدينة .

التنوع  عضم ظهر  باريس ، أسر و جماعات فحين تأتي سيرة أسرة تيباوي فيغوص خيالك نحو الرائدة المعلمة  ملاك تيباوي  التي عرفتها شوارع الحي وزميلاتها إلهام أمام الدين و أسماء عيسي الدين  و ست عديلة وهن في طريقهن صباحا إلي المدرسة التجانية الأبتدائية ، ثم  رحلة عودة نهارية  والثياب بيضاء كالنوايا الحسنة و العمل الصالح، إخترن مهنة الأنبياء لكن لسن وحدهن فهنالك أيضاً ست سناء محمد السيد   و أخريات ممن  عرفهن المقرر الدراسي بالإحتراف ،  فصرن  بيارقاً للمعرفة ،  فيداعبك صوت الفان  زيدان إبراهيم بهمسه المجبول علي الطلاوة

” يا بنات المدرسة، وست بتول المدرسة ”

باريس ، وطن لا يشترط الهبوط في مطاره  جواز سفر ، تاشيرة ، كرت الحمي الصفراء ، فحص الكورونا سفر ساري  ، فهو مفتوح الأحضان في ترحاب للكل   من كل حدب وصوب ، فتشكلت جغرافيته  بذاك الإختيار الحر ، سجل القاطنين  يمتد و يتسع فهنالك أسر،  أبوصفيطة ، شبور ، الشيخ عبدالقادر ، التويم ، سراج  ، الخليفة ، الربيع .

الركن المشرع على محطة الكاروهات التي تجرها حصين هزيلة يشفق البال عليها لكنه كسب العيش ، و انت تسير جنوباُ تقابلك لافتة كانت للمحامي أزهري ،  تعود وقد سقطت عن الذاكرة تحية لمناول حصينة بالود فذاك منزل لأسرة  محمد الحسن رحمي مساعد طبي العيون،الكرف ، و على الشارع السابق الحاج حسن صاحب مصوغات الدنيا دبنقا ،  المحاسب الأرستقراطي الأنيق محمد السيد أبكر الذي كان أحد أعمدة وزارة المالية و ما سبقها من مسميات من مصلحة الحسابات .

الملك رحمة محمود ملك الفاشر سيرة وسريرة و تاريخ أرخ لحكمة الأهلية ، مسجدي كرم الله و  السادة الأدارسة ، الكنيسة ، الخواجة وليم ، الفكي هاشم بخلوة الفيزان ، الأمير عبدالرحمن زكريا على دينار ، الحاج الزبير نصر ، و اسرة حسين التجاني احفاد السلطان  ابراهيم قرض ، القابلة سدينة ، أسرة اسماعيل عبدالله ، وعثمان محمد عمر ( معاذ) ، محمد و أبو صلاح شرف ،  مخبز أب ربو ، قريب الله حسين   و الأحنف ، و حتي لا يسقط  التدوين في فخ لابد من تحفيذ الذاكرة و إنعاشها و فيختار الحال باب السنط  لفرقة عقد الجلاد و حضور ثاني لمحجوب شريف

ود باب السنط ، الدكة والنفاج

والحوش الوسيع للساكنيين أفواج

واللمة التى ربت جنا المحتاج

والنار الدغش والريكة جنب الصاح

 

شارع العيادات أسماء لامعة  أحمد غزالة الذي استقر بها لما يقارب ثلاث و أربعين  عاماً و هو المنحدر من صعيد مصر إلي أن فارق الحياة بها فلا تملك الإ و أن تعيد ذاكرتك مع محجوب شريف

“الإسم الكامل إنسان و الشعب الطيب و الدي”

لافتتات لأجيال من الأطباء ،  محي الدين ،عبد اللطيف دين ، محمد الصادق ،  مؤخرا كان بها  عبدالمحسن عبدالروف طبيب الجلدية المميز، صيدلية الإسراء بفرعها التاني و في بداية الشارع و على الجانب المشرع شمالا كانت ورشة عثمان يوسف لكهرباء السيارات ، و الموناليزا للتفصيل للفاضل الذي درس فنه  بمصر، و حبشي للتفصيل  أليس باريس هي الجمال ، هنا يأتيك صوت سيد خليفة في رائعة إدريس جماع

“على الجمال تغاز منا ماذا علينا غذا نظرنا ”

دار الحزب الإتحادي الديمقراطي على الشارع الفاصل بين باريس و السوق و محال تنوعت فى تخصصها التجارى ، تعود قدماك نحو الحي من  أحد المداخل من السوق فذاك سكن داؤد محمد الحاج رجل الأعمال و صاحب كافتريا تسابيح بعمارة شركة دارفور للتجارة ، حين تنعطف يميناً يستقبلك محجوب محمد (الشايقي ) فلا سبيل للإسراع قبل تحية الاصدقاء محمد محجوب (الزعيم ) و شقيقه خالد فقد برعا في الكرة الطائرة وكرة اليد في المرحلة الثانونية لكن محمد ترك الأمر أنحياز للعمل التجاري بينما غادر خالد للدراسة فطاب له المقام فى جغرافية اخري ،  الذاكرة تهتز ميمنة وميسرة فسيرة نادي الشعلة و لتنافس المحموم في مباريات كرة القدم ، فيطل بسخرية كما الإدهاش الذي يعبث بالتناص  أستاذي علي محمد علي القاضي السابق ، المحامي و الرياضي المطبوع ، و الكوتش عاصم التاي الرياضي والمصرفي ، قبل ان تفيق يأتيك صوت بابكر الشيخ مغنياً  لإبراهيم عوض

” يا سلوي قلبي شن سوي”

ثم تليها

” بزيارتك بيتنا نور

والله نور كل زينة ”

حينها تخلو المقاعد والجميع في ساحة الرقص بلا إستثناء ،  فتطرب و تتمايل حتى تسقط من ثمالة المرح اللدن ،  يمضي الحال على جواد الزمن الجميل ، كأنك حين تمر أمام  ذاك الزقاق تهم بقطف وردة من الجهنمية المتدلية من منزل الصاغ موسي سعيد  ، مدرسة الجيل المتوسطة سابقاُ و الشارع الذي أزعجت رماله حركة سيارات المواصلات ، حتى لا تغبر أقدامك فتجد نفسك منحرفاً مرة أخري نحو اليسار بعد منزل اَدم الزين لتحي محمد ود الزين ، نور الدين واخرين  ، ثم ترفع يدك بالتحية للجار  الملاصق للأستاذ يوسف عمار  ثم أسرة بلدو  ، لا يكمن أن يرتد النظر قبل أن تري حيدر احمد مرجان  خارجا من المنزل المقابل  حيدر الذي كان حارس المدرسة في المرحلة الإبتدائية الإ أنه لم يصمد كثيرا في الرياضة ،ورشة معاذ وحوشه الكبير  ورشة الجماهير لعبدالله عمر و المعلم ود الحسين  بضحكته التي تكشف عن سِنه الذهبية ، تسير مسكونا ببقايا أغنيات كانت حاضرة بعد أن أنفض سامر طرب على الجانب القريب لمنزل  محجوب كرم الله سر تجار الفاشر  او سيرة الرجال الإوفياء  من الذين هيأوا سكن   لطلاب البوادي حينما لم تكن هنالك داخليات ملحقة بالمدارس ، تدفعم اللحظة  نحو صحيان كأنك جالس على القطار المتجه الي  وسط مدينة جنيف ، أنت غارق  في صحيفة  حملت  أخبار قرارات الإتحاد الدولي لكرة القدم  ، حينها تترائي صور لاعبي فريق الشعلة والمريخ ، هشام “اب كمش” الرياضي والقانوني ،  إيجه وصلاح الطاهر،  ود الريح  هشام ونزار و شهاب و أولاد  الزين معتصم ومحمد  و صلاح و الحارس ان الطاهر  و خالد احمد ادم (خمجان )  الذي زاوج بين دراسة الطب وكرة القدم وقبلهم الكاتبن الأستاذ محمد صالح منقا  ، و الصديق أحمد عثمان سليم الذي عشق نادي الشعلة حيث كان يحرص على حضور التمارين  مستمتعاً بمتابعتها .

العصريات مواقيت تعمر أركان الشوارع بالحضور عثمان ود السيد و آخرين من الأقران ، ذاك  عباس ود السوق يعبر النعيم وسراح  و محمد اَدم و محمد اَدم الزين مرة أخري ، مكي و وسطهم جلس فاروق تقل الذي رغم الرحيل من الحي لا زال يحن الي الايام التى مضت بموسيقاها ، العراب عبدالهادي عبدالله ابوه (ابونمه )ماهل في خطوه ضحكته وذاكرته شريط لكل ما حدث في اليوم  فهو مثقف لا يفصح عن ذلك و مؤرخ لم يولى التدوين إهتمام  فترتقي بعض صور عمارة يعقوبيان ، كأنك تري و المكان امامك وعليه اَثار الخيول  في محطة الكاروهات ، الورش التي  أغلقت أبوابها  المكان  خال في ذاك التوقيت فالمكان والزمان يكشفان عن ملامح  الصراع الطبقي ” ، فياتيك صوت كورال الحزب الشيوعي السوداني   في تخليد ذكري المناضل  قاسم أمين

 

” صلوات الغبش القايمة

في الدغش .. أمين أمين …”

 

تصحي الذكري كلما طاف البال بجغرافية باريس ، فهي  ليست قبالة السوق من الناحية الجنوبية ، على ظهرها يستقر احمد ادم يوسف (ابوالجيج )الضابط الاداري السابق ، والعازف بفرقة فنون دارفور ، و محمول القلق الخلاق في تناصه الابداعي و المعرفي كمثقف ، لا يمكن ان يقفز الحال دون ان اشير الي شقيقه عبدالعزيز في خصوصيه ، الي الاعلي الملاصق صهره الراحل الاستاذ جبريل الذي لعب للمريخ الفاشر و درس في مدارسها معلم و منح منزله للمعرفة كمكتبه في تجربة  رائده ، وهو من ارخ للفاشر في مجلد كبير يسير الي صبر العالم ،  دفع بأنجاله للعب في المريخ وعشق الرياضة ، محجوب عبدالعال وأسر السناري  ,الريح الفكي والد محمد الريح (ود الريح)  .

على الجانب المقابل لهم رجل عرف درب التجارة والأناقة و الأرستقراطية و سيرة سينما الفاشر الوطنية يلتقطها الراحل على بدين بمكتبه المقابل لمغلق الفردوس لمصطفي حسين ، على بدين رغم انه ليس من سكان الحي لكن اتخذه مقرا لأعماله  و لا تأتي سيرته الا وترتفع سيرة سينما الفاشر الوطنية فهو احد المساهمين فيها ، المكتبة البرطانية و محمد عباس ، مغلق شهراد و محمود حسين و عشق نادي الهلال ،  قبل ان تتراجع بعد ان شرف مسرحها بالغناء فيها رواد الفن السوداني صلاح مصطفي و كمال كيلا ، زيدان ابراهيم و حنان بلوبلو و أخريات ، و  محمد وردي الذي زارها  في 1986 بعد سقوط النميري،  فصدح  باغنية نور العين مبتدراً بها الحفل الغنائي ، ثم ردد الجمهور معه وخلفه .

 

“بلا وإنجلا … حمد الله ألف على السلامة ”

الفن سيرته عامر  فبرعي العظمة و أسرة محمد فضل سليل السلطان إبراهيم قرض  فحين يرتفع صوته بالغناء يرتد صداه على الجانب الاخر ، الراحل بابكر نهار احد اعمدة الراسمالية الوطنية و حزب الأمة و الد الدكتور احمد بابكر نهار السياسي ورجل الأعمال ، عبدالرحيم محمد (حماماتي) الذي وترك بصمته على المطبعة الحكومية، اسرة  على الخبير و المسجد المرتفع آذاته في الأوقات، اولاد الياس، والميارم كبرى ورابحة  والأمير سليمان و تاريخ ممتد إلى سلطنة الفور، وفى البال اسرة تاج الدين نور و المنزل الذى أتخذ من ناصية الحال منفذا مميزا كأنه يدعوا المارة بالدخول لأكارمهم فيقابلك أحمد ، و محمد (الكير)، عمر و الربيع إسماعيل فتعرف انك قد حططت الرحال حيث يجب، و على الجانب يرفع عم  اسرة المرضى ، تتسع و كفك تلوح بسلام المعارف ولسانك يرد التحية ويجيب عن سؤال الحال من الاصدقاء ايمن محمد يوسف على دينار، أسعد حسب الرسول ،ود الأحنف  ، ومحمد قريب الله و محمد الدين و المكان ليس بعيد من منزل اسرة  الحلو ، ولابد من الاشارة الى الفيزاني .و هنا تقف و تجلس ثم تنهض مع  عالم عباس  باريحية لتعود الي يوليو 2008 عندما حل ضيفاً على رزنامة الأستاذ كمال الجزولي فكتب تحت أجندة يوم الثلاثاء تحت عنوان و على الفاشر السلام.

 

” ما زلت أتلمس وجه (فاشري) القديمة كما طفل يتلمس وجه أمه الرووم”

فهو حالي وأحرفي وأنا أتلمس الفاشر من ذاكرة محبه تستدي بلطف مجتازة حدود المكان الي ذاكرة الوجدان، فالتاريخ محتشد، فضل موسي، أسماعيل بابكر و الفروسية و الخيول التى شهد لها مضمار سباق الخيل قبل ان يحول المغول العابثون جزء منه سكن فأصابوا الذاكرة بالصدمة .

في دفتر الحضور الجغرافي  أسرة شيخ الفاشر سليمان ،  تلوح شرقا لآل قاسم خيري الصديق قاسم ،  المهندس عبدالمنعم أبكر و الدكتور عبدالجبار اما غربا فأسرة الشيخ سوار مدير المعهد العلمي قبل ان يحوله الإسلاميين الي معسكر لأمن المؤتمر الوطني ” سيئ الذكر ” بإسم ادم رجال  ينقذك ابوداؤد متنرنما بما يغسل الروح من دنس ما فعله المغلول

” والله يا دمعي الإتشتت وغلب اللقاط ”

قبل العودة الي ركن اولاد سراج مرة ثانية، لابد من أن تنعطف الي أسرة  سراج  الاستاذ مبارك والعم عبدالماجد  الزراعي مصطفى، افندية الخدمة المدنية في التربية والتعليم ووزارة الزراعة و مجالات سار فيها الأبناء يضعون بصماتهم المهنية فيها باقتدار لتجد كابتن الجيلاني سرور حضورًا  وحينها تكون الونسات قد سامرت الامسيات لتودعه الليل فلا تملك الإ وان تقف شاهدا على الحي الذي أنتزع لقب مدينة الفاشر ( باريس ) ليخص بها حضوره من جغرافية المكان.

ختاماً: هو جهد المقل فى تتبع  تاريخ من تاريخنا الإجتماعي، تحفيز للتوثيق الذى يجبر خاطر ما سقط سهواً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *