الجمعة, نوفمبر 22, 2024
تقاريرمجتمع

اليونيسيف بالسودان.. أدوار على الأرض وأخرى مرجوة

الخرطوم: مدنية نيوز

منذ افتتاح مكتبها بالخرطوم في العام 1952م تعتبر منظمة اليونيسيف من أهم المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وهي المختصة بحقوق الأطفال الذين هم ركيزة مستقبل أية أمة.. مع الأخذ في الاعتبار أن 72% من سكان السودان هم دون سن الـ24 ، يعيشون في جو من التوتر والاحتقان والحروب شظف العيش، مضافاً إلى ذلك العوامل الطبيعية من فيضانات وتغيرات المناخ، جائحة كورونا، وهنا يأتي دور المنظمة خاصة في ما يتعلق بالتطعيم والتحصين.

أهمية التحصين ودور اليونيسيف

تتمثل أهمية التحصين الروتيني في أنه لن يبلغ طفل واحد من كل 18 طفلًا في السودان عامه الخامس من دون، خاصة في ظل سوء التغذية وتفشي الأمراض.

لذلك تمكنت اليونيسف ـ في السنوات الماضية ـ من الوصول إلى المناطق النائية في المنطقتين وجبل مرة في دارفور بلقاح الحصبة وشلل الأطفال للأطفال، حيث نجد أنّ 70٪ فقط من البيوت في السودان تتمكن من الوصول إلى المرافق الصحية في غضون نصف ساعة من منزلهم مما يسمح لهم بالحصول على التطعيم والرعاية الصحية الأساسية.

التحصين الروتيني في السودان

بحسب المنظمة فقد تلقى أكثر من مليون و(400) ألف طفل دون سن سنة واحدة (1،472،195) (84%) من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة) ثلاث جرعات من لقاح خماسي التكافؤ يحميهم من الأمراض الفتاكة مثل الدفتيريا والسعال الديكي والكزاز والالتهاب الرئوي والتهاب الكبد الوبائي ب. بينما تلقى (1،429،103) أطفال دون العام (82٪) من جميع الرضع الباقين على قيد الحياة) جرعتهم الأولى من لقاح الحصبة بينما تلقى 1،105،238 (64٪) من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 شهرًا) الجرعة الثانية، مما قاد إلى خفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 128 في عام 1990 إلى 56 لكل 1000 مولود حي في عام 2021 بسبب تحسن معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة.

التحصين ضد شلل الأطفال

أبلغ السودان عن 12 حالة من حالات الإصابة بفيروس cVDPV2 في أغسطس / آب 2020 وبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة 58 حالة أثناء تفشي المرض. تم تنفيذ جولتين من حملات الاستجابة للفاشية على الصعيد الوطني للاستجابة لتفشي cVPDV2. وشمل ذلك 18 ولاية و184 محلية ووصول لقاح شلل الأطفال إلى أكثر من 8 ملايين طفل في السودان. الأمر الذي توج بأن تم إعلان السودان خالية من شلل الأطفال في يناير 2022.

استجابة اليونيسف

في عام 2021 ، شهدت 13 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان تفشياً واحدًا أو أكثر من داء (الشيكونغونيا) أو حمى الضنك أو حمى الوادي المتصدع أو الدفتيريا. للاستجابة لهذه الحالة الطارئة المستمرة، تواصل اليونيسف قيادة عمليات التطعيم الروتيني للأطفال والتطعيم للمجتمعات الضعيفة مثل اللاجئين وهي جزء من تحالف COVAX الذي يوفر لقاحات Covid-19.

حملة الحمى الصفراء

أجرى السودان حملات استجابة لتفشي الحمى الصفراء في عامي 2005 و2012 ، وتم التخطيط لحملة الوقاية من الحمى الصفراء وتنفيذها على مراحل لتغطية جميع الفئات العمرية بين 9 أشهر و 60 عامًا بين عامي 2014 و 2018. تمت الموافقة على إدخال لقاح الحمى الصفراء في البرنامج الروتيني عام 2021. كما تمت الموافقة أيضاً على حملة اللحاق بالركب الصغيرة لتغطية مجموعة المواليد التي ولدت بين تاريخ حملة الصيد وتاريخ إدخال اللقاح. حيث تم حتى الآن الانتهاء من حملة اللحاق المصغرة في 6 ولايات (النيل الأبيض، الشمالية، نهر النيل، كسلا، القضارف، والبحر الأحمر) ومن المقرر أن يتم تحديد باقي الولايات بين مايو وأكتوبر 2022.

وفي الفترة من مارس إلى سبتمبر 2021 ، تم تنفيذ حملة مصغرة للتعويض عن الحمى الصفراء في (5) ولايات بالشرقية الثلاث وولاية نهر النيل والولاية الشمالية.

ولضمان الكفاءة، تم تنظيم حملة استدراك متكاملة لدمج حملتي الحمى الصفراء وشلل الأطفال.

الرسائل الرئيسية

بناء القدرات المستمر مطلوب للمهنيين الصحيين على المستوى الفدرالي ومستوى الولاية لضمان حملات التطعيم الفعالة، كما أنّ هنالك حاجة لجهود متواصلة للوصول إلى 52٪ من السكان بمعدل التطعيم ضد فيروس كورونا COVID-19 بحلول ديسمبر 2022.

السكان المستضعفون وخاصة النازحين واللاجئين يحتاجون إلى الحماية من تفشي المرض وحملات التوعية المستمرة. وهناك حاجة إلى مزيد من الاستطلاعات والبحوث لفهم كيفية التعامل بسرعة مع تفشي المرض نتيجة للصراع ، وتدفق اللاجئين ، وعمليات الإغلاق في حالة زيادة حالات (COVID-19).

التوعية مستمرة للحفاظ على السودان خالٍ من شلل الأطفال، وستواصل اليونيسف الشراكات الاستراتيجية والتعاون الفني معها. وهو ما يصب في خاتمة المطاف في مصلحة السودان الذي يؤمل ويراهن على الطفولة الصحية والمعافاة لبناء مستقبله الموعود.

رغم أن المجهود الذي تبذله المنظمة عبر التقرير وفقاً لمتابعات (مدنية نيوز) أمس، الذي يعطي بعض الملامح عن الدور الكبير الذي تقوم به إلا أن المطلوب منها في مثل حالة السودان جهد أكبر، خاصة في يتعلق بالتعليم والتثقيف، إذ أنّ الجهل يمثل عقبة كبرى للمجتمعات البشرية، بالرغم من أن اليونيسيف لديها مشاريع كبيرة في تعليم الأطفال في السودان، خاصة في مناطق النزاع، لكن المطلوب رؤية إضافية تعزز من قيم التسامح وتقبل الآخر وتمكن الأطفال من الحصول على فرص التعليم على قدم المساواة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *