ميزات القرن الإفريقي (20)
بقلم: حسين سعد
مازلنا نخصص في المحور الرابع والثلاثون نحول تحليل البيئة الداخلية لدول القرن الأفريقي،وبحسب تقرير بعنوان (التنافس بين دول الخليج في القرن الافريقي تخفيف الاثر)نشره موقع شبكة النبأ المعلوماتية يتميز القرن القرن الافريقي بحزمة من المميزات وهي:
(1) المميزات التي تتمتع بها منطقة القرن الأفريقي (نقاط القوة): يمکن رصد أهم نواحي القوة ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسکرية في النقاط التالية.
(أ) أنها تعد من أکثر المناطق الإقليمية أهمية بحکم موقعها، وثرواتها الطبيعية والجغرافية.
(ب) أنها تشرف على أکثر المسطحات المائية أهمية بالتکامل مع المنطقة العربية، سواء بالنسبة لاستراتيجيات القوى العالمية التي نشأت على مر التاريخ، أو بالنسبة لحرکة التجارة العالمية.
(ثانيا) التحديات التي تواجه منطقة القرن الأفريقي (نقاط الضعف): ويمکن رصد أبرز التحديات الداخلية ذات الأبعاد السياسية، والاقتصادية، والعسکرية، والاجتماعية المؤثرة على استقرار منطقة القرن الأفريقي في النقاط التالية..
(أ) غياب الدور الحقيقي للدولة فلم تعد الدولة في منطقة القرن الأفريقي لها تأثر ودور واضح.
(ب) أن بعض الأنظمة السياسية تعاني من بعض الأزمات والتوترات الداخلية التي قد تؤدى إلى عدم الاستقرار، ولعل أبرزها أزمة المشارکة السياسية.
(ج) الخلط بين مفهوم الأمن القومي والأمن الذاتي؛ حيث تعد الأزمة الأکثر تأثيراً على الاستقرار الأمني والسياسي.
(د) محدودية الموارد المائية، والفقر المائي لبعض دول القرن الأفريقي؛ إذ ستسهم هذه الأزمة في تقليص فرص الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة، حتى في الدول التي تمر في أراضيها مصادر المياه، وستتعاظم هذه الأزمة في غياب التنسيق والتعاون والتکامل، وهى القيم اللازمة للتخطيط الاستراتيجي لاستغلال الفائض المائي الهائل الاستغلال الأمثل.
(خ) الزيادة في معدلات المواليد؛ حيث تشکل التحدي الأعظم لإحداث الاستقرار الأمني والسياسي فيها، في غياب إحداث التنمية الحقيقة على نحو عام، وفى مجالات التنمية البشرية إلى نحو خاص، إذا لم تشهد جميع مجتمعات دول القرن الأفريقي تحولاً ونمواً اقتصادياً، وثقافياً، وتکنولوجياً، يواکب ويترافق مع هذا النمو الديموجرافى.
(ح) عرضتها للتبعية السياسية والاقتصادية؛ حيث تفتقر جميع دول القرن الأفريقي إلى وجود قواعد صناعية ثقيلة، وغياب التقدم العلمي، والتقنى من ناحية أخرى. الأمر الذي أدى إلى تعاظم حاجتها إلى الدول الصناعية الکبرى لتلبية احتياجاتها من المعدات والأدوات، وبالتالي أصبح استقرارها السياسي والأمني عرضة للخطر، إن لم تلبِّ مطالب هذه القوى.
(ه) افتقار معظم دول القرن إلى التکنولوجيا المتقدمة تحدياً آخراً يحول دون تقدم هذه الدول، مما أدى إلى الهجرات الواسعة غير الشرعية، وهجرات سکان الريف إلى الحضر مما أثر على الصناعات الصغيرة التي کانت قائمة على المنتجات الزراعية والحيوانية.
وبشأن تحليل البيئة الخارجية لدول القرن الأفريقي:
(1) الفرص المتاحة أمام دول القرن الأفريقي:
(أ) القرن الأفريقي جيوبوليتکياً أکبر کثيراً من القرن الأفريقي جغرافياً؛ حيث يتغير وفقاً لاستراتيجيات ومصالح القوى العظمى والکبرى.
(ب) أنها منطقة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمنطقة العربية، خاصة دولها المتشاطئة على البحر الأحمر.
(ج) الاستفادة من تجارب التنمية المستدامة الناجحة لبعض الدول الأفريقية وعلى وجه الخصوص الدولة المصرية.
وحول التهديدات التي تواجه دول القرن الأفريقي:
(أ) التدخلات الخارجية بکافة صورها السياسية والاقتصادية والعسکرية، للعديد من القوى الفاعلة الدولية، والإقليمية تحت غطاء محاربة الإرهاب، وتأثير المحتوى الفکري للمنظور الجيوبوليتيکى لهذه القوى بصورة کبيرة على استقرار المنطقة، بما أثر على الأمن الجيوسياسى للمنطقة.
(ب) افتقار منطقة القرن الأفريقي، والمنطقة العربية، إلى سبل التنسيق، والتعاون، والتکامل، وهى القيم الأساسية اللازمة لدرء المخاطر، والضرورية لإحداث الاستقرار والتقدم.
(ج) عدم قدرة دول القرن الأفريقي عن تأسيس نظام إقليمي، بالصورة التي تجعل منها نظام إقليمياً مترابطاً بحکم التکامل والتماثل في عناصرها الجغرافية، والثقافية والاجتماعية واللغوية.
(د) أنها غدت بؤرة ترکيز، ومحط أنظار لاحتوائها على مصالح متعارضة متشابکه؛ بل ومسرح نشاط وتفاعلات هذه القوى وتلک الکيانات الاقتصادية العملاقة، فوجدت نفسها طرفاً في صراع القوى البحرية والقوى البرية في صورته الجديدة؛ حيث أصبحت في قلب ظاهرة التنافس الاستراتيجي
توظيف التحالفات:
ولمعرفة كيفية توظيف التحالفات وألياته ،تقول الدكتورة اسراء اسماعيل وهي خبيرة في الدراسات السياسية والامنية في تحليل لها نشر في مجلة اتجاهات الاحداث ان مفهوم الاكراه يعتبر أحد المفاهيم الأساسية فى العلاقات الدولية حيث وصفه (جورج كيان) مهندس الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي ،منذ سبعين عاماً ، بأنه يعتبر أبرز أساليب الحرب السياسية، وأنه يهدف الي الضغط على الدولة المستهدفة باستخدام كافة الأدوات المتاحة لتغيير سلوكها وتحقيق مصالح الدولة القائمة بممارسة الإ كراه دون اللجوء الى الاساليب العسكرية،وأوضحت ان مفهوم الإكراه وهو إجبار الخصم على وقف سياسات معينة أو تغييرها عبر التهديد بإستخدام أدوات إكراهية تبدأ بالعقوبات الإقتصادية وصولاً الى التهديد بإستحدام العنف مع إبقاء المجال مفتوحا للتوصل الى تسوية مقبولة بين الطرفين وتابعت (فالإكراه يهدف بالأساس الى المساومة للحصول على تنازلات من دون الإضطرار إلى استخدام القوة العسكرية، وبما يرتبه ذلك من تكلفة مرتفعة ونتائج غير مضمونة العواقب) وتواجه مشاركة الحلفاء في إستراتيجية الإكراه الشامل صعوبات عدة نظرا لاحتمالية تضارب المصالح بين الدول،أوعدم إقتناعهم بتوظيف الإكراه ضد الدولة المستهدفة نظرا ً لوجود تقييمات مغايرة حول درجة التهديد التى تفرضها هذه الدولة،ومن ثم أليات التعامل معها، فقد إنسحب الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) من الإتفاق النووي الإيراني فى مايو 2018،وقام بفرض عقوبات إقتصادية على طهران، وذلك بهدف الضغط الاقتصادي عليها لاجبارها على الموافقة على تعديل الاتفاق النووى لتدارك الثغراث الواردة فيها بما يضمن تقييد أنشطتها النووية مستقبلاً غير أن الاتحاد الأوربى رفضت التجاوب مع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وسعت بروكسل الى التوصل لآلية دفع خاصة تضمن استمرار التبادل التجاري بين ايران ودول الاتحاد الأوروبي.
وبالمثل تشهد العلاقات الثنائية بين كوريا الجنوبية واليابان خلافات حول عدد الملفات اللإقليمية وهو مايؤثر بدوره على تعاونهما العسكرى مع الولايات المتحدة فى مواجهة كوريا الشمالية غير أن إقدام الأخيرة على إجراء عدة تجارب نووية وباليستية زاد من إدراكهما للتهديدات التي تفرضها بيونج يانج عليهما ودفعهما الي التجاوب مع السياسة الامريكية تجاهها، وعلى الرغم من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بسب خلافاتهما التجارية بل ودخلولهما فى حرب تجارية فإن الصين تجاوبت مع الضغوط الأمريكية لعزل إيران بوقف التعامل مع المدفوعات من طهران المقدمة باليوان الي الصين. (يتبع)