يونيسف: 559 مليون طفل يواجهون تواتراً مرتفعاً لموجات الحر
لندن – نيويورك: وكالات
وفقاً لبحث جديد أجرته اليونيسف، يواجه 559 مليون طفل حالياً تواتراً مرتفعاً لموجات الحر. وثمة 624 مليون طفل إضافيين يتعرضون لواحدٍ من مقاييس الحرارة المرتفعة الثلاثة الأخرى — طول مدة موجات الحر، أو الشدة العالية لموجات الحر، أو درجات الحرارة المرتفعة بشدة.
في هذه السنة التي تجاوزت فيها موجات الحر في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي الأرقام القياسية، يعزز تقرير ’السنة الأكثر برودة لبقية حياتهم: حماية الأطفال من التأثيرات المتصاعدة لموجات الحر‘ الأدلة حول التأثير الواسع النطاق الذي تتسبب به موجات الحر حالياً على الأطفال، كما يكشف أنه حتى لو حقق العالم مستويات منخفضة من الاحترار العالمي، فإن وقوع موجات حر منتظمة بات أمراً لا يمكن تجنبه للأطفال في كل مكان بعد ثلاثة عقود فقط.
ويقدِّر التقرير أنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن يتعرض جميع أطفال العالم تقريباً الذين سيبلغ عددهم 2.02 بليون طفل لتواتر مرتفع لموجات الحر، بصرف النظر ما إذا كان العالم سيتبع ’سيناريو الانبعاثات المنخفضة لغازات الدفيئة‘ إذ يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.7 درجة مئوية بحلول عام 2050، أو يتبع ’سيناريو الانبعاثات الكبيرة جداً لغازات الدفيئة‘ إذ يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.4 درجة مئوية بحلول عام 2050.
أُعد هذا التقرير بالتعاون مع ’الهيئة التعاونية للبيانات المعنية بالأطفال‘ وأُطلق ضمن شراكة مع سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة، فانيسا ناكاتي، و’حركة انهضوا‘ (Rise Up Movement) التي تتخذ من أفريقيا مقراً لها. وتؤكد نتائج التقرير على الحاجة الملحة لتكييف الخدمات التي يعتمد عليها الأطفال إذ تتوالى تأثيرات الاحترار العالمي التي لا يمكن تجنبها، كما تشكّل هذه النتائج حجة بشأن الحاجة إلى مواصلة إجراءات الحد من تأثيرات تغير المناخ لمنع التأثيرات الأسوأ للمقاييس الأخرى لارتفاع درجات الحرارة، بما في ذلك موجات الحر الأطول مدة والأكثر شدة ودرجات الحرارة المرتفعة بشدة.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، “إن درجات الحرارة آخذة في الازدياد وكذلك تأثيراتها على الأطفال. ويعيش 1 من كل 3 أطفال في العالم حالياً في بلدان تواجه درجات حرارة مرتفعة بشدة، كما يتعرض زهاء 1 من كل 4 أطفال لتواتر مرتفع لموجات الحر، وسيزداد الأمر سوءاً. وسيتأثر المزيد من الأطفال بموجات حر أطول مدة وأعلى حرارة وأكثر تواتراً على امتداد السنوات الثلاثين المقبلة، مما يهدد صحتهم وعافيتهم. أما مدى الضرر الناشئ عن هذه التغييرات فسيعتمد على الإجراءات التي نتخذها الآن. وكحدٍ أدنى، يجب على الحكومات أن تعمل بسرعة على تقييد الاحترار العالمي كي لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية وأن تضاعف التمويل المخصص للتكيف بحلول عام 2025. وهذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ أرواح الأطفال ومستقبلهم — ومستقبل الكوكب”.
إن موجات الحر تضر بصفة خاصة بالأطفال، إذ أن قدرتهم أقل على تنظيم حرارة الجسم مقارنة بالراشدين. وكلما زاد عدد موجات الحر التي يتعرض لها الأطفال كلما زادت احتمالية معاناتهم من مشاكل صحية، بما في ذلك اعتلالات مزمنة في الجهاز التنفسي، والربو، وأمراض الأوعية الدموية والقلب.