الحرب.. نساء يسقط حملهن واخريات يلدن اثناء الفرار
كتبت : عائشة السمانى
“مهما حكيت عن فظاعات المشهد الذي حدث في منطقة لقاوة في ولاية غرب كردفان لن استطيع وصفه” هكذا ابتدرت الناشطة والمدافعة عن قضايا النساء اخلاص جابر بولاية غرب كردفان حديثها، وقالت ل (مدنية نيوز) إن “الاحداث التي وقعت مؤخرا في منطقة لقاوة مهولة ولن يصدقها الا من رأى بعينه، والتي جملتها في القتل بكل انواع الاسلحة، وحرق المنازل وضحايا العنف الجنسي من النساء والاطفال واجهاض لبعض النساء، ويعض النساء باغتهن المخاض في الطريق اثناء الهروب”.
وأبانت أن عدد النازحين من النساء والاطفال كبير جدا، وأضافت “الان يوجد اكثر من ثمانية الاف اسرة بمعسكر كادقلي للنازحين واكثر من خمسة الاف اسرة بمعسكر الدلنج للنازحين.
وقالت إن المتضرر الأول من الذي حدث في منطقة لقاوة هن النساء، حيث حدث لعدد من النساء اللاتي كن حوامل اجهاض بسبب الإطلاق العشوائي للذخيرة التي كانت تسقط تحت أقدامهن، وبعض النساء أنجبن أطفالهن في الشارع، بسبب السير أربعة أيام واكثر في مناطق جبلية ووعرة، وتمت ولادتهن من غير مساعدة طبية، ثم واصلنا السير على الاقدام وهن يحملن أطفالهن بعد ذلك بساعات فقط، سعيا للوصول الى مناطق آمنة وهن ينزفن دم الولادة.
وأوضحت إخلاص أن هناك مجموعة كبيرة من الأطفال في معسكرات النزوح ليس برفقة أسرهم، ولا يعرف أحد أين أسرهم، مبينة ان عددا من النساء أصبن بالذخيرة الحية، البعض فقدن أرواحهن والأخريات مصابات، ولم يجدن العلاج، ولم تأت أي جهة لعلاجهن.
وأكدت إخلاص أن المتضرر الاول من الحرب هن النساء ويقع عليهن أكبر وأفظع الانتهاكات، مشيرة الى قصة اثنين من منطقة السرف، أردن العودة بعد أن توقفت الحرب بأيام الى منطقتهن، بسبب أنهن يردن ان يحصدن زراعتهن، لكنهن أثناء العودة تفاجئن بعدد من الرجال الملثمين قاموا بسحبهن الى الغابة، وضربهن وتكبيلهن واغتصابهن، وارتكاب اشياء يعف اللسان عن ذكرها حسب قولها، منوهة الى انه الان قد تم فتح محضر لهن لدى شرطة لقاوة، وتم تحويلهن الى المستشفى من أجل العلاج، لكنها اكدت ان الجناة فروا بجريمتهم ولم يتم ملاحقتهم.
وذكرت الناشطة النسوية إخلاص قصة امرأة كبيرة في السن، تم قفلها فترة القصف في منزل لثلاثة ايام من دون اكل او شرب، وعانت أشد المعاناة، مبينة ان حالتها النفسية لا توصف، وأكدت ان الاغلبية العظمى من النساء والاطفال يعيشون في حالة نفسية سيئة جدا من هول ما جرى امام اعينهم، وايضا اثناء السير في المناطق الجبلية الوعرة المظلمة خلال الفرار من الحرب،
وأبانت اخلاص أنه بعد خروج الاهالي من منطقة لقاوة تعرضت ممتلكاتهم للنهب والسرقة والحرق، بجانب تدمير المنازل ونزع الابواب والشبابيك والعرش، وأبانت ان كل الاهالي لهم الرغبة في العودة، لكن ليس هناك شيء ليعودوا من اجله مشيرة الى فقدان كل ما يمتلكون، بالاضافة الى انعدام الامن الذي وصفته بأنه اكبر سبب لعدم عودة الاهالي.
وختمت اخلاص حديثها بعدد من الرسائل، اولها المطالبة بالحكومة المدنية، وعودة الامن تحت مظلتها، ثم محاسبة مرتكبي الجرائم ، وقالت ان المتضرر في كل حرب هي المراة، لذا دعت لتفعيل القرار 1325 الذي قالت انه يوفر الوقاية والحماية والمشاركة للمرأة، ودعت المنظمات النسوية والحقوقية لمناصرة النساء في ولاية غرب كردفان، وكل مناطق الحرب ومعسكرات النزوح.