ناقوس الخطر.. ارتفاع نسبة الفقر في السودان
الجنينة: هانم آدم
دق المفوض العام لمفوضية الأمان الإجتماعي والتكافل وخفض الفقر، عز الدين محمد الصافي ناقوس الخطر بشأن حدة الفقر بالسودان، والذي قال إنه وصل نحو (65%).
وذكر المفوض عقب إجتماعه بوفد الأمم المتحدة الزائر للبلاد والذي التقى بعدد من المسؤولين، ان هناك ارتفاعا لنسبة الفقر بالبلاد، وناقش المفوض حسب صحيفة (الصيحة) خلال اليومين المنصرميين، مع وزارة المالية ومدير الجهاز المركزي للإحصاء المسوحات القائمة الآن فيما يلي المسح العنقودي للفقر متعدد الأبعاد والذي من المتوقع ان تظهر نتائجه نهاية هذا الشهر.
وتصريحات المفوض تلك تفتح الباب واسعا امام كل التكهنات وما ينسحب عليها من إرتفاع نسبة الفقر بالبلاد علي كافة مناحي الحياة، وليس ببعيد عن التكهنات إرتفاع نسبة الجريمة ، وإستمرار الصراعات، وتفشي البطالة، وغيرها من الظواهر التي قد تلغي بظلالها السالبة علي المواطنيين.
المؤشرات تنفي
ووفقا للخبير الإقتصادي وعميد كلية الإقتصاد بجامعة الجنينة د.يوسف الحاج هارون فإن هناك العديد من الأسباب التي جعلت نسبة الفقر ترتفع بالبلاد ، في مقدمتها عدم الإستغلال الامثل للموارد. مضيفا بأن السودان لم يكن بلداً فقيراً كما تعكس مؤشرات وأرقام الفقر، لجهة أنه لديه ثروات اقتصادية هائلة، حيث تقدر المساحة الصالحة للزراعة حوالي( 200 ) مليون هكتار بجانب إمتلاكه للموارد المائية ، الحيوانية والمعدنية . مشيراالي أن هذه الثروات لم تستغل استغلالاً كاملاً حتى الآن، مما أدى إلى تراجع معدلات الإنتاج في كل القطاعات الاقتصادية الموجودة في الدولة . بما في ذلك القطاع الزراعي، الذي كان يستوعب آلاف العمال ، ويساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي.بجانب إختلال الموازين، وتدني معدلات النمو الاقتصادي، مما ساهم في مشكلات اقتصادية كثيرة ،منها تفاقم معدلات البطالة وانعدام فرص العمل ألأمر الذي أسهم في زيادة الهجرة إلى الخارج وبأعداد كبيرة، فضلا عن مشكلة التضخم ، وعدم الاستقرار في المستوى العام للأسعار،وإنعكاس ذلك على ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، مما أدى إلى إنخفاض دخل الفرد الحقيقي إلى أقل من( 1.25) دولار في اليوم للشخص الواحد حسب مؤشر الأمم المتحدة للفقر، وأثر ذلك على الوضع المعيشي بالبلاد عموما وساهم في إرتفاع نسبة الفقر في السودان .بالإضافة إلى الحروب والنزاعات الدائرة في البلاد، وعدم الاستقرار السياسي والأمني الذي أدي لنزوح سكان الريف المنتجين إلى المدن والمراكز الحضرية . واصبحوا مستهلكين وتسبب ذلك في إختلال الموازين وازدياد معدلات الفقر وتدني معدلات الإنتاج.
تأمين الإحتياجات
ويتابع: أن تفشي الفقر أثر بشكل كبير على قدرة الأفراد على تأمين احتياجاتهم اليومية، من الغذاء والسلع الأساسية، خصوصاً في ظل الارتفاع الحاد في الأسعار، مما ضاعف من معاناة المواطنين من محدودي الدخل، والشرائح الضعيفة ، بسبب عجزهم عن توفير متطلبات المعيشية، في ظل الزيادات المستمرة في الأسعار.
ويري أن الحل الوحيد لمعالجة مشكلة الفقر هو اهتمام الدولة بالإنتاج ، ورفع حجم الصادرات، وتصحيح الخلل في توزيع الثروة والإهتمام بالدعم والإعانات الإنتاجية لمحدودي الدخل، والتقليل من معدلات التضخم، وتطبيق السياسات الاقتصادية الناجحة من أجل استقرار النشاط الاقتصادي.
الفقر كارثة
وبما أن السودان يعرف بانه دولة فتية فكان لابد من إستصحاب الرأي الحقوقي لمعرفة تأثير إرتفاع نسبة الفقرعلي الطفولة (مستقبل السودان) وبحسب الخبير في حقوق الطفل ياسر سليم فإن إرتفاع نسبة الفقر كارثي بالنسبة لقطاع الطفولة وستؤثر عليه.مشيرا الي هناك العديد من المحاور المرتبطة ببعضها مثال لذلك مجانية التعليم حسب القوانين والاتفاقيات ولكنها غير مطبقة. اضافة لذلك فإن عمالة الأطفال ستكون مضاعفة.
ويتابع: نحن نعتمد علي إحصائيات قديمة جدا وهي إحصائيات المسح متعدد المؤشرات للعام 2014م .ولكن المؤشر الخطير علي اوضاع الاطفال ماقاله المفوض بالنسبة لارتفاع نسبة الفقر بجانب الزيادة الكبيرة التي سوف تكون في الفاقد التربوي، ولا ننسى باننا من أعلى الدول في معدلات مرض سوء التغذية. وهذا يعني إرتفاع نسبته بصورة كبيرة وسط الاطفال. كما ان الفقر سيؤثر بصورة مباشرة علي المجتمعات نفسها لجهة أنها لا تضع الأطفال كأولوية، خاصة واننا نتحدث عن عدم التميز بين الاطفال فمبال الاطفال في معسكرات النازحين واللأجئين؟ مضيفا بأن التأثير سوف يكون كارثيا ، لإنعكاسه علي أهم حق وهو الحق في الحياة.
وضع إستراتيجية
ويشير ياسر الي ان مضاعفة الإهتمام في جانبي الرعاية الإجتماعية ومحاربة الفقر وسط الاسر بالدول عندما يكون هناك اوضاع اقتصادية سيئة وفقر .ويتسأل اذن ماهي الإستراتيجية التي وضعت لمحاربة الفقر ؟في إشارة منه لأثاره الكارثية علي حياة الاطفال والعلاج المجاني والمواطنيين.
ويشير إلى تأثير الفقر علي الاطفال ذوي الإعاقة. ويقول في كثير من الاحيان نجد الاسر تعطي الاولوية في العلاج وغيره من الخدمات للاطفال غير ذوي الإعاقة مع العلم بان معظم المراكز المتخصصة خاصة لذوي الإعاقة الذهنية مراكزأهلية بنسبة 99% وعليها رسوم وغيره .
جيوش من ذوي الإعاقة
ويشير ياسر الي إحصائيات الجامعة العربية والتي اكدت إرتفاع نسبة الإعاقة بالسودان دون غيره من الدول العربية. وبهذا الحديث فسوف تكون هناك جيوش ضخمة جدا من الاطفال ذوي لإعاقة خارج إطار التعليم والتأهيل.بجانب ذلك فسوف يرجع المجتمع للعلاج التقليدي وقد يكون جزء منها ضار بالأطفال .ويحمل ياسر الإعلام المسؤولية لترويجه لبعض مراكز العلاج علي الرغم من ان هناك حملات نفذتها حماية جمعية حماية المستهلك في وقت سابق ، كشفت من خلالها بان هذه الأعشاب تفتقر للجانب العلمي. ويختتم حديثه بان إرتفاع نسبة الفقر تعني الرقم آثار كارثية علي حياة الأطفال ، وتعليمهم وحقهم في، الثقافة والتغذية لذلك نقول الأطفال اولا في كافة الإستراتيجيات ، ٍوهذه واحدة من الحلول لان السودان دولة شابة، فالاولية يفترض ان تكون لهم اولا.