النيل الأزرق.. زيارتي السفير الأمريكي وحاكم إقليم بني شنقول- قمز
بقلم: محمد بدوي
شهدت اقليم النيل الأزرق خلال الأسبوع الآخير من فبراير المنصرم سلسلة من الأحداث المهمة تمثلت في زيارة السفير الأمريكي بالخرطوم السيد. جوفري في الفترة من ” ٢٦- ٢٨ فبراير)، ثم استبدال وزير الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية بالسيد / يوسف الهادي يوسف بالسيد/عبد العاطي محمد الفكي وصدور قرار لاحق بتعيين السيد/ يوسف في منصب محافظ مدينة الدمازين، ثم زيارة حاكم بني شنقول الحدودي السيد/ الشاذلي حسن العجب لمدينة الدمازين في الفترة من ( ٢٨ فبراير – ٢ مارس٢٠٢٣) .
زيارة السفير الامريكي السيد/ جون قودفري، شملت اجتماعات مع الحكومة الاقليمية ثم فئة الشباب إلي جانب اطراف النزاع بالإقليم ” أطراف الفونج والهوسا” بما شمل الادارة الاهلية التي استقبلته بموسيقي الوازا، ظهر السفير في وسائل الاعلام وهو يرتشف القهوة إلي جانب زيارته التي شملت الجنائن على شريط النهر الأزرق، ختم زيارته بتصريحات تمثلت في بذل للدعم الانساني” المساعدات الانسانية” التي تطلع بها الوكالة الامريكية، المساهمة في حل النزاع بين الأطراف، الاستعداد على المساهمة مستقبلا في تنمية وتطوير الزراعة .
جاء تعيين السيد/ عبد العاطي محمد الفكي قبل يوم من زيارة حاكم بني شنقول- قمز السيد/ الشاذلي للنيل الأزرق، وفقا لمصادر مطلعه فان السيد/ عبد العاطي رفض منصب محافظ الدمازين مما اضطر الحكومة إلي استبدال الثروة الحيوانية والسمكية السيد / يوسف الهادي وتعينه في منصب المحافظ، ولعل ما يثير الانتباه ان السيد/ عبد العاطي كان ناشطا ضمن مجموعة نشطاء السلام التي برزت في مايو ٢٠١٩، ونفذت عدة وقفات احتجاجية بالنيل الازرق وبالخرطوم في مايو ٢٠٢٠ أمام القصر الجمهوري رافضة لمشروع سد النهضة، ترجح بعض المصادر بأن هنالك تحولا في المواقف قاد إلي تغيير منصة الوقوف، وهي ما تجيب على سؤال التعين، وأن زيارة حاكم اقليم بني شنقول – قمز سبقتها تطورات غير معلنه بما شملت رحلات عبر الحدود إلي اثيوبيا نجحت في تسهيل الزيارة تحت عنوان مؤتمر تنمية وتطوير الأقاليم الحدودية و شعار ” سلام ، تنمية و حسن جوار” ظلت الاجتماعات تعقد في فترات سابقة عقب اتفاق السلام الشامل بين محافظي الاقليمين بشكل دوري، وانعقدت عقب اتفاق السلام ٢٠٢٠، ترفيع الحالة الي مؤتمر في الراهن فمن الراجح تحمل دعما للموقف الاثيوبي بشان سد النهضة، والاستقرار الأمني في الاقليمين وهو ما يكشف سبب أدراج زيارة في جدول المؤتمر ليتمكن الحاكم / الشاذلي من زيارة بعض المناطق التي شهدت الاحداث الاخيرة في اكتوبر ٢٠٢٢، يعتبر القمز طرفا في الاحداث الي جانب مجموعات من الفونج والهوسا، يعتبر القمز مجموعة مشتركة بين السودان اثيوبيا بل مؤخرا عقب احداث الصراع بين الحكومة الاثيوبية وجبهه التقراي لجات اعداد من القمز والتقراي إلي معسكر القرية ٦ للاجئين بمحافظة ود الماحي.
من ناحية ثانية المنابع للأحداث في كل من مايو ثم اغسطس ٢٠١٩ نشرت وسائل اعلام سودانية خبرين دون اسهاب عن وجود معسكرات تدريب للمعارضة الاثيوبية داخل حدود النيل الازرق، بالرغم من عدم الاشارة إلي اسم المعارضة و وضعية الاستضافة لابد من الاشارة إلي ان الاشتراك الاثني اتاح لحركة بني شنقول المعارضة بقيادة عثمان صالح من سهولة التحرك في المنطقة
في ذات سياق الوجود العسكري بالإقليم فهنالك وجود لكل من أجنحة حركة تحرير السودان تحت قيادتي القادة / مالك عقار وعبدالعزيز الحلو عقب انقسام منذ ٢٠١١ وعقب انقسام ٢٠١٧.
مجمل هذه التطورات في النيل الازرق تشير إلي تركيز على الاوضاع بالإقليم من قبل الادارة الامريكية من جانب والحكومة الاثيوبية من جانب اخر وجهدها في تعزيز حالة سد النهضة، ومسالة الامن المرتبطة بمعارضة البني شنقول، حيث شهد الاقليم تراجع في حركة الحدود غير الرسمية عقب توقيع اتفاق وقف اطلاق النار بين اديس ابابا وجبهه التقراي ، ليثور سؤال هل تشكل زيارة الحاكم / الشاذلي تمهيد من أبي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي للخطو نحو معارضة البني شنقول والبحث عن اتفاق أو مكسب ثان!
خاتما: يفرض البرتوكول وحسن الجوار في التصريحات الرسمية وجدول المؤتمر على حكومة النيل الازرق بذل جهد احترافي بتثبيت اسم حاكم اقليم بني شنقول – قمز بدلا من الاشارة إلى المنصب فقط.