الجمعة, نوفمبر 22, 2024
تقاريرسياسةمجتمع

فقدان الأطراف.. ضريبة الثورة وعزيمة الثوار

الخرطوم: مدنية نيوز
خلال نضالهم السلمي ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير؛ تعرض عدد كبير من الثوار والثائرات الى اصابات مختلفة بسبب القمع الذي مارسته قوات الامن والشرطة والجيش في مواجهة الثورة، ونتيجة لذلك فقد بعض الثوار أعضاءا من أجسامهم، وقد كان لذلك تأثير على حياتهم، لكنه لم يؤثر على عزيمتهم وروحهم الثورية، وإصرارهم على الوصول لدولة مدنية ديمقراطية، تتحقق فيها شعارات الثورة الثلاثة (حرية، سلام، عدالة) وتتحقق فيها أمنيات من استشهد من الثوار.
أجرت (مدنية نيوز) لقاءات مع عدد من الثوار الذي فقدوا أعينهم وأياديهم وأرجلهم جراء القمع الذي تعرضوا له من قبل القوات النظامية، وجلست مع الثائر أبا ذرعمر، وهو أحد الثوار الشباب الذي فقدوا أياديهم نتيجة انفجار ناتج عن قنبلة صوتية، وسرد أبا ذر قصته مع الاصابة وتأثيرها على حياته اليومية.
يقول ابا ذر لـ(مدنية نيوز) انه تعرض للاصابة يوم 30 نوفمبر 2021، خلال موكب ذلك اليوم في شارع القصر الجمهوري، مضيفا انها اصابة من الدرجة الرابعة، ناتجة عن انفجار قنبلة صوتية في اليد اليمنى، أدت الى تهتك وتقطع في كف اليد والاصابع، وتم اجراء 4 عمليات جراحية، وتبقت 3 عمليات اخرى حسب طلب الاطباء، مبينا ان العمليات توقفت بطلب من الاسرة لتهيئة الحالة النفسية للمصاب وتحفيف الضغط عليه، واضاف انه توقف المصاب عن العمل لفترة قبل ان يعود الى عمله في احدى الوزارات، لكنه لم يتمكن من مواصلة عمله الحر في مجال الكهرباء والتكييف.
وأوضح اباذر، ان القوى التي هاجمت الموكب وتسببت له بالاصابة، هم شرطة العمليات ومكافحة الشغب، والتي اطلقت القنابل الصوتية والغاز، وبرفقتهم عناصر من الجيش والشرطة العسكرية، والاحتياط المركزي وجهاز الامن بالزي المدني، وأبان أنه اراد حمل القنبلة وقذفها بعيدها بعد تصويبها نحوهم وسقوطها امامهم، وكان يظن انها عبوة غاز مسيل للدموع (بمبان)، لكنها سرعان ما انفجرت وادت الى اصابته في اليد اليمنى، وقال انه بعد ذلك حمله الثوار واسعفوه الى مستشفى فضيل، وتم اجراء الاسعافات الاولية ثم تم تحويله الى غرفة العمليات.
وأكد اباذر ان القوات التي تتعامل مع المواكب السلمية، تتعامل بعدائية زائدة، حيث بدأت في ذلك اليوم باطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة في مواجهة الموكب، بجانب اطلاق القنابل الصوتية بصورة عشوائية وسط سحب الغاز ما يصعب على الثوار التفريق بينها وبين عبوات الغاز، مشيرا الى ان تلك القنبلة الصوتية سقطت امامه واصابت قدمه بالشظايا عند انفجارها بعد قذفها بعيدا.
من جهتها تقول شقيقة اباذر لـ(مدنية نيوز)، انه بعد اصابة ابا ذر تم الاتصال عليهم من قبل الثوار، وهرعوا الى المستشفى، ووجدوا ان الاصابة من الدرجة الرابعة أدت الى بتر الاصابع والكف في اليد اليمنى، ولم يتوقف النزيف بسهولة في البداية، منوهة الى انهم وجدوا اهتماما من قبل الطاقم الطبي، وتم اجراء 4 عمليات وتبقت عمليات اخرى، وأكدت ان هذه ضريبة الوطن والحرية والعدالة، وان الثوار مستعدون لدفع هذا الثمن من اجل السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *