احتفاء بإنجازات المرأة في يومها العالمي الرابطة السودانية في أوسلو تنظم ندوة ومعارض وتكريم
اوسلو: مدنية
نظمت الرابطة السودانية في مدينة أوسلو عاصمة النرويج ندوة بعنوان (تمكين المرأة والتصدي لتحديات الحروب)، شارك فيها نخبة من الجالية العربية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
وكانت الندوة فرصة لطرح مواضيع هامة تتعلق بدور المرأة في مواجهة التحديات الناجمة عن الحروب وتمكينها في بناء المجتمع. وتم تسليط الضوء على تجارب وقصص النساء السودانيات و أوضاعهن بعد اشتعال الحرب في السودان، مما أظهر الروح القيادية والإيجابية التي تحملها المرأة في مواجهة التحديات
ويعتبر اليوم العالمي للمرأة فرصة للاحتفاء بإنجازات النساء وتقدير دورهن الحيوي في المجتمع، وتشجيعهن على المضي قدمًا نحو تحقيق المزيد من النجاحات والتغيير الايجابي
اهتمت الرابطة السودانية بإثراء النقاش عبر ندوة إقامتها في قاعة Fellesadet for Afrika
سلطت الضوء من خلالها على تمكين المرأة والتصدي لتحديات الحروب خاصة في السودان، وقد شارك في الحوار مجموعة من المتحدثين من مختلف الجنسيات المتأثرة بالنزاعات بما في ذلك د. علي موسي الموسوي الإعلامي والناشط العراقي، والناشطة السودانية غادة أيوب، والناشطة السورية هيام الشيروط عن الجالية العربية وأفين ماجد الناشطة وعضو الحزب الاتحادي الوطني الكردستاني.
تضمنت الفعالية أيضًا عرضًا لرحلة مع الرائدات السودانيات السياسيات، من إعداد وتقديم إيمان حسن وكلمة للمرأة من هالة عبد الماجد، ومشاركة مندي العاقب لفهم منظور النساء في المتجمعات المختلفة ، بالإضافة إلى رسالة من النازحات واللاجئات السودانيات تحت إشراف إيمان حسن.
وفي برنامج الأمسية، قدمت السيدة أمينة عيسى رئيسة الجالية السودانية في النرويج، عرضاً شيقاً وتهنئة في تلك المناسبة، وحيت نساء السودان اللواتي يعانين من الترحال والهجرة القسرية نتيجة الحرب البشعة التي تدور رحاها منذ منتصف /أبريل الماضي، وإلى اللحظة وليس هناك أمل أو جدية في إيقافها.
وفي إطار النقاش الحيوي حول دور المرأة في مواجهة التحديات، ألقى الدكتور علي موسى الموسوي، الخبير في شؤون الإرهاب، عرضًا مميزًا يسلط الضوء على تأثير العمليات الإرهابية على حياة النساء في منطقة الشرق الأوسط. وتطرق الموسوي للأعمال الإرهابية التي تعاني منها النساء منذ سنوات عديدة، خاصة بعد ظهور المنظمات الإرهابية مثل داعش في العراق وسوريا.
وأشار إلى وحشية استغلال المنظمات الإرهابية للنساء، حيث يتم اختطافهن وبيعهن وتأجيرهن كسلعة، مما يعيد العالم إلى العصور الحجرية، ومع ذلك، أكد على قوة وإرادة المرأة في مواجهة هذه التحديات ونضالها من أجل حقوقها وكرامتها.
وفي ختام عرضه، أكد الموسوي أن ضمان حقوق المرأة في جميع جوانب الحياة هو أساس بناء اقتصادات مستقرة وعادلة، وتحقيق التوازن الصحي الذي يضمن حياة كريمة للأجيال القادمة.
وقدمت السيدة هيام الشيروط من سوريا تقريراً أليماً عن اعتداء النظام واستغلال النساء وقتل رجالهن في سجون سوريا بعد ثورة ٢٠١١ م.
وعرضت السيدة غادة أيوب من السودان أحداثاً أليمة عن النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وآثارها المدمرة خاصة على السودانيات.
وأشارت السيدة إيفين ماجد لتفاقم الوضع للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في مناطق كردستان، حيث تتعرض لتعديات متتالية تؤثر على هويتها الأنثوية وتقود إلى فقدانها للكثير من الحقوق والواجبات.
وتحدث منى بدر الدين في إدارة حوارها عن أن أهمية الاهتمام بمعاناة المرأة تبرز في ظل النزاعات، وتسليط الضوء على ضرورة محاسبة المسؤولين والتصدي للانتهاكات التي تتعرض لها النساء في هذه الظروف.
أما فى المعرض المصاحب فقد ركزت الفنانة سوزان خانتجي، في صورها ورسوماتها على دور المرأة في الصراعات الثورية من خلال رسم الساحات العامة المزينة بالشباب والفتيات في عمر الزهور، الذين قاموا بتغيير مسارات الحياة خلال فترة الثورة. تُعتبر هذه الصور محطة ذهبية لخطابات الشباب، إذ تجسد قصص وتجارب تلك الفترة بشكل ملموس ومؤثر.
وتضمنت الفعالية كذلك ملخصاً لدور الرائدات السودانيات اللاتي أثرن بشكل إيجابي في تاريخ البلاد، الذي يتأرجح بين الحروب والخراب والتطلع إلى الازدهار والتقدم في العصر الحديث.
يبرز العرض العنفوان البارز للمرأة السودانية، وخاصة في الجنوب بعد انفصاله، ويتحدث عن دور المرأة الأفريقية بشكل عام، مع التركيز على جنوب إفريقيا ودعوتها لمقاضاة الكيان العنصري الصهيوني.
وعبر فيديوهات مصورة روين نساء سودانيات داخل وخارج السودان، قصص معاناتهن خلال فترة النزوح واللجوء، وعبرن عن إيمانهن وقدرتهن على تحقيق التغيير والتغلب على الصعوبات.
تحدثت عرفة بشير التي نزحت من أمدرمان عن تجربتها خلال الحرب؛ وعلى الرغم من المشقات التي وجهتها خلال رحلة النزوح اكدت إيمانها بقدرة النساء على تحقيق التغيير وتحمل الصعاب.
ولجأت إيمان ضلمان من ولاية جنوب كردفان، من الخرطوم إلى كمبالا في رحلة طويلة، مشددة على ضرورة الصمود، وحثت النساء على البقاء قويات وصامدات للاستمرار في تحقيق أحلامن وأهدافهن.
وشاركت إسراء حسن النازحة في مدني تجاربها وشددت على أهمية تغيير التفكير والتكيف مع الظروف الجديدة، كما شجعت النساء على استغلال مواهبهن وقدراتهن لتحقيق النجاح في حياتهن الجديدة، وتؤكد أن الصعوبات لا تمنع الإنسان من تحقيق تطلعاته.
وفي نفس السياق، تحدثت فكتوريا من جبال النوبة، اللاجئة في مصر، عن أهمية العناية بالنفس والاستمرار في السعي للوصول للأهداف، مهما كانت قساوة الظروف وهو ما يتطلب الثقة بالنفس والاستمرار في العمل والاستقلال.
رحمة التي نزحت إلى مصر، روت بألم كيف أنها فقدت والدها ووالدتها بسبب انعدام الرعاية الصحية وطالبت كل من له أشخاص كبار في السن واطفال ويملك القدرة على السفر، بمغادرة السودان ليتمكن من توفير الحياة الكريمة لهم بقدر المتاح.
أما النازحة مها من نيالا، فقد دعت لضرورة مقاومة الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه النساء، عبر المشاريع المدرة للدخل والتواصل الاجتماعي بين الأسر لتخفيف الضغوط النفسية وخلق البرامج التعليمية والترفيهية للأطفال لمواجهة إفرازات الحرب.
في يوم المرأة العالمي، نحتفل بإنجازاتها ونعبر عن إجلالنا لدورها المتميز في جميع المجالات وفي تحقيق المساواة مع الرجل في تحمل المسؤوليات الصعبة.
درجت الرابطة علي الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة كل عام و من ضمن مناشطها قامت بإعداد مسابقة عن نساء سودانيات لمعت اسماءهم في مجالات مختلفة و رسمن لوحة جميلة عن نساء السودان، اضفت المسابقة روح المشاركة والفكاهة وعرض على الجميع معلومات قد تكن جديدة عليهم .