أما آن الأوان للتقدم الجماعي؟ (8-8)
بقلم: منذر مصطفى
يعد الدور المتطور للقيادات الوسيطة بالسودان من تمكين الشباب إلى تمثيل المرأة وجهود بناء السلام، كما طالعنا في المقالات (1-7) من هذه السلسلة، بمثابة منارة للأمل وسط مشهد محزن سمته، تمدد الحروب وتعثر التحول السياسي، وفي خضم ذلك لابد من الاشادة بتحالف “تقدم” لاعترافه بالقيادات الوسيطة كاصحاب مصلحة رئيسيين في صناعة التغيير، وفاعلين اساسيين في سد الفجوات وتضخيم الأصوات التي كانت مهمشة بالسابق، وعلى الرغم من التقدم الملحوظ، فإن التحديات المستمرة، بما في ذلك غياب التاسيس الفكرى لمشاركتهم وحدودها وموضوعها، يجعله التزام هش يسهل التنازل عنه، مصحوب بتغير محموم في ديناميات القوة، يهدد بتقزيم دورهم، وقيود مفزعة على الموارد تحد من قدرتهم على التاثير، مما يؤكد الحاجة إلى بذل جهود متضافرة للحفاظ على زخم التقدم الجماعي وتطويره، مع الاخذ في الاعتبار الحقائق التالية:
– تلعب القيادات الوسيطة دور حاسم في تمكين الشباب وتمثيل المرأة وجهود بناء السلام.
– حدثت تطورات إيجابية في مجال تمكين الشباب وتمثيل المرأة، ولكن لا تزال هناك تحديات، لا سيما فيما يتعلق بديناميكيات السلطة والقيود المفروضة على الموارد.
– يوفر الوضع الديناميكي الحالي فرصاً لتمكين الشباب من خلال الإرشاد والتدريب على القيادة والمشاركة الفعالة في عمليات صنع القرار.
– تشير الخطوات الكبيرة في تمثيل المرأة إلى وجود فرصة واعدة لمزيد من التمكين، رغم الحواجز الماثلة بين الجنسين والممارسات التمييزية.
– مشاركة القيادات الوسيطة في عمليات السلام أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وتعزيز المصالحة الدائمة.
ولضمان احراز تقدم جماعي، وفق عملية سياسية قادرة على إنهاء الحروب وتقود لمشهد سياسي أكثر انصافاً وتمثيالاً، آوصى بتطبيق التوصيات التالية:
– إعطاء الأولوية لمبادرات التدريب، بالتركيز على الوعي السياسي والقانوني والانتخابي والتفاوض وحل النزاعات.
– الدعوة إلى مشروع انتقال يعزز التمثيل الشامل، وخاصة المساواة بين الجنسين، واعتماد سياسات تتقارب مع آولويات المجتمع.
– تكثيف جهود تعبئة الموارد من خلال التعاون الدولي للتخفيف من القيود المالية.
– تنفيذ برامج متعددة ومدروسة لتمكين الشباب واستراتيجيات المشاركة المجتمعية.
– مواصلة الضغط على اطراف النزاع لاحترام حقوق الإنسان، وادماجهم في عملية انتقالية جديدة لإنهاء الحروب، مع ضمان لعب القيادات الوسيطة دور مركزي بها.
وفي الختام، لابد من التاكيد على الدورى المحورى للقيادات الوسيطة في حركة مجتمعنا نحو الدولة المدنية الديمقراطية، وضرورة النظر في مواقف سياسية متوازنة قابلة للتحقق تحفز القيادات الوسيطة للانخراط بالعملية السياسة.
منذر مصطفى
باحث بـ “معهد السياسات العامة- السودان”