التداعيات الاقتصادية للحرب (3)
بقلم: بخيتة محمد عثمان
لا للحرب.. لازم تقيف..
مواصلة لما كتبته في الجزئين الأول والثاني من مقالات التداعيات الاقتصادية للحرب ..
الحرب الراهنة تشير إلى عدد من التداعيات السلبية المحتملة على الاقتصاد السوداني، وتكلفتها العالية أدت إلى إفلاس الدولة ومعاناة المواطن السوداني، فاستمرارها سيصيب النشاط الاقتصادي بالشلل وسيجر البلاد نحو مصير مظلم، وإن أي يوم يمر في ظل الحرب سوف يضيف مزيدا من الخسائرعلى الاقتصاد. هذا إذا وضعنا في الحسبان أن الاقتصاد السوداني أصلا يعاني ومنذ عدة سنوات من اختلالات اقتصادية أدت إلى تدهور سريع في مؤشراته الأساسية.
* حيث وصل عدد الأفراد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي وبحاجة للمساعدة 15,8 مليون شخص(34% من السكان)، منهم 4 ملايين طفل دون سن الخامسة ونساء حوامل ومرضعات وفقا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية قبل اندلاع الحرب، وحاليا يوجد 19مليون سوداني وسودانية يعانون من الجوع وفقا لبرنامج الأغذية العالمي.
* إضافة إلى أن العجز في الميزان التجاري في العام 2022 بلغ 6,7 مليار دولار [ بصادرات 4,3 مليار دولار وواردات 11 مليار دولار]، وعملت السلطات وقتها على تعويض النقص بزيادة الضرائب، خاصة الغير مباشرة والتي تسببت في دخول الاقتصاد في حالة ركود وارتفاع للأسعار وتراجع في القوى الشرائية. والمعروف أن الإيرادات الضريبية الأعلى تأتي من الخرطوم كأكبر ولايات السودان التي تضم عددا كبيرا من الوحدات الاقتصادية وبسبب الحرب يتوقع أن يفقد السودان 2,5 مليار دولار من موازنة 2023 المرصودة من الخرطوم لوحدها.
* الحرب أكبر كارثة اقتصادية على المستوى الجزئي لأنها تؤثر سلبا على الإيرادات العامة لأن بسببها يتوقف دولاب العمل كما حاصل الآن. وخسائر الحرب جانب الإيرادات العامة استنادا على التنفيذ الفعلى لموازنة 2022، فقد كان إجمالي الإيرادات العامة 5 مليار دولار كان توزيعها: الضرائب تمثل 45% من إجمالي الإيرادات، والرسوم الإدارية ودخل الملكية وعائدات النفط ورسوم العبور تمثل 43%, تمثل المنح الأجنبية 12% لتمثل مجتمعة (100%)، والملاحظ من تنفيذ هذه الميزانية المعطوبة أن جلها اعتمد على دفع المواطن المغلوب من ضرائب ورسوم وغيرها. أما بالنسبة للموازنة العامة لهذا العام والتي قدرت إيراداتها ب 12,7 مليار دولار ( 7,363 تريليون جنيه)، وبصورة تقريبية فإن استمرار المعارك لمدة 90 يوم فقط تكون خسارة الموازنة كالآتي: 12,7 ÷365×90=3,13 مليار دولار، وهذه الخسارة التقربية في الثلاث شهور الأولى من هذه الحرب الكارثية على الاقتصاد! فما بالك إذا استمرت! لازم تقيف..