الجمعة, أكتوبر 18, 2024
مقالات

الفاشر:  الحصار والمجا

بقلم : محمد بدوي

في مقال سابق بعنوان قراءة حول قرار مجلس الامن الدولي حول الفاشر  تعليقا على قرار مجلس الأمن الدولي بالرقم(2736)  الصادر في13 يونيو 2024حول مدينة الفاشر، علقنا بضرورة توسيع مظلة الحماية للمدنيين لتشمل مناطق أخري في السودان، بالرغم من تخفيف حدة الهجوم المباشر الذي كان نسقا سابقاً في الفترة قبل القرار، الإ أنه في تقديري ليس تنفيذا للقرار لكن هنالك اسباب أخري ساهمت في الأمر هو أن الدعم السريع عمل على كسب الوقت لترتيب صفوفه مره أخري.

كما أشرت إلي أن التطورات  في تقديري لا علاقة لها بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، فالحصار ظل مضروبا على الفاشر، مع السماح بالمخرج  الجنوبي الغربي الذي يبدأ من معسكر زمزم الي مناطق طويلة، جبل مره، تشاد عبر الطينة الحدودية، ثم عبر خزان جديد الي الدبة بالولاية الشمالية ومناطق اخري.

بالمقابل للحصار فقد تم تقييد حركة البضائع القادمة الي الفاشر عبر خزان جديد برسوم باهظة تصل الي مليار ونصف جنينه سوداني اي جوالي 470 دولار امريكي للشاحنه التي تحمل مواد غذائية، لتتمكن من الوصول الي معسكر زمزم الذي اصبح مركز لمئات الالاف من الفاريين من المدينة التي نزح منها سكان ما فاق 80 ضاحية سكنية بالاضافة الي المدنيين الفاريين في وقت سابق من ولايات دارفور الاخري والتي ظلت عودتهم تشوبها عقبات كتيرة ولا سيما المجموعات المنحدرة من اصول مشتركة مع قادة الحركات التي انضمت للقتال الي جانب الجيش ( القوة المشتركة) اضف الي شح النقد وارتفاع رسوم قيمة الحصول علي النقد عبر التحويلات البنكية بخصم يتراوح بين 15-20% من قيمة المبلغ بعد ان كان في السابق حوالي 10%

اعاد الدعم السريع تنظيم صفوفه بملء فراغ اللواء على يعقوب بقوة من المستنفرين بقيادة الامير عبدالرحمن كبرو من النجعة بولاية غرب دارفور الذي وصل الفاشر بقواته  و التي تقدر ب110 سيارة قتالية من قوام 70 سيارة من غرب دارفور و40 من كبكابية بشمال دارفور، ثم عاد القصف بشكل ممنهج وكثيف منذ الاسبوع المنصرم مستهدفا سوق المواشي كمركز للحصول على السلع الغذائية  والمستشفي السعودي حيث فاق عدد القتلي ال80 قتيلا  بما دعا الاطباء لاعلان الاضراب عن العمل نسبة لعدم توفر الحماية هذا مع شح الدواء الذي يصل عبر الاسقاط الجوي والذي تم لخمس مرات منذ مايو 2024 في ظل استمرار القصف علي المرافق الصحية التي بالخدمة.

موقف الدعم السريع بجنيف وموافقته على وصول المساعدات الانسانية يقابله موقف مغاير بما يحدث من قصف وحصار وتضييق وفرض رسوم على البضائع التي لا يكاد كل المدنيين يتمكون من شرائها، فما  يحدث هو مزيد من التضييق  وهو حصار لسقوط المدينة عبر القصف الكثيف المجبر على المغادرة و الحصار الذي يقرب من حافة اعلان المجاعة بشكل رسمي صار قاب قوسين او ادني من اعلان رسمي اي بما يقود الي سقوط بطرقة اخري عبر التجويع.

اخيرا : على الدعم السريع ايقاف القصف الذي يستهدف الفضاء العام للمدنيين واماكن الحصول على الخدمات الغذائية والطبية بشكل خاص، وفك الحصار عن المدينة التزاما بقرار مجلس الامن الدولين على القوات المسلحة مراجعة موقفها الرافضa لايصال المساعدات الانسانية ، وعلى مجلس الامن الدولي اتخاذ ما يلزم لتنفيذ قراره حول الفاشر وتوسيع مظلة حماية المدنيين aفبعد القرار واجه الالاف من المدنيين ظروف قاسية في سنجه والسوكي وغيرها وعليه التحرك لاتخاذ ما يعزز تنفيذ قراره وعلى المجتمع الدولي بذل المزيد من الضغط وعدم الركون للتعهدات السياسية  التي تقابلها صورة مغايرة في الواقع كما يحدث بالفاشر ولا سيما بدء فصل الخريف الذي يحمل المزيد من التعقيدات .

#انقذوا السودان

# انقذوا الفاشرaa

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *