الحرب تعطل التعليم
نيروبي: مدنية نيوز
فقد تلاميذ وتلميذات ولاية ولاية الخرطوم عدا محلية كرري فقدوا عامهم الدراسي الثاني علي التوالي بسبب الحرب بينما يتجه رصفائهم في ولاية الجزيرة ومحلياتها المختلفة عدا محليتي المناقل و24 القرشي لفقدان عامهم الثاني بسبب حرب 15 ابريل بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التي دخلت ولاية الجزيرة في ديسمبر 2023م وعقب انضام ابوعاقلة كيكل الي القوات المسلحة في اكتوبر 2024م نفذت قوات الدعم السريع هجمات واسعة النطاق علي قري شرق الجزيرة وغربها الامر الذي ـدي الي حالات نزوح قسري جماعي لتلك القري ،الي ولايات نهر النيل وكسلا والقضارف في ظل ظروف نزوح اقل ماتوصف بالكارثية، وكانت إحصائيات سابقة قد أكدت تضرر نحو 40% من المؤسسات التعليمية بالعاصمة السودانية الخرطوم، وتعرض الـ60% الأخرى للنهب، واستخدام مئات المدارس في أكثر من 9 ولايات كملاجئ للنازحين.
مشاهد من الخرطوم
وبحسب انني مكثت بالخرطوم لمدة شهران من الرصاصة الاولي للحرب حتي خروجي في أواخر يوينو 2023م فقد كنت شاهدا (شاف) كل حاجة لحياة الناس مع الحرب ،وسط كارثة إنسانية وقصف متواصل حيث كانت أصوات الرصاص والدانات ليلا ونهارا والطائرات تلقى بحممها على الأبرياء والقناصة بأسلحتهم في البنايات العالية والشوارع تضج بالارتكازات ونقاط التفتيش والمعارك العنيفة تدور بهدف الاستيلاء على منطقة عسكرية او سكنية اما أفراد طرفا الحرب،كل في منطقة سيطرته فقد انخرطوا في قتل عشوائي للمدنيين واعتقالات طالت أبرياء ونهب للمنازل والممتلكات هذه الوضعية فرضت فوضى وحالات نهب واسعة للمصانع والأسواق والمحلات التجارية فارضة لغة السلاح ولغة الغاب محل القانون. وسادت لغة القوة والعنف والترهيب، والتهجير القسري، لسكان الخرطوم أفراد وجماعات هاربين من لعلعلة الرصاص ودوي المدافع وبراميل الطائرات التي حصدت ارواح عزيزة. وبعد اقل من شهر لبداية الحرب تفرقت الاسر و تُمزقت العلاقات الاجتماعية، وتُقطعت أوصال العاصمة وتوطن الموت والرعب في احيائها ، في ظل انقطاع للكهرباء والماء و الخدمات العامة والمرافق والمؤسسات، والمستشفيات ومع انهيار البنى التحتية وخراب المباني وتحطيم الجسور والكباري ، وتفحم السيارات والمجنزرات العسكرية بالطرقات وألسنت الدخان وزخات الرصاص تركت آثارها في البنايات الخرصانية العالية هذه الصور تعكس حجم الدمار بالعاصمة التي تعطلت مدارسها تماما وبعضها اصبح ثكنات لطرفي الحرب واخري تم نهب أصولها.
الحال بالجزيرة:
عندما وصلت الي ولاية الجزيرة وقتها كانت من اكبر الولايات التي إستقبلت النازحين الهاربين من جحيم الحرب بالخرطوم،ولقرب الجزيرة من العاصمة تدفقت اعداد الوافدين الذين كانوا يطلق عليهم بالجزيرة ذلك بعضهم اقام مع اهله وأخرين إستجرؤ لهم منازل منفصلة والبعض أقام بالمدارس التي أصبحت دارا للايواء وبعض دخول الدعم السريع الي الجزيرة في ديسمبر 2023م عادت بعض الاسر في رحلة نزوح عكسية مرة اخري الي الخرطوم واخرين الي كسلا والقضارف وسنجة قبل دخول الدعم السريع للمدينة العريقة ،وخلال تجوالي ببعض مدارس الجزيرة فقد لاحظت حجم الضرر الذي لحق بها والدمار الذي طالها بينما هجر المعلمين والمعلمات قراهم إذ فر كثير من المعلمين تجنباً للعنف، بينما تعذر على البعض الآخر مواصلة التدريس بسبب المخاوف من انعدام الأمن أو نقص الحافز المادي والمعنوي. وهذا يفاقم من وجود فرص للتعليم؛ ان كان هناك اصلاً أي نشاط تعليمي يمارس في هذه البيئات، حيث تكبدت المدارس نقص حاد في الكفاءات التعليمية
مناطق النزوح الجديدة:
التهجير القسري والجماعي لقري الجزيرة حيث أجبر النزاع نحو مليون شخص من على مغادرة منازلهم، ويعاني السكان المهجرون قسريا من صعوبة الوصول إلى التعليم في ولايات نهر النيل وكسلا والقضارف التي صارت مدارسها مركز للايواء فضلا عن صعوبات مالية تواجه النازحين المعلوم ان ولاية الجزيرة بها ثمانية محليات وهي الكاملين-الحصاحيصا-شرق الجزيرة-ام القري-مدني الكبري-جنوب الجزيرة-المناقل –القرشي،ويقدرعدد القري بالولاية بأكثر(3000) قرية ،والكنابي مايزيد عن(2150) ويبلغ سكان الولاية أكثر من (5) مليون شخص،هذا غير النازحيين القادميين من الخرطوم، وتوجد بالجزيرة (3774) روضة أطفال، أما مؤسسات التعليم الأساسي فعددها (2477)، في حين يبلغ عدد مدارس المرحلة الثانوية 754 مدرسة،ويبلغ عدد المنتسبين إلى التعليم العام النظامي بولاية الجزيرة بمراحله الثلاث حوالي (مليون) (224) ألف طالب، أما عدد المعلمين في مرحلتي الأساس والثانوي الحكومي وغير الحكومي فيبلغ (36) ألف و(250 )معلم،وفي العام 2017م اصدرت حكومة الولاية قرارا قضي بتجميد (200) مدرسة ثانوية وتحويل طلابها الي مدارس أخري بدعوي ضعف تغذيتها وقلة عدد طلابها. يذكر ان التعليم النظامي بدأ بالجزيرة في العام 1903 برفاعة وود مدني والكاملين، ولم يبدأ التعليم الثانوي النظامي إلا في العام 1940 بفتح مدرسة حنتوب الثانوية ثم مدني الثانوية سنة 1956، وتوالى بعدها انتشار المدارس في باقي مناطق الولاية.
أهداف التنمية المستدامة:
بحسب أهداف التنمية المستدامة فأن تعطل الدراسة بالجزيرة لا أكثر من عام يتناقض مع الهدف رقم (4) من أهداف التنمية المستدامة الخحاص بالتعليم الجيد وكذلك الهدف (10) الخاص بالحد من اوجه عدم المساواة وايضا الهدف (11) مدن ومجتمعات محلية مستدامة وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد قالت، أن الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 في السودان، حرمت أكثر من 17 مليون طفل من الالتحاق بالمدارس. فيما يظل عشرات الآلاف من السودانيين محاصرين في مناطق الصراع لا سيما في العاصمة الخرطوم، مع شح الخدمات وتفشي الأمراض، وانقطاع لخدمات الاتصالات والإنترنت،وقال ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يات،إن نحو 17 مليوناً خارج المدارس، بينهم عالقون في مناطق القتال أو في مناطق توقفت فيها العملية التعليمية، وآخرون اضطروا للفرار داخلياً أو خارجياً مع أسرهم. وأضاف «لم يتمكن سوى نحو 750 ألف منهم من الالتحاق بالمدارس»، كما أشار إلى أن واحداً من كل ثلاثة أطفال يعاني من سوء التغذية،في ذات الوقت حذرت اليونيسف من أن أكثر من 3.7 ملايين طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد، قالت منظمة (أطباء بلا حدود)إن واحداً من كل 6 أشخاص تلقوا علاجاً في أحد مستشفياتها بالعاصمة الخرطوم من إصابات بنيران القتال، كانوا من الأطفال،وفي ظل إغلاق المدارس في أكثر من ثلثي مناطق البلاد المتأثرة بالحرب وفقدان الملايين حق الحصول على التعليم، يحذر متابعون من عمليات تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك المحتدمة. حيث تعرض الحرب ملايين الأطفال لخطر فقدان حقوقهم في الحياة والبقاء والحماية والتعليم والصحة والتنمية بينما قالت الأمم المتحدة إن الصراع في السودان أدى إلى زيادة مروعة في العنف ضد الأطفال، مما يؤكد الحاجة إلى تدابير حماية عاجلة وملموسة، وفي يونيو الماضي، وثقت الأمم المتحدة، 2168 انتهاكاً خطيراً ضد 1913 طفلاً. وشملت الا نتهاكات الأكثر انتشاراً القتل بمعدل 1525 حالة، وتجنيد الأطفال واستخدامهم في القتال بنحو 277 حالة خلال عام واحد.
تهجير القرى:
وبدوره قال معلم بأحدي قري الجزيرة فضل حجب أسمه لدواعي أمنية في حديثه مع سودانس ريبورتس انه كمعلم لن يعود الي مهنة التدريس مرة وذلك لضعف المرتب وعدم أهتمام الحكومة بالتعليم والصرف عليه من الميزاينة العامة بشكل جيد وأضاف أنه أستبدل مهنته الي مزارع بالرغم من قلة غنتاج الزراعة في الموسمين الماضيين بشقيهما الشتوي الصيفي بسبب الحرب. وفي المقابل قال عضو لجان مقاومة الحصاحيصا محمد فوزي في حديث خاص مع سودانس ريبورترس ان قري الجزيرة شهدت تهجير واسع النطاق لاسيما شرق الجزيرة وتابع (هنالك تهجير كامل للقري كما حدث في شرق الجزيرة وتهجير جزئي لقري بمحليتي الحصاحيصا والكاملين) وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم لجنة المعلمين السودانيين، سامي الباقر، في تصريحات إعلامية، رفض اللجنة لعملية فتح المدارس في ظل الحرب القائمة،وقال إن فتح المدارس دون استصحاب صرف رواتب المعلمين وإخراج النازحين من المدارس وتوفير أماكن تليق بهم أمرٌ مفروض.