الجمعة, ديسمبر 13, 2024
تقاريرسياسة

الحاجة زبيدة.. نازحة في الشمالية وقلبها في الجزيرة

كتبت: عافية محمد

“عايزة أرجع يمكن ميت في بيت من بيوت الحلة” بهذه العبارة بدأت الحاجة زبيدة حديثها وهي التي فقدت زوجها بولاية الجزيرة، وتفرقت بهم السبل، فهي واسرتها بالرغم من وصولهم الى الولاية الشمالية والابتعاد عن أصوات الرصاص؛ إلا أن قلب الحاجة زبيدة ما يزال عالقا في قريتهم حيث تركت زوجها.

وجدت زبيدة نفسها بين ليلة وضحاها لا تعرف أين زوجها المسن الذي خرج قبل مداهمة قوات الدعم السريع للقرية للبحث عن عمل في الزراعة بمنطقة تاي السيد بولاية الجزيرة، ولا تعلم ماذا حل به لانهم اضطروا للنزوح بعد تدمير الدعم السريع لمصادر المياه ومطحنة الدقيق ونهب كل ما وقع بعيونهم، وهددت بضرب كل من واجهها، ثم هددتهم بالموت إذا وجدت احدا في القرية.

بين الحياة والموت

الحاجة زبيدة التي كانت تحلم بأن ترافق ابنتها في لحظة ولادتها اضطررت لتركها على الضفة الأخرى ولا تعلم ماذا حدث لها أيضا.
نجت زبيدة ولم تنجو، فهي التي تركت قلبها بين زوجها وابنتها، والآن تظل صامته واضعة يدها على خدها وحين تتحدث تقول “كان عرفناه حي ولا ميت”.
وبحسب ابنها فانهم لأكثر من شهر ونصف لا يعرفون هل قتل والدهم ام تم اعتقاله، أم نجا الى مكان آخر، ويضيف “نشرنا في كل المنصات عن فقدانه لكن لم نتحصل على إجابة”.

وتقول الحاجة زبيدة “عايزة ارجع يمكن ميت في بيت من بيوت الحلة” لانها علمت من اشخاص انهم شاهدوه وهو يتجه الى القرية.
“تأبي” واحدة من قرى شرق الجزيرة التي تعرضت لانتهاكات من قبل قوات الدعم السريع حيث عمدت على تهجير سكانها بعد نهبهم واذلالهم وملاحقتهم حتى بعد خروجهم من المنطقة.
وتقول زبيدة: “تم اعتراضنا في الطريق وقاموا بانزالنا ونهبوا الدفارات التي كانت تقلنا وبعد مدة طلبوا من اصحابها مال مقابل ارجاعها”.

بداية المعاناة

وتروي قصتهم بأن قوات الدعم السريع هاجمت القرية وقت صلاة الجمعة وقاموا باغلاق المسجد على المصلين بداخله واتجهو الى داخل القرية وقاموا بضرب الاطفال لاخبارهم بمكان أموال اسرهم وسياراتهم وتهجموا على النساء ونهبوا كل ما في المنازل حتى الغذاء ونهبو الماعز والابقار واشارت الى نهب 500 رأس من الماعز من احد اقربائهم ولم يتركوا لأحد شيئا.
وتقول انهم ظلوا لايام يهربون الى الصحراء خوفا من انتهاكات الدعم السريع حيث يظلون تحت اشعة الشمس بدون طعام طيلة النهار وبعد ان يتأكدوا من مغادرة القوات القرية يرجعون الى منازلهم.

الموت جوعا

وتضيف ان بعض المواطنين اختاروا وسط الزراعة للاختباء من أذى الدعم السريع حسب تعبيرها.
وتحكي انهم عندما قرروا مغادرة القرية اضطروا للمشي وسط الزراعة لعشرات الكيلومترات وكانو يعدون طعاما للأطفال فقط حتى لا يلحقوا برصفائهم الذين لقوا حتفهم بسبب عدم تحملهم الجوع والمشي لمسافات بعيدة.
وتشير الى معاناة النساء الحوامل وتقول ان احدى النساء بمجرد وصولهم الى شندي فقدت جنينها.

معاناة اخرى

وبعد ان تجاوزت الحاجة زبيدة اسرتها جحيم الهجوم على قريتهم ووصولها الى مدينة شندي؛ اضطررت مرة أخرى لترك ابنها الصغير في احدى مراكز الايواء لانه لا يحمل أوراقا ثبوتية تمكنه من عبور نقاط التفتيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *