الثورة حاضرة في أيام الخرطوم الشعرية.. إضاءات من السودان واليمن وموريتانيا والعراق
الخرطوم: آيات مبارك
في نهارية جمعت الشعراء داؤود جاه من موريتانيا، ود. أسامة تاج السر، ونجود القاضي، اختتم بيت الشعر الخرطوم فعاليات أيام الخرطوم الشعرية بقاعة الخير هاشم بوزارة الثقافة والإعلام الأسبوع الماضي، بتشريف وكيل الوزارة د. جراهام عبد القادر، وحضور عدد من رموز الإبداع والثقافة في مقدمتهم د. الصديق عمر الصديق، والمستشار الثقافي لسفارة دولة جنوب السودان.
استهلت النهارية الشعرية الختامية الشاعرة اليمنية نجود القاضي بقراءات ألهبت مشاعر الحاضرين فانبعث الإعجاب في تفاعلهم عندما قرأت نجود من قصائدها نصاً موسوماً بـ (السودان) تقول فيه:
“إفريقيا الأُمُّ إبريقٌ من العِنَبِ يصُبُّ دهشتَه السمراءَ في الحِقَبِ
مشاتلُ الضوءِ و(المنجو) معلقةٌ والنيلُ سِربُ نجومٍ لاحَ للهُدُبِ
الوقتُ يسكرُ و(الخرطومُ) موعده و(المُقْرَنُ) الآنَ بين العِشقِ والعَتَبِ
وعقبها الشاعر د. أسامة تاج السر، الباحث الناقد، نائب مدير دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، وأستاذ الأدب بذات الجامعة، يقول أسامة في قصيدته (حمامتان بأضلُعي):
عينـاك بالرغبـاتِ كأس متـرعةْ نحّـي نبيذَ الوجــدِ لن أتجرعَهْ
برقتْ غماماتُ الهديلِ بخافقي وبتينـكِ العينيـنِ تغفو الزوبعةْ
ضيف البلاد الشاعر الموريتاني داؤود جاه تجلى بقراءة نصوص شعرية جديدة استلهمها من رحلته الأولى للخرطوم، داؤود تقول سيرته الذاتية من مواليد 1992م مدينة بوكى موريتانيا شاعر وكاتب قصص قصيرة ونصوص مسرحية، ومن نصوصه الجديدة التي كتبها في الخرطوم نص سماه (زُمام، أو قمر بوبا).. إلى جميلات السودان.
“هي نقطة تمتدُ مثل خيالِ محفورةٌ في أنفها المتعالي
لا شيء يزعجه سوى أنفاسها “التوبُ” يسردُ من تواريخ القُرى
نيلا ويفضحُ عزلة الخلخالِ
تلك النهارية قدمها الناقد والباحث محجوب دياب، وكرم في خاتمهتا الشاعر د. أسامة تاج السر.
افتتاحية الشعراء
تلك الليالي التي افتتحها وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح بقاعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالخرطوم بحضور مديرة جامعة الخرطوم بروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه، د. الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر الخرطوم، كانت قد بدأت مراسمها بافتتاح معرض مصاحب للكتاب لبعض دور النشر منها: دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، مؤسسة عبد الله الطيب الوقفية، دار الأجنحة للطباعة والنشر والتوزيع، دار مدارات، والوراق كمال وداعة، إضافة إلى منشورات بيت الشعر الخرطوم ودائرة الثقافة بالشارقة. وقدمت فقرة افتتاحية توثيقية عبر وسيط الفيديو جسدت جانب تغني الفنان الكبير والشاعر عبد الكريم الكابلي بالأعمال الغنائية الفصيحة، أعدها الإعلامي والباحث مصعب الصاوي.
وابتدر د. الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر الخرطوم قائلاً: “الشعر ليس ترفاً، فالشعر كما تعلمون يقف مع كل ثورة ومع كل حادثة، وما ثورة ديسمبر العظيمة ما وقودها إلا الشعر الذي كان يذكيه الشعراء من قديم الزمان حتى تراكم فانفجرا”. وكان قد استهل قراءات النهارية الأولى الشاعر التشكيلي الواثق يونس، صادحاً بالقوافي من بحر البسيط (تغريبة الشاعري).
من بعده صعدت إلى منصة الأيام الشعرية الشاعرة اليمنية نجود القاضي، ورغم الظروف الصحية التي حالت دون حضوره الفعاليات، بثت اللجنة المنظمة مشاركة عبر وسيط الفيديو للشاعر العراقي د. عارف الساعدي، الذي أكمل العدة لوصول الخرطوم، إلا أن نتيجة فحص (كورونا) جاءت إيجابية فحرمت جمهور الشعر في السودان من التقائه، فقدم الساعدي تحية إكبار واعتذار لجمهور الشعر بالخرطوم، وقرأ من قصيدته (ما لم يقله الرسام).. وعقبها ضيف البلاد الشاعر الموريتاني داؤود جاه. واختتمت تلك القراءات الشاعر الكبير عبد القادر الكتيابي، بعد غياب لفترات طوال عن منابر الشعر لإقامته خارج البلاد، وقدم النهارية الشاعر محمد الخير إكليل، وتجلى بين فقراتها منشداً الشعر.