أجسادهن ساحة حرب.. شهادات موجعة من نساء جبال النوبة

نيروبي: مدنية نيوز

كشف مشروع عدالة لحقوق الانسان بجنوب كردفان وجبال النوبة عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع بالمنطقة تمثلت في الاغتصاب والاختطاف والتهجير القسري والاستهداف العرقي.

وقال التقرير -الذي أعده مشروع عدالة بالتنسيق مع شبكة نساء القرن الافريقي صيحة حول العنف الجنسي المنهجي المرتبط بالنزاع، والاستهداف العرقي للمدنيين في منطقة جبال النوبة/جنوب كردفان في السودان بين أبريل 2023 ويناير .2025 ان الدعم السريع ركز على الاستخدام المتعمد للاغتصاب والاختطاف والتجويعِ كأسلحة ضد شعب النوبة .
ولفت الى استخدام العنف الجنسي الممنهج كسلاح في الحرب واشار التقرير الى الاستهداف العرقي لمجتمعات النوبة بالاضافة الى استهداف النساء و الفتيات.

وكشف عن 23 حالة عنف جنسي من 2023 الى 2025 في جبال النوبة/جنوب كردفان، بجانب 18 حالة اختطاف من مدينة الدلنج ولا زالت 4 منهن مختطفات من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ولفت الى توثيق عدد من الحالات في قريتي التنقل والدلنج، حيث يتم اختطاف النساء وأخذهن إلى محلية القوز، وتعرضن لجميع أنواع الانتهاكات وأجبرن على العيش في ظروف مروعة.
وقال ان الحالة الانسانية في جنوب كردفان/جبال النوبة وصلت إلى مستوى حرج بسبب تصاعد العنف والقيود الشديدة المفروضة على الوصول إلى المساعدات الانسانية. ففي الفترة ما بين 12 و14 يونيو 2025 ّ .

وكشف عن فرار ما يقارب من 11,000 شخص من 10قرى في محلية القوز، لينضموا إلى أكثر من 9,000 نازح سابق منذ أواخر مايو .2025 ولجأ الكثيرون إلى شيكان .
ًونبه الى ان 2 مليون (مدني) يواجهون خطر فقدان ضروريات الحياة الاساسية -المأوى والغذاء والمياه النظيفة والدواء.
وقال نور الدين كومان خلال الندوة ان قوات الدعم السريع استخدمت سلاح الاغتصاب والتهجير القسري في مناطق الدلنج وهبيلة .
وكشف عن حالات استعباد لعشرات النساء ولفت الى وجود حالات اجهاض غير امن للنساء في منطقة الدبيبات .
ونبه الى اختطاف فتيات لايتجاوزن ال12 عاما وتعرضهن للعنف الجنسي والاستعباد بالاضافة الى خطف اطفال لمدة 6 ايام.

وكشف التقرير عن قيام قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة العسكرية بحرق وتشريد مجتمعات باكملها وتدمير سبل العيش مما ادى الى نزوح جماعي .
واشار الى انهيار كافة الخدمات الاساسية” الصحة ٫التعليم ” في ظل انعدام المساعدات الانسانية .

فيما كشفت ناشطة نسوية طلبت عدم ذكر اسمها خلال الندوة عن ارتفاع حالات الحمل خارج الزواج بجانب انتشار الزواج مقابل المعيشة .
وابانت ان الأسر تقوم بالتستر على جرائم الاغتصاب خوفا من الوصمة وذكرت انه “تم الكشف عن حالات اختطاف واغتصاب لعدد من الفتيات في العام 2023م بعد عام ونصف حيث تم تزويجهن من كبار سن خوفا من الوصمة فيما اصيب بعضهن بامراض نفسية ” .
واشارت الى وجود حالات اختطاف مقابل مال يتم تحديده كفديه .
واكدت الناشطة النسوية سارة جمعة عن 5%فقط من الانتهاكات تم توثيقها بسبب رفض الأسر التوثيق للانتهاكات بسبب الوصمة واضافت ان الحصار فرض واقعا مريرا تسبب في الجوع ووصفت ذلك بالموت البطئ وقالت ان “ملوة البصل بجنوب كردفان بلغت 100 ألف جنيه”.

وطالب التقرير الذي تحصلت مدنية على نسخة منه بضرورة تدخل دولي عاجل بموجب القانون الدولي وتفويض من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحماية المدنيين.
واشار الى ضرورة إيقاف فوري لإطلاق النار والدخول في عملية سلام كاملة بما يضمن مشاركة النساء والناجيات في مفاوضات السلام بالاضافة الى نشر قوات لحفظ السلام تركز على النسيج الاجتماعي.

وقال التقرير ان كثير من القيود الحكومية التي تتم في عملية وصول المساعدات الانسانية ادت إلى تفاقم المعاناة ولفت الى ان العاملون في مجال الاغاثة يتعرضون الى الاعتقالات والعنف.

وأكد التقرير ان الهجمات التي قامت بها قوات الدعم السريع، أعاقت الانشطة الزراعية التي تقوم بها النساء بشكل كبير مما ادى الى وقوع حالات واسعة النطاق لعمليات اغتصاب وقتل واختطاف.
ُّوشدد على ضرورة اتخاذ تدابير لحماية المدنيين، وتحقيق العدالة للضحايا والناجين، ووضع حد للافلات من العقاب.