ندرة في السلع الضرورية وارتفاع حاد في الأسعار يُفاقم معاناة المواطنين في الفاشر
كتب: حسين سعد
تشهد مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، وسط ندرة حادة في المواد الغذائية والدوائية، مما فاقم من الأوضاع المعيشية الصعبة للسكان في ظل الحرب المستمرة والإنهيار الإقتصادي المتصاعد.
وقال مواطنون في حديثهم مع (مدنية نيوز) إن أسعار المواد الإستهلاكية ارتفعت بنسبة كبيرة، وسط إختفاء شبه تام لبعض السلع من الأسواق، وأرجع بعض التجار في الفاشر إرتفاع الأسعار وشح الحصول علي السلع الإستهلاكية إلى صعوبات الوصول إلى المدينة بسبب الحصار المفروض على الطرق البرية، وتعطل الإمدادات من الولايات الأخرى، بالإضافة إلى شح السيولة وغياب الرقابة الحكومية، وأضافوا : نضطر لشراء السلع من مناطق بعيدة بأسعار مضاعفة، وبتكلفة نقل مرتفعة جداً، مما ينعكس على أسعار البيع للمواطنين، وفي ظل إستمرار الأزمة، تعاني شريحة واسعة من السكان، خاصة الأسر النازحة والفقيرة، من انعدام الأمن الغذائي ونقص الخدمات الصحية، في وقتٍ يشهد فيه الوضع الإنساني في دارفور تدهوراً خطيراً.
من جهته قال الاستاذ محمد بدوي الحقوقي والباحث بالمركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام، في حديثه مع (سودانس ريبورتس ) إن سعر كيلة الدخن بلغ (81) الف جنيه نقداً، ومبلغ (140) ألف جنيه عبر بنكك ، والسكر (45) الف جنيه نقداً ، ومبلغ (90) ألف جنيه للكيلو ، بينما بلغ سعر ملح الطعام للكيلو (18) ألف جنيه نقداً ومبلغ (315) ألف جنيه عبر بنكك ، والدقيق مبلغ (80) ألف جنيه نقداً ومبلغ (120) ألف جنيه عبر بنكك، الجدير بالذكر إن برنامج الأغذية العالمي كان قد قال أن العائلات العالقة في الفاشر –عاصمة الولاية المحاصرة – تواجه خطر الموت جوعاً فالمدينة معزولة عن وصول المساعدات الإنسانية، مما يترك السكان المتبقين دون خيار سوى الاعتماد على ما تبقى لديهم من إمدادات محدودة من أجل البقاء على قيد الحياة، وقال البرنامج في بيان صحفي له أطلعت عليه (مدنية نيوز) إنه لم يتمكن البرنامج من إيصال المساعدات الغذائية إلى الفاشر برًا على مدار أكثر من عام، فجميع الطرق المؤدية إلى المدينة مقطوعة، ويواصل البرنامج تقديم الدعم النقدي الرقمي لنحو 250,000 شخص داخل المدينة.، حيث يمكنهم استخدامه لشراء أي طعام لا يزال متوفرًا في الأسواق. يذكر إن (سودانس ريبورتس) سوف تنشر تقرير بعنوان: “من طعام المواشي إلى طعام البشر .. الفاشر تتلوى من الجوع”.