السبت, يوليو 27, 2024
تقارير

اتفاق السلام.. التحديات والمخاطر

الخرطوم: أم سلمة العشا

يواجه اتفاق السلام الموقع بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح في عاصمة جنوب السودان جوبا في (3) أكتوبر الماضي، كثيراً من التحديات والمخاطر، رغم أنه خاطب القضايا الأساسية بما فيها المناطق المأزومة (وفقاً لما يرى مؤيدو الاتفاق)، مما يتطلب دعوة المجتمع الدولي وشركاء اتفاقية السلام إلى دعم الاتفاقية وإنزالها إلى أرض الواقع.

ومن أبرز التحديات التي تواجه اتفاق السلام، التمويل المالي لعودة النازحين إلى مناطقهم، في المقابل أجمع متحدثون من حركات الكفاح المسلح التي وقعت على الاتفاقية في ندوة (اتفاقية السلام.. تحديات التطبيق على أرض الواقع)، التي أقامتها صحيفة (أول النهار) في دار الشرطة بالخرطوم السبت المنصرم، على وجود فرص تقلل من مخاطر الاتفاق.

إرادة سياسية

وكشف رئيس الجبهة الثورية د. الهادي إدريس، عن وجود فرص تقلل مخاطر التحديات التي تجابه اتفاق السلام الموقع بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح في جوبا، وعدد إدريس، فرص السلام ومنها السند الشعبي أثناء وصول قيادات الجبهة الثورية الخرطوم، والإرادة السياسية المتوفرة للأطراف.

وقال إدريس، إن اتفاق السلام لأول مرة يمر دون ابتزاز لأي طرف، وأشار إلى حالة التصالح بين المجتمع الدولي وحكومة الفترة الانتقالية، بجانب الإفراج في علاقات السودان الخارجية، ودعا إلى توظيفها في تحسين الاقتصاد، ولفت الى وجود إشكاليات في تنفيذ الاتفاقية تحتاج إلى خلق توافق حولها، وأبان أن الأطراف الموقعة ستقوم بجولة على جميع ولايات البلاد، وأن الوساطة تبذل مجهوداً كبيراً لإلحاق الذين لم يوقعوا على اتفاقية جوبا للسلام، وأوضح أن المواطنين في مناطق النزاعات يسألون عن ما هو الفرق بين الاتفاق الحالي والاتفاقيات الماضية، وتابه: نقول لهم إنه اتفاق تم توقيعه في مناخ سياسي مختلف.

أوجه متعددة

ومن جانبه وصف رئيس مسار الوسط التوم هجو، اتفاق السلام بأنه ذو أوجه متعددة، وقال إنه لأول مرة يأتي اتفاق اسماً على مسمى كامل وشامل، وإن الاتفاق خاطب كل الملفات الموجودة حالياً، ورأى أن ما حدث في جوبا يمثل تطوراً كبيراً في التفكير والقيادة، وأشار إلى أن المعارضة تتفق ولكنها تسقط في أول امتحان -في إشارة إلى اتفاق نيفاشا وأسمرا-.

وزاد أن اتفاقية السلام جاءت بإرادة سودانية خالصة، واستهدفت أكثر من عصفور في هدف واحد، وإنه لأول مرة يوجد تجمع مختلط من الحركات المسلحة، كما أنه لأول مره يجد الهامش نفسه من خلال تلك الاتفاقية، واعتبر يوم (15) أكتوبر الماضي علامة فارقة في تاريخ السياسة السودانية، وذلك من خلال وجود واقع جديد يجب التعامل معه بروح وعقلانية جديدة (طبقاً لتعبيره).

ومن جهته قال كبير مفاوضي حركة جيش تحرير السودان نور الدائم عبد الله، في ذات المنبر إن الاتفاقية تاريخية ونموذج قديم بدأت من حيث الأطراف المكونة لها، ونبه إلى إقامة مؤتمر دستوري للسودان يخص كل السودانيين وليس أطراف الاتفاق للتفاكر في كيف يحدد مستقبل البلد.

كما لفت نور الدائم، عن مقترح بتكوين صندوق للموارد تشارك في إدارته كل أقاليم السودان، ورأى أن اتفاقية السلام وضعت كل الشعب السوداني على المحك وخاطبت كل القضايا.

ومن ناحيته ذكر الناطق الرسمي للجبهة الثورية محمد زكريا، أن اتفاق السلام الموقع بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح في جوبا خاطب كل القضايا الأساسية، بما فيها المناطق المأزومة، وأن الاتفاق ليس ملكاً للأطراف الموقعة على السلام فقط، وإنما لكل السودانيين، وتابع: (لابد من التعريف به وبنصوصه)، ودعا المجتمع الدولي وشركاء اتفاقية السلام إلى دعم الاتفاقية وإنزالها إلى أرض الواقع.

وأكد الناطق الرسمي للجبهة الثورية أن الاتفاقية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها التمويل المالي لعودة النازحين إلى مناطقهم.

إشعال فتنة

وفي السياق قال رئيس حركة كوش السودانية محمد داؤود، إن محاولات فلول النظام السابق عقب ثورة ديسمبر تهدف لإشعال القبلية والجهوية، وأشار إلى أنه أكبر تحدٍ يواجه اتفاق السلام.

ونوه داؤود، إلى وجود مخطط مدبر لإشعال الفتنة الجهوية والقبيلة من قبل فلول النظام السابق هدفه الأساسي هزيمة الثورة، وأشار إلى جملة من المهددات التي تواجه اتفاق السلام منها عدم إيفاء المانحين بتعهداتهم المالية لدعم السلام، وعدم تمكن الدولة من توفير المال اللازم لتنفيذ السلام، وحذر مما ما يحيكه فلول النظام السابق، وأضاف أن النظام السابق لا ينتهي باعتقال رئيسه.

تحديات كبيرة

وبدوره قال رئيس التحالف السوداني عبد الله خميس، إن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد معقدة وهي إحدى التحديات التي تواجه اتفاق السلام، وأوضح أنه إذا توفرت الإرادة السياسية تجاه الوطن لا تحول الظروف أمام ذلك.

وذكر خميس، أن اتفاقية السلام جاءت في وقت مختلف في ظل حكومة الشعب والثورة، كما أنها شملت أركان الثورة حرية، سلام وعدالة، وأبان أن اتفاقيات السلام كثيرة بدأت في عام 1973 وآخرها اتفاق سلام جوبا في 2020، وأشار إلى أنها جاءت في ظل كثير من التحديات.

وأقر رئيس مؤتمر البجا أسامة سعيد، بوجود تحديات تواجه مسار الشرق، ودعا لأهمية التوصل لاتفاق في الشرق الذي أضحى قابلاً للانفجار، واعتبر أن حالة الاحتقان السياسي في البلاد تمثل تحدياً كبيراً يواجه البلاد، بجانب القدرة المالية للحكومة لتنفيذ استحقاقات السلام،

وأشار سعيد، إلى محاور عديدة تم طرحها في اتفاق جوبا شملت اللاجئين والاعتماد على القدرة الذاتية للأقاليم، بجانب محور المناخ الكلي الذي يحتاج إلى عصف ذهني، بالإضافة إلى تحدي عدد الجيوش وصولاً إلى جيش وطني واحد.

مؤتمر تشاوري

ودعا رئيس مسار الشرق خالد إدريس، كل مكونات الشرق إلى عقد مؤتمر تشاوري يخاطب الأزمة الحالية، وقال إن المؤتمر مكمل لما بدأ في جوبا، وطالب حكومة الفترة الانتقالية بأن تكون اللجان الأمنية في الولايات عادلة في تقاريرها.

ووجه رئيس مسار الشرق، رسالة لشرق السودان بنبذ العنصرية لأنها لا توصل إلى المدنية، واعتبر اتفاق السلام الموقع بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح بجوبا شاملاً، واستدل على ذلك بأنه مرجعية في الوثيقة الدستورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *