مكونات غرب كردفان.. حوارات في الهواء الطلق حول التبعية لإقليم جبال النوبة
الخرطوم: الواثق تبيسة
تباينت رؤية مكونات ولاية غرب كردفان ما بين الانضمام للإقليم المقترح حسب الاتفاق الإطاري الذي طرحته الحركة الشعبية شمال بضم ولاية غرب كردفان لإقليم جبال النوبة ليشمل جنوب ومناطق من غرب كردفان.
وفيما أيدت بعض المكونات المقترح، رفضت مجموعة أخرى ذلك المقترح، واجتمع عدد من أبناء ولاية غرب كردفان بمختلف سحناتهم إضافة إلى إداراتهم الأهلية وتباروا في التعبير عن رفضهم القاطع لتذويب ولايتهم وضمها داخل إقليم آخر، واعتبروا أن اللقاء التشاوري الذي جمعهم برعاية والي الولاية حماد صالح، فرصة لإخراج الهواء الساخن والحديث عن حاضر ومستقبل الولاية بطرح مشاكلها والاتفاق على رؤية توحد أبناءها ضد كل ما يهدد وجودها.
حوارات حرة
وفي دار النوبة بأمبدة البحيرة وبتاريخ (11) يونيو الجاري كان الحديث مختلفاً تماماً، حيث نظم تجمع جبال النوبة الغربية لقاءً تنويراً بتوصيات اللقاء التشاوري لمكونات غرب كردفان الذي انعقد بدار الشرطة ببري بالخرطوم في (5) يونيو الحالي بدعوة من والي ولاية غرب كردفان.
وأكد رئيس تجمع جبال النوبة الغربية عبد القادر دربان، أهمية اللقاء الذي أقيم بأمبدة البحيرة، وقال إنه انعقد بناءً على توصيات اللقاء الذي انعقد ببري للوصول لرؤية تجمع جبال النوبة الغربية حول اللقاء التشاوري لمكونات غرب كردفان.وأضاف: “اجتمعنا بأمبدة لمناقشة رؤيتنا كتجمع لجبال النوبة الغربية حول ما دار في المفاوضات الجارية بجوبا بين حكومة الفترة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، وما ورد في الوثيقة الإطارية وطرح الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بضم الجبال الغربية لإقليم جبال النوبة/ جنوب كردفان”.
وضع تأريخي
وذكر دربان في إفادة لـ (مدنية نيوز) أمس: (وضعنا الطبيعي والتأريخي كتجمع جبال النوبة الغربية يجب أن يكون بجنوب كردفان)، وأوضح أن موقفهم ثابت منذ العام 1993 حينما تمت تجزئة جنوب كردفان إلى ولاية وليدة من رحم ولاية جنوب كردفان، ومنذ اتفافية سويسرا ونيفاشا لم يتغير موقفنا المتعلق بوضعنا الطبيعي والتأريخي.
ومن جانبه قال أمير النوبة بالجبال الغربية صالح علي أزرق: (إن بقيت ولاية غرب كردفان فإننا كنوبة في محلية لقاوة من حقنا أن يكون لنا وضعنا الطبيعي والتأريخي، بأن نكون في جنوب كردفان – جبال النوبة).
ومن جانبه أفاد أمير الداجو أحمد كوكو عليش (مدنية نيوز): (متفقون على رفض أن نكون دون وضعنا الطبيعي والتأريخي، وظللنا نرفض ما هو دون الوضع الطبيعي من العام 1993 وحتى عملية إعادة ولاية غرب كردفان بعد تجدد الحرب وأحداث 6/6/ 2011م، وكانت عودة الولاية وعداً انتخابياً للرئيس المعزول عمر البشير، ولا ننقبل أن نكون بغير وضعنا الطبيعي والجغرافي).ومن ناحيته أبان الناشط في المجتمع المدني جماع كوكو، في تصريح لـ (مدنية نيوز) أن تباين المواقف حق مكفول للكل، وأكد أن منظمات المجتمع المدني داعمة للاستقرار والتحول الديمقراطي في ظل ثورة شعبية تعطي كل ذي حق حقه، وأشار إلى مساعيهم لتعزيز قيم التعايش السلمي والاستقرار واستدامة السلام باعتباره هدفاً استراتيجياً لحكومة الفترة الانتقالية.
رؤية مغايرة
وبدورها ترى مكونات الحمر والمسيرية أنها لا علاقة لها بجنوب كردفان أو المفاوضات الجارية في جوبا، كما أكد أمير إمارة الحمر عبدالقادر منعم منصور، أنهم لا علاقة لهم بالمفاوضات الجارية ومن حقهم أن يكون لهم ولاية.
كما شاركت عدد من قيادات الإدارة الأهلية وتنظيمات المجتمع المدني في اللقاء الذي انعقد بأمبدة البحيرة.
إزالة المظالم
وكان رئيس حزب الأمة القومي اللواء (م) فضل الله برمة ناصر، من المتحدثين في لقاء دار الشرطة بصفته أحد أبناء ولاية غرب كردفان، وتطرق في كلمته إلى الظلم الذي تعيشه الولاية في التعليم والصحة وقضايا الحوكمة، وأنها تعاني من الجفاف والتصحر وسوء البيئة والتخلف.
وطالب ناصر، بحقوق الولاية كاملة وإزالة الظلم داخل الحدود نفسها التي قال إنها قديمة قدم التأريخ، إذ تم ترسيمها قبل الحكم التركي.
وفي السياق لفت المؤرخ عبد الرسول النور، نظر المجتمعين إلى عدم الانزعاج من مسألة الحدود باعتبار أنها محسومة مسبقاً، وفيما يخص التقسيم الإداري، وقال: (إما أن نرجع لنظام الأقاليم ونصبح ضمن إقليم كردفان أو يظل نظام الولايات، وهذا يكفل لكل من لهم إمكانية إقامة ولاية الحق في ذلك، على أن تتحمل المنطقة النتائج المالية لهذا القرار). واستشهد النور على ذلك بقوله (الوثيقة الدستورية حددت أن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات، أما التكوينات الإدارية فهي تنظيمات اجتماعية وليست بديلة عن المواطنة).
الإبقاء على غرب كردفان
وخرج الملتقى بعدد من التوصيات تم تسليمها لوالي ولاية غرب كردفان حماد عبد الرحمن صالح، ومن أهم التوصيات الإبقاء على ولاية غرب كردفان بحدودها الحالية، ومساندة ذلك بقيام وقفة احتجاجية ترفض إدخال ولاية غرب كردفان في تفاوض جوبا.
كما خرجت توصيات بتشكيل مجلس استشاري لأبناء الولاية بالخرطوم وتقريب الشقة بين المكون الشمالي والجنوبي في الولاية للدخول إلى مؤتمر نظام الحكم برؤى موحدة، ورفض مبدأ الاستفتاء وعقد مؤتمر لبحث قسمة السلطة في الولاية لإزالة المظالم، وإنهاء أزمة الحدود وعقد مؤتمر تشاوري لوضع أبيي مع تكوين لجنة للإعداد لمستقبل الولاية.
يذكر أن ولاية غرب كردفان تعتبر ذات مساحة شاسعة وتمتاز بالتنوع القبلي الذي يشكل ثراءً لها إذا تمت إدارته بالشكل الصحيح، كما أنها الولاية الغنية بالثروات الطبيعية المتنوعة (حيوانية، زراعية، معدنية وعشرات الحقول البترولية).
لا شك ولا خلاف حول تبعية لقاوة لإقليم جبال النوبة، ما يسمي البوم بولاية جنوب كردفان. حيث تعمدت حكومة الإنقاذ لاقتطاع اجزاء واسعة من جبال النوبة وضمها أو خلق ولاية جديدة وهي غرب كردفان المتنازع عليها الآن وهذا التقسيم جزء من مخطط الحكومة لإضعاف الإقليم وتشتيت شعبه بما يعسر الاتفاق بينهم ويتيح لها فرصة أكبر وأشمل في تنفيذ سياساتها ضد مكون النوبة وهو جزء من مخطط سعت عبره الإنقاذ الي تنفيذ سياسة التهجير القسري والاضطهاد فضلا عن التشريد والتنكيل والاستهداف الذي طال غالبية مثقفي أبناء النوبة وخاصة المعارضين للحكومة.
لذلك عودة مناطق الإقليم التي تُبعت لولاية غرب كردفان ضرورية ونحن ك أبناء إقليم جبال النوبة سوف نعمل علي ذلك مهما كلف الأمر من جهد ووقت ولو دعت الضرورة فسوف يكون الأمر بشكل أو بآخر فلن نسمح بذلك ومواطنينا سيظلون في مكانهم الجغرافي وانتماءهم الطبيعي وسط اهلهم