الأربعاء, نوفمبر 20, 2024
تقاريرسياسة

العنف المسكوت عنه في شرق السودان.. الأسباب والمعالجات الجذرية (2)

بورتسودان: أمين سنادة

انتشرت ظاهرة العنف بشرق السودان عامة وولاية البحر الأحمر خاصة، فالعنف أصبح هو اللغة الأعلى في (البحر الأحمر) وأصبح سمة غالبة للتعبير حتى في الاحتجاجات السلمية والتعبير بقطع الطرق والتوقف عن العمل، بل وحتى في الاختلافات العادية.

وفي كل الأحداث الأخيرة كان التعبير عنيفاً فشهدت أحياء الاقتتال بشاعة في طرق القتل والانتهاكات المصاحبة له، وحالات حرق المنازل بشكل به تشفٍ وانتقام غير معهود.

(مدنية نيوز) تفتح ملف (العنف) في شرق السودان وأسبابه، والحوادث المتعلقة به التي ألقت بظلالها على سلوك المواطنين والمكونات المختلفة في تعاملها مع بعضها، من أجل البحث عن معالجات مستديمة لتحقيق السلام الاجتماعي بما يضمن التعايش السلمي الحقيقي.

وفي هذه المساحة يتم تناول أثر العنف على النساء في ولاية البحر الأحمر:

البحر الأحمر.. النساء والنزاعات

لما يقارب (3) أعوام ومدينة بورتسودان تخرج من نزاع إلى آخر، الوضع الأمني السيء أثر مالياً ووجدانياً على إنسان بورتسودان بشكل عام، ولكن أثره على النساء كان أكبر وأشد وقعاً وأكثر ألماً لافتقادهن لأي شكل من أشكال الحماية فأصبحن الضحايا المباشرين لهذه الأحداث وحائط الهجوم الأول.

أغلب المنازل التي شهدت نزاعات كان الأثر على النساء والفتيات أكبر لاعتبارات تتعلق بارتباطهن ورعايتهن المباشرة للأسرة، حيث تعرضن كنساء بأحياء المدينة المختلفة للانتهاكات المتعددة ولكن لايتم رصدها باعتبارها خارج النزاعات المباشرة.

وحسب المتابعات فإنه وخلال عمليات الحظر المتكررة بالمدينة سواء كانت بسبب أمني يتعلق بالاقتتال أو بسبب الحظر الصحي لانتشار جائحة (كورونا) كانت النساء في البحر الأحمر في مقدمة الفئات التي تعرضت للانتهاكات، فأغلبهن يعملن في مهن هامشية وفي قطاعات غير منظمة تزامنت مع هذه الأحداث، نتيجة اتباع الحكومة لسياسات التحرير الاقتصادي مع قلة أو انعدام برامج الحماية الاجتماعية.

هجمات على مستشفى الولادة

وتعرض مستشفى النساء والتوليد ببورتسودان لعدة حالات هجوم بالأسلحة البيضاء، وفي كتير من حالات حظر الأحياء ومنع سكان الأحياء من الحركة تقل فرص النساء في الوصول للمستشفى لبعد المسافات، إضافة لارتفاع تكلفة الترحيل، هذا غير التعقيدات الأخرى مثل حاجة النساء المطلوب وصولهن للمستشفى لمرافقين ما يزيد من تكلفة الترحيل و(المصاريف) لأكثر من شخص في الأسرة.

التأثير على الطالبات

وطبقاً لمتابعات (مدنية نيوز) فإن تأثر الطالبات بالأحداث كان كبيراً، ولأول مرة منذ (10) أعوام تتجاوز أعداد الطالبات الغائبات عن الامتحانات الخاصة بالشهادة السودانية، أعداد الطلاب الغائبين، وخاصة في الأحياء المرتبطة بالأحداث والنزاعات.

عدم توفر الخصوصية

ووفقاً لمراقبين أفادوا (مدنية نيوز) أمس، فإن عمليات تهجير الأسر من الأحياء التي حدثت فيها نزاعات إلى أحياء أخرى، شهدت تأثراً بشكل أكبر للنساء والفتيات لاحتياجهن لوضع خاص داخل الأسرة، وفي الغالب لا تتوفر الخصوصية المطلوبة في الأسر البديلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *