الجمعة, نوفمبر 22, 2024
مقالات

وداعاً المناضل عمي أحمد عبد الباقي

بقلم: حسين سعد
بقلوب يعتصرها الأسى والألم، ومؤمنة بقضاء الله وقدره، وعيونٍ تبكيه دماً، ودعنا نحن في تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل وتحالف الابناء، الرفيق المناضل (أحمد عبد الباقي الفضل) إلى مثواه الأخير، ليلتحق بركب الشهداء الخالدين، مسطرا تاريخا مشرفا لنا جميعا.
نحن في حركة المزارعيين خسرنا اليوم هامة من هامات النضال كان دائما مقداما، ناضل بصمت، ولم يحب يوما أن يتبوأ منصبا او موقعا قياديا، لم يرهن نضاله بمصالح المناصب، ولقد بذل (عمي أحمد) تضحيات جسورة في نضاله المتواصل، لا يكل ولا يمل، اختار طريقا صعبا، صال وجال في ميادين النضال بعنفوان لا ينضب، وبقوة إرادته اكتسب حب الجميع، ولم يبحث عن جاه او منصب، تحمل مسؤولية لا يقبل فيها المصلحة، ترعرع في قلب النضال برغم المخاطر والملاحقات والتعسف والاعتقال، فكان ندا قويا لا يهاب المخاطر، وكان يحمل روحه على أكفه.
لقدر رحل (عمي أحمد) الذي كنت اناديه هكذا، وكان يقابلني بكل بشاشة وترحاب لمناداته (بعمي أحمد) لقد رحل فقيدنا، وهو في ذروة عطائه الوطني، يذود عن حياض المزارعين والوطن وكرامة أبنائه وبناته، كان (عمي أحمد) مقداما وشجاعا وكريما، كان فارسا من فرسان مزارعي الجزيرة والمناقل، وأبطالها الأشاوس في مواجهة التسلط والاستبداد. تربطني (بعمي أحمد) نقاشات عديدة وجلسات طويلة من ليالي العقدة المغاربة التي بكته بحرقة وألم وفقد برحيله المر، عندما أغيب عن تناول هموم المزارعيين في عملي الصحفي كان يتصل هاتفيا قائلا لي بطريقة المحببة (يا زول هووي خليك صنديد واكتب عن الغلابة والمزارعيين).
لقد خسر وطني واهلي بالعقدة المغاربة واحدا من خيرة الابطال، وأوفى أبنائه وأخلصهم وأنبلهم، فقد كان صالون (عمي أحمد) يجمع ولا يفرق، كان دائما يدعو لوحدة الصف، وكان حتى رحيله شخصية مقبولة في اوساط المزارعيين، كانت الصحف السياسية وأخبار بلادنا وثورتها وقضايا المزارعيين حاضرة في منزله، كان (عمي أحمد) صاحب موهبة تساعده في فهم المتغيرات والقدرة على قراءة الأحداث، وصاحب النظرة العميقة والخبرة الكبيرة.
إننا اذ نعزي أنفسنا وأبناء وبنات شعبنا البطل، ورفاق دربنا في حركة المزارعين، وأسرة فقيدنا، وكل أقاربه وأصدقائه وأهله في العقدة المغاربة والعتامنة وقوز الرهيد وود أغبيش والهدي والخرطوم، وطابت وصراصر بهذا المصاب الأليم، نعاهدك (عمي أحمد) بأن نمضي في ذات الطريق الذي مضيته من أجل الغبش والمهمشيين والمقهوريين، وغايتنا في ذلك إما شهادة في سبيل الوطن وحرية شعبنا ترضي النفس المؤمنة، وتفوز برضى الله، وإما نضالا حتى إنتصار ثورتنا الظافرة باذن الله، وانتصار حركة المزاعين طريقنا واضح المعالم، عهدنا معك (عمي احمد) النضال مستمر والنصر أكيد، وماشين في السكة نمد من سيرتك للجايين، نضالك سيكون لنا نبراسا وسراجا منيرا، ويمنحنا الثبات واليقين والتفاني، ستبقى في قلوبنا، فنحن يا (عمي أحمد) نموت واقفين وستظل هاماتنا شامخة كشموخ النيل بالرغم من حزننا الدفين على رحيلك الفاجع، وتوقف قلبك الطيب عن الخفقان، (باسمي) واسم تحالف الابناء أتقدم باحر التعازي للشعب السوداني في رحيلك المر، لقد خسرت حركة المزارعين مناضلاً جسوراً وقيادياً انحاز إلى آمال وأحلام الجماهير، وعمل على تحقيق تطلعاتها في الحرية والديموقراطية والعدالة والسلام، التعازي الى أهله وأخوانه خالد والصادق، وابنائه أسامة والطيب، وبناته منال وبخيتة وزينب وفنونة، لقد جالست (عمي أحمد) كثيرا بالعقدة المغاربة والحصاحيصا ومدني وطيبة الشيخ عبد الباقي وكمل نومك، والخرطوم، فقد كان دائما مرفوع الراس، لم ينحني لتهديد، لقد حمل (عمي أحمد) على عاتقه وبصمود كل التقلبات، ولم يتراجع يوما عن مبادئه، لقد رحل وأبقى إرثه النضالي برصيد كبير مجسدا معاني الثبات، فنم قرير العين (يابا مع السلامة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *