لماذا السودان العلماني الديمقراطي الفدرالي هو أقل طموحات الإقليمين في أي تسوية سياسية؟ (1)
بقلم: كومان سعيد
استطيع القول ان جملة “الولايات المتحدة الأمريكية تم بناؤها على ظهر الزنوج USA was built up under the back of the black people ” تكاد تكون نفس هذه العبارة تنطبق على أهل المنطقتين في السياق السوداني. فقط يكون الإختلاف هنا في درجة سواد اللون التي تقسم السودانيين الي سود زو بشرة فاتحه يعتلون الهرم السياسي ، الإقتصادي والإجتماعي و سود داكني البشرة في اسفل قاع كل شي و بكل تأكيد الإختلاف الكبير جدا في البناء.
اذا رجعنا ودرسنا السياق السياسي والإجتماعي والإقتصادي للسودان في فترة المستعمر التركي المصري والإنجليزي المصري مرورا بالمهدية ومن ثم تشكيل أول حكومة وطنية نستطيع ان نري بكل وضوح التاريخ العنيف جدا والقهر السياسي والاقتصادي الذي تعرض له إنسان الإقليمين . في حقبة المستعمر التركي المصري عمل علي استنزاف موارد الإقليمين الطبيعية والبشرية وفرض نظاما اقتصاديا استعماريا يقوم على الضرائب والجبايات فانهك انسان الإقليمين وأجج مشاعر العداء تجاه فضاق الحال بالناس وظهر المهدي مبشرا بثورة وطنية دينية ضد المستعمر التركي. وعند إعلان ثورتة قدم المهدي الي جبال النوبة منطقة قدير مبشرا بثورة ضد المستعمر التركي المصري ولأن بيئة العداء للمستعمر كانت خصبة وجد المهدي تجاوبا كبيرا من اهل الأقليم فقام بحشد الألأف منهم ومن ثم كانت بداية انطلاقة الثورة التي انتهت بقطع راس غردون باشا. ولكن وعلي الرغم من المساهمة الكبيرة جدا لأهل اقليم جبال النوبة في هزيمة الأتراك و الأمل الكبير جدا الذي كانو يأملونه في الثورة المهدية إلا ان المهدي ورفاقه عادو مجددا عند استلام السلطة ليمارسو نفس السياسات الاستعمارية التركية تجاه ابناء الوطن الواحد لتقوم الدولة المهدية بإعطاء خيارت احلاهما مرا وهي بين ان يظلو ابناء جبال النوبة عبيدا يباعووويشترو في الأسواق مثل السلع او ان يكون لهم خيار الجندية فيظلو اسيري وعبيد الدولة، ولا دهشة في ذالك لأن معظم قادة الدولة المهدية تجار رقيق سابقين في فترة المستعمر التركي المصري الذين لم تعجبهم سياسية المستعمر تجاه الرق التي هددت إمتيازاتهم لذالك انضمو للثورة المهدية مدافعين عن هذه الإمتيازات التاريخية. كل هذه الأسباب اجتمعت فظهرت الثورة علي الدولة وإرسلت الحملات التأديييه . وهكذا كان التمرد ضد الدولة المهدية.
نفس هذه السياسات ايضا كانت قد قدمت مع قدوم الإنجليز الي السودان وهزيمة الدولة المهدية . حيث عملت الحكومة الإستعمارية الإنجليزية علي فرض نظام اقتصادي زراعي يقوم علي زراعة القطن وفرضت زراعة القطن اجباريا وعملت ايضا علي فرض غرامات للاهالي الرافضين لسياسه المستعمر الإقتصادية. فكانت الثورة ايضا علي المستعمر الإنجليزي المصري.
كل هذه الأسباب جعلت اهل الأقليمين ينخرطون في الحركة الوطنية السودانية المناهضة للإستعمار ، فعملو علي تكوين إتحاد مزارعي جبال النوبة في بداية الخمسينات وإتحاد عام الفونج رفقة الجبهة المعادية للإستعمار والحزب الإتحادي في جبال النوبة حيث كان نوه للحركة الوطنية ضد المستعمر الانجليزي المصري في الإقليم.
ولكن وبمجرد ما استلم الحزب الإتحادي السلطة عمل علي نفس المنهج القديم فحارب إتحاد مزارعي جبال النوبة الذي لم يكن حتى إتحاد اثني للنوبة بل كان قومي التوجه يرأسه احد الشمالين من الحزب الإتحادي و سكرتير ه ايضا لم يكن من جبال النوبة . إلا إن غياب الرؤية الوطنية ادي بأول حكومة وطنية لتكرار نفس سياسات المستعمر. كل هذه الأسباب اجتمعت ومن هنا انطلقت شرارة الوعي السياسي الإثني لأبناء النوبة توجت بتكوين تنظيم كمولو السري في السبعينات بقيادة المناضل يوسف كوة مكي ومن ثم الإنضمام الي الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ١٩٨٤ بعد سنة من تأسيس الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق.
نواصل..