الجمعة, أبريل 18, 2025
مقالات

مواطنو الفاشر ما بين حصار التجويع وشن الهجوم وصمت المجتمع الدولي

أعيد نشر هذا المقال الذي تم نشره بتاريخ ٧ مايو ٢٠٢٤

بقلم: عادل عبدالله نصر الدين

المجتمع الدولي و مؤاسساته يشاهدون و في سكونٍ تام كل ما يجري من تكثيفٍ لحشودٍ عسكرية بشرية مع كمٍ هائل من اسلحة قتل و دمار نوعية يقوم بها طرفا الحرب داخل و حول مدينة الفاشر و معسكرات النازحين و علي الرغم من انه اي المجتمع الدولي يدرك التضخم السكاني المتكاثف الذي تم في مدينة الفاشر بسبب نزوح معظم سكان مدن و قري دارفور اليها كملاذ آمن من رحي الحرب الدائرة بين الجيش و مليشيا الدعم السريع ، و ايضا يدرك تماما نتائج ما تسفر عنه اية معارك قد تقع بين طرفي الحرب في الفاشر و ما حولها من معسكرات نازحين انها قد تكون على افضل الفروض مثل روندا ان لم تتجاوزها.

فالان فعل المجتمع الدولي لا يتجاوز التنديد والاسف والشجب بشدة لانتهاكات طرفي الحرب، فالسؤال الذي يفترض طرحه هو هل المجتمع الدولي بمؤاسساته تلك والتي من اهدافها الرئيسة هي حفظ الامن والسلم غير قادر علي منع وقوع مجزرة كارثية قد تكون تاريخية لاهل الفاشر والمعسكرات التي من حولها..؟ الاجابة هي ان (لدى مجلس الأمن مسؤولية رئيسية، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، من أجل الحفاظ على السلام والأمن الدوليين).

من مسؤولية مجلس الأمن تحديد زمان ومكان نشر عملية حفظ السلام. ويستجيب مجلس الأمن للأزمات في جميع أنحاء العالم لكل حالة على حدة، ولديه مجموعة من الخيارات تحت تصرفه).. والسؤال التالي: اِذاً لماذا اتخذ المجتمع الدولي و مؤاسساته مجلس الامن الدولي دور المتفرج ..؟فدون ادنى شك ان تبني ذلك الموقف يتمركز في تقاطع مصالح دول رأسالمال بما فيها الصين و روسيا حول الموارد الطبيعية الهائلة في السودان مع امتلاكها لحق الفيتو الذي يمكنها من المساومة به مع بعضها البعض لتحقيق وضمان مصالحها، فحق الفيتو ما هو الا آلية من آليات مجلس الامن الدولي المكرسة لتحكم دول الاستعمار الحديث في ادارة موارد دول العالم الثالث ونهبها، لذا ان ما يجري من تحشيد حربي لطرفي الحرب وحصار تجويعي لمواطني مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين من حولها الان من قبل مليشيا الدعم السريع وما يقابله من صمت للمجتمع الدولي عنه، مسألة بديهية وفقا لاخلاق تلك الدول الاستعمارية التي في يدها حق الفيتو فلا ضَْيٌرَ في إراقة الدماء طالما انها الوسيلة الناجعة لجلب المصالح..

اذا حقن دماء اهل الفاشر ومعسكرات التازحبن لم يكن من اولوياتها الآنية .. الخلاصة تستخلص من المثل الذي هو بمثابة قاعدة ذهبية لنا ( ما حكَ جلدك غير ظفرك ) و مقولة (المتغطي بالمجتمع الدولي عريان ).. و لكن هذا لا يجعلنا نسقط الدور الذي يمكن ان تلعبه شعوب العالم الحرة، فلابد لنا ان نصطف و ايادينا متشابكة و بصوتٍ واحد نُسمٍع تلك الشعوب مدي مأسينا التي هي الان في حد الكوارث الانسانية ، و ذلك لكي تتضامن معنا و تؤاثر علي برلماناتها لاجل اتخاذ قرارات تجبر طرفي الحرب علي وقفها وحتما سيكون هنالك اثرا .

فما يجب القيام به الان هو الاتي: …:
– الانقاذ العاجل لاهل الفاشر بفتح المداخل و الطرق دون قيد او شرط من مليشيا الدعم السريع .
– تقديم الدعم العاجل للاطفال و النساء و كبار السن الجوعي و المرضي.
و تنفيذ ذلك يقتضي الانسحاب الكامل من حول مدينة الفاشر و فتح الطرق و المداخل منها و اليها .
* لا للحرب..
* فليحاكم كل مجرمي الحرب و منتهكي حقوق الانسان
* و لا للافلات من العقاب .

نشر هذا المقال في ٧ مايو ٢٠٢٤.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *