الثلاثاء, أبريل 29, 2025
تقاريررياضة

الرياضة تحارب الكراهية والعنصرية (1-2)

تقرير: هيام تاج السر

تلعب الرياضة دور كبير في نشر السلام، والحد من خطاب الكراهية فالروح الرياضية روح سامية (خلي أخلاقك رياضية) ، مقولة معروفة ومتداولة تحمل معاني إيجابية وإنسانية لما عرف عن الأخلاق والروح الرياضية والتي تعني التنافس الشريف، وتقبل الفوز والخسارة بذات الروح ، وتبدأ الرياضة بالسلام والمصافحة بين اللاعبين والحكام والمدربين، وتنتهي ايضا بالمصافحة وتقديم التهاني والتبريكات للفائز من قبل الخاسر.

سلوك رياضي:

الأخلاق الرياضية بشكل عام هي سلوك مكتسب ، والمرجعية الأخلاقية هي من أهم المقومات التي يتم عليها البناء السليم للرياضة والرياضيين ، فالرياضة هي جملة من المبادئ والقيم تأتي في مقدمتها التنافس الشريف،و الروح الرياضية تشير بوجه عام إلى بعض الصفات، مثل الإنصاف وضبط النفس والشجاعة والمثابرة، كما ترتبط بمفاهيم تفاعلية تتعلق بمعاملة الآخرين بإنصاف وتلقي المعاملة ذاتها والحفاظ على ضبط النفس عند التعامل مع الآخرين وإحترام السلطة والخصوم،وتشمل قيم الروح الرياضية: الاحترام؛ الذي يتمّ تكريسه من خلال الإقرار والالتزام، والمساهمة والتقدير، والتصرف بمسؤولية ووعي، والسلامة؛ التي تترسّخ عبر التصرف بأمان ومسؤولية، والمشاركة في الممارسات الآمنة، وتعزيز الصحة الشاملة، والإنصاف؛ الذي يعني التصرف بنزاهة وأمانة، واحترام الفرص وتقديرها، وتعزيز المنافسة بنزاهة،كما ان التنافس الرياضي مبني علي العدالة في امكانيات الطرفين في جميع الالعاب ( عمر ، وزن ، جنس، عدد اللاعبين).

قواعد اخلاقية صارمة:

ويقول رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الايطالي جياني ميرلو ان الرياضة ليست مجرد جهد عضلي، بل هي أيضًا ثقافة، لأنها تتيح للأجيال الشابة والكبيرة أن تجتمع، أن تعيش لحظات مشتركة، وأن تتقاسم مشاعر إيجابية،ولهذا السبب، فهي أداة مهمة في الحد من خطاب الكراهية، فالثقافة هي الدواء الوحيد لمواجهة هذا الخطاب،وعن أبرز وأشهر المواقف الرياضية في مواجهة العنصرية قال هناك العديد من الوقائع التاريخية، لكن الأكثر تداولًا دائمًا هو فوز جيسي أوينز بأربع ميداليات في دورة الألعاب الأولمبية ببرلين عام 1936 أمام هتلر، وصداقة أوينز مع منافسه الألماني في القفز لوتز لونغ. إنها قصة واضحة تخاطب العالم بأسره،وحول دور الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية في مكافحة خطاب الكراهية وهل توجد قوانين أو قواعد تنظم ذلك قال:الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية يقف ضد خطاب الكراهية، ولهذا السبب وضعنا قواعد أخلاقية صارمة لمعاقبة من يستخدم هذا الخطاب. لا مكان للعنصرية في منظمتنا. فهذا مبدأ أساسي في جوهر عمل الإتحاد.

لغة عالمية توحد الشعوب:

من جهته قال الدكتور محمود السر سكرتير اللجنة الاولمبية السودانية ان الرياضة من أكثر الأدوات الفعالة في إزالة الحواجز الثقافية والسياسية، فهي لغة عالمية يفهمها الجميع من خلال قوانين الالعاب ونظام المنافسات،وطرق التحكيم المتطورة يوما بعد يوم، فهى بغض النظر عن العرق أو الدين أو الاثنيات الاجتماعية، فالرياضة هي جسر للتواصل بين المجتمعات، مما يحد من خطاب الكراهية ويعزز قيم الاحترام والتسامح،وأشار السر الي الرياضة لعبت أدوار تاريخية في محاربة خطاب الكراهية والعنصرية وكانت بمثابة منصة إتصالات قوية يمكن إستخدامها لتشجيع ثقافة المحبة والسلام، وستظل الرياضة إحدى أكثر الأدوات فعالية وأكثرها تنوعاً للترويج لقيم الانسانية المانعة للتعصب لان من أهم أهداف الرياضة تعزيز الروح الرياضية التي تقوم على مبدأ التنافس الشريف، مما يعزز مفهوم الاحترام المتبادل بين اللاعبين والحكام والمنظمين والجماهير،كما تغرس الرياضة قيم العمل الجماعي والإحترام والعدل مما يحد من إنتشار خطاب الكراهية والفكر العنصري والخطاب العدائي،وإعادة بناء العلاقات الدولية، وتستخدم الرياضة كوسيلة لتخفيف التوترات بين الدول وتعزيز الدبلوماسية الشعبية، وعلى سبيل المثال لا الحصر: دبلوماسية البنق بونق التي سافر اليها الفريق الامريكي الي الصين وكانت تلك المباراة مفتاح لانهاء المقاطعة الامريكية الصينية، أيضا شرعتبعض الدول في تخصيص مناهج علمية مميزة تقدم الدبلوماسية الشعبية كمنهج علمي وبشهادات عليا من الجامعات المجرية وهي تقدم للعديد من الرياضيين،وحول أبرز المواقف الرياضية في محاربة الكراهية أوضح سكرتير اللجنة الاولمبية السودانية ان كأس العالم في جنوب أفريقيا في العام 2010م كان شعار البطولة(كرة القدم توحد العالم) وساهم في تعزيز التفاعل بين الشعوب المختلفة، خاصة في بلد كان يعاني من إرث الفصل العنصري،وبشأن دور اللجنة الأولمبية في محاربة العنصرية قال السر ان اللجنة الأولمبية الدولية لديها إلتزام واضح بمحتاربة العنصرية وتعزيز قيم المساواة من خلال وضع قوانيين صارمة ضد الكراهية في المنافسات الرياضية،وإطلاق مبادرات لتوعية الرياضيين والجماهير حول أهمية التنوع والاندماج،ودعم الرياضيين الذين تعرضوا للتمييز العنصري وحماية حقوقهم وتنفيذ برامج رياضية تعزز التنوع ،وشهدت الرياضة مواقف تضامنية كبيرة ضد العنصرية، حيث قام اللاعبون في العديد من المنافسات بالإنحناء إحترامًا لهذه القضية.. (يتبع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *