الإعلام والانتخابات.. مطلوبات لإنجاح المسار في المستقبل
الخرطوم: مدنية نيوز
حددت المائدة المستديرة حول: (المتطلبات الأساسية لنجاح المسار الانتخابي في المستقبل)، جملة من المطلوبات شملت ضرورة إسقاط الانقلاب وتحقيق السلام العادل والشامل، وإجازة قوانين ديمقراطية متكاملة، وفك قبضة النظام المخلوع عن مؤسسات الدولة.
وأشار مشاركون في المائدة المستديرة التي أقامها مركز ساس الحقوقي للتدريب القانوني ومركز الطريق بالتعاون مع المعهد الديمقراطي الوطني NDI يوم الأربعاء الماضي بفندق كانون، إلى ضرورة تحقيق السلام الشامل والعادل، لضمان عودة النازحين واللاجئين وغيرهم من الرحل ومشاركة جميع المواطنين السودانيين في العملية الانتخابية لتجنب التجارب الانتخابية السابقة التي منعت فيها الحرب أعداداً مقدرة من السودانيات والسودانيين في مناطق النزاعات عن المشاركة في الانتخابات.
قومية المؤسسات
وتمسك المشاركون بضرورة إجازة قوانين ديمقراطية متكاملة لتجنب تعارضها وانتهاك الحريات بواسطة أي من القوانين، بالإضافة إلى فك قبضة النظام المخلوع عن مؤسسات الدولة وضمان قوميتها لدورها المهم في العملية الانتخابية، ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة للحيلولة دون استخدامها في الانتخابات.
وشدد المشاركون على ضرورة حرص وسائل الإعلام على تغطية مراحل العملية الانتخابية كافة، وعدم التركيز على الاقتراع وحده، ولفتوا لأهمية التوزيع العادل للدوائر الانتخابية والابتعاد عن تحديدها وفقاً لمصالح الأحزاب، بجانب حرص وسائل الإعلام المختلفة على شمولية التغطية في كل السودان وعدم حصرها في ولاية الخرطوم فقط، بما يضمن عدم استخدام الأساليب الفاسدة.
وكشف النقاش عن تحديات أخرى من بينها استقلالية المؤسسات والتغطيات المهنية بعيداً عن الأجندات الحزبية والمناطقية والقبلية، وتحديد المسؤليات عن النشر في المؤسسات الإعلامية بما فيها وسائل النشر الإلكتروني بتحديد موقع المؤسسة والمسؤولين عن التحرير فيها، تجنباً لاستخدامها في التضليل وخطاب الكراهية وإشانة السمعة والأساليب الانتخابية الفاسدة.
المعايير الدولية:
ولفتت ورقة المعايير الدولية للانتخابات التي قدمتها سعاد حماد، إلى المبادئ والمعايير الدولية ومنها حرية الاشتراك في الجمعيات وتكوين أو الانضمام للأحزاب، وحرية التعبير عن الآراء السياسية دون التعرض لأي ضرر، وحرية التجمع السلمي وتنظيم الاجتماعات، بالإضافة إلى حرية التنقل وحرية الحصول على المعلومات وتلقيها ونشرها، وأن تكون الانتخابات مفتوحة للجميع وتضمن حقهم في التمثيل وأن تجرى بشفافية.
وحول نزاهة الانتخابات، نوهت الورقة إلى أهمية حياد الأنظمة والإدارة الانتخابية، وأن يضمن القانون الانتخابي تحويل الأصوات إلى مقاعد، بجانب مبدأ العدالة بصوت واحد لكل فرد دون تمييز، ونبهت في الوقت ذاته إلى شمولية الانتخابات بنظام انتخابي عادل وشرعي.
وأكدت الورقة أهمية الدور الإعلامي في كل مبدأ، وفي كل مرحلة من المراحل (ما قبل الانتخابات وأثنائها وبعدها)، وتضمنت الورقة مرحلة الإطار القانوني (ما قبل الانتخابات)، والتي تتضمن الإطار القانوني، النظام الانتخابي القوانين والإدارة، ومرحلة التخطيط للانتخابات وإعداد الميزانية والجدول الزمني، ومرحلة التدريب والتوعية، وتسجيل الأحزاب والناخبين والمرشحين، ومرحلة الحملة الانتخابية ودور الإعلام في منع الغش فيها، بجانب التصويت المبكر “داخل وخارج السودان” لضمان شمولية الانتخابات، وإعداد المراكز، ودور الإعلام في العد والفرز ومرحلة المصادقة على النتائج واعتمادها، وما بعد النتائج واستلام الشكاوى والطعون ومعالجتها وحلها، بالإضافة إلى مرحلة التقييم للأخطاء.
توصيات
ومن جانبه دفع الصحفي حسين سعد، في ورقته (الإعلام والانتخابات) بجملة من التوصيات من بينها إتاحة الفرصة لجميع مكونات المجتمع بالتساوي في الإعلام القومي وفي إطار إعلام يتحرى الدقة والمصداقية والموضوعية والنزاهة، بجانب إدارة حوار عميق وكثيف عن الانتخابات، والتركيز على الإعلام المحفز للقبول بنتيجة الانتخابات، والتأكيد على قبول الآخر في الرسالة الإعلامية والابتعاد عن خطاب الكراهية والعنصرية وتحقير الأديان والمعتقدات ومحاسبة مرتكبيها.
وشملت التوصيات توفير القاعدة الاقتصادية المتينة لتطوير الصحافة ووضع برنامج طموح لإعادة بناء البنى التحتية لكافة أجهزة الإعلام، بما فيها الصحافة – فهي تحتاج إلى آليات وإمكانيات مادية ومواصلات تضمن سرعة نقلها وترحيلها لكافة أنحاء السودان، وإعادة طباعتها في الأماكن النائية، وإلى اقتصاد نشط يوفر لها دخلًا إعلانيًّا هامًّا.
تحدي الصحافة الورقية
وأشارت التوصيات إلى التحدي الذي يواجه الصحافة المقروءة في الألفية الثالثة والمتمثل في احتدام التنافس الحاد بين الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى في مقدمتها الانترنت والقنوات الفضائية، ورأت أن ذلك التنافس يضمن التفوق للإعلام الإلكتروني في عصري الزمان والمكان لأن ثورة التكنولوجيا تعمي قدرة تلك الوسائط على تجاوز الزمان والمكان، ولا تستطيع الصحافة أن تجاريها في ذلك.
وأضافت الورقة: (لكن يظل للكلمة المكتوبة سحرها وللصحيفة ميزاتها ولكي تحافظ على موقعا فلابد أن تنقل المنافسة إلى صعيد آخر: صعيد البحث في العمق والتحليل الواعي وخلفيات الخبر البعيدة والتعليق الحر والصحافة الاستقصائية، هذا يقتضي المزيد من التخصص والمزيد من التدريب والانفتاح على آخر إبداعات التكنلوجيا ويحتاج في نفس الوقت للمعرفة الموسوعية، حتى تتفوق الصحافة في المحتوى في ميدان المنافسة).
ومن توصيات الورقة (عكس تجارب دولية في المشاركات الانتخابية، وإشاعة الأمل بالانتخابات بوصفها تغييرًا تنمويًّا حقيقيًّا)، وتكثيف العمل الإعلامي للحث علي المشاركة في الانتخابات من خلال الفضائيات، والإذاعات والمواقع الإلكترونية والمسرح الشعبي والمعارض التشكيلية، وتدريب وتأهيل الكوادرالإعلامية وتزويدها بالمعلومات وقاعدة البـيانات بـكل ما يتعلق وتعلق بالانتخابـات، وتدريبهم بفنون التحرير الإعلامي.