السبت, يوليو 27, 2024
تقاريرمجتمع

الولاية الشمالية.. جدل التعليم في زمن الحرب

نيروبي: مدنية نيوز

“ما عندي حق الكراسات لأولادي؛ يمشو المدرسة لشنو؟” سؤال طرحته إحدى أمهات التلاميذ بالولاية الشمالية؛ ردا على اعلان الولاية الأحد الماضي 12 مايو استئناف العام الدراسي،
تساؤل يطرح العديد من علامات الاستفهام حول استئناف العام الدراسي في ظل عدم الاستقرار والنزوح وقلة فرص العمل، وارتفاع الاسعار التي ضاعفت معاناة المواطنين.

إضراب المعلمين

ويواجه قرار استئناف العام الدراسي بموجة من الانتقادات ابتدرتها لجنة المعلمين بالولاية الشمالية، إذ دعت للدخول في اضراب عن العمل، وطالبت في بيان بضرورة وضع ترتيبات سكن جيد لايواء النازحين الذين يسكنون المدارس مع عمل الصيانة والتهيئة اللازمة بعد خروجهم ولم يتم ذلك، بالاضافة الى ضرورة توفير مدخلات العملية التعليمية من كتاب مدرسي واجلاس خاصة كتاب الصف الثالث متوسط ولم يتحقق هذا كاملا.

واشارت اللجنة الى ضرورة صرف مستحقات المعلمين كاملة غير منقوصة اسوة بما تم في ولايتي نهر النيل والبحر الاحمر (رواتب شهر 8 و9 و10 و11 و12 لسنة 2023م) بالاضافة الى البديل النقدي وبدل اللبس ومنحة العيدين ومنحة عيد الفطر 2024م.

مشكلة الرواتب

واعلنت رفضها لقرار فتح المدارس واي محاولة لاستنئاف المدارس في ظل هذه المعطيات والظروف التي قالت ان المعلم او الموظف لا يستطيع تحملها، لأن الرواتب للعام 2024 لم تأتي بأي زيادات تذكر لمجابهة زيادات الاسواق المضطردة يوميا، ابتداء من الخبز والسكر والزيت والمواصلات والاداوات المدرسية، وعليه اعلنت اللجنة الدخول في اضراب مفتوح وعدم الاستجابة بالحضور حتى تنفيذ المطالب.

ويبدو ان حكومة الولاية الشمالية لم تبد قضية النازحين اولوية وشرعت في استئناف الدراسة، ولم تنظر لوضعهم خاصة ان عددا كبيرا من الأسر النازحة استقرت بمدارس الولاية.
وتشير احصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف، الى ان السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث فر 3 ملايين طفل من العنف واسع النطاق بحثًا عن الأمان والغذاء والمأوى والرعاية الصحية – معظمهم داخل السودان واشارات تقارير اليونسيف لـ6 أشهر فقط منذ بدء الحرب الى ان ١٩ مليون طفل لا يحصلون على التعليم والوصول الى الامان، وخدمات الدعم النفسي، و١٤ مليون طفل لا يحصلون على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها للبقاء. مما يعني ضرورة توفير ترتيبات لاستيعابهم في الولايات الساكنة ولم يحدث ذلك.

قرار متهور

وتقول معلمة طلبت حجب اسمها لـ”مدنية نيوز”: “لايوجد استعداد لفتح المدراس، حيث لا يتوفر كتاب مدرسي وتنظيم العمل داخل المدارس بطريقة تستوعب الطلاب النازحين واعداد كبيرة”، واشارات الى ان الطلاب النازحين غير مهيئين نفسيا للانخراط في العملية التعليمية، وكشفت عن ازدحام في الفصول الدراسية وعدم وجود مقاعد كافية للطلاب، ويبلغ عدد الطلاب داخل حجرة الدراسة اكثر من 80 طالبا وطالبة.

ولفتت الى عجز اباء الطلاب عن توفير وجبة الافطار لابنائهم بسبب قلة فرص العمل. وأشارت الى ان المعلمين لم يستلموا اجر 5 أشهر في العام الماضي، بجانب منحة عيد الفطر، واعتبرت قرار فتح المدارس متهور وغير مدروس ولم يراع وضع النازحين الذين لجأوا الى السكن داخل المدارس، وتم طردهم وسكنوا في العراء دون ان توفر لهم الحكومة بدائل تحفظ كرامهتهم”.

حلول ومعالجات

وحسب مراقين في الولاية فإن الغريب في الامر ان حكومة الولاية الشمالية تقر بأن اعداد الطلاب النازحين يفوق عدد التلاميذ بالولاية، ولكنها تتجاهل المشاكل التي تواجه العملية التعليمية وضرورة توفير متطلبات رئيسية تضمن للتلاميذ النازحين حقهم في تعليم يحترم حقوق الإنسان بدلا من الطرد والجلوس على الأرض.

وقد وجه مدير عام وزارة التربية والتعليم المكلف بالولاية الشمالية، سيف الدين محمد عوض الله، إدارات التعليم بالمحليات والوحدات باستيعاب جميع الوافدين بمدارس الولاية المختلفة، وأوضح المدير العام أن عدد الوافدين بعد الحصر المبدئي فاق عدد تلاميذ وطلاب الولاية، وزعم أنهم وضعوا الحلول والمعالجات التي تحفظ للطلاب حقهم في التعليم باعتباره حقا للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *