الإثنين, يونيو 30, 2025
مقالات

اللاجئات والنازحات في العيد بين الفرح المؤجل وحلم العودة الى الديار

بقلم: سنية اشقر (ماريل)

يحلّ عيد الفطر للمرة الثانية اللاجئات والنازحات السودانيات والنساء داخل مناطق النزاع، لكنه لا يحمل معه الفرح المعتاد، بل يذكّرهن بكل ما فقدنه من بيوت، مدخرات، وأحبّة وحياة كريمة. ففي المعسكرات ومراكز الايواء أو البلدان المضيفة، تحاول النساء الحفاظ على روح العيد، رغم أن الحنين للوطن والديار يبقى حاضرًا، يرافقه الألم لما آلت إليه بلادهن من دمار وانعدام للأمن والاستقرار.

في ظروف النزوح، تغيب مظاهر العيد كما اعتدن عليها، فلا الملابس الجديدة متاحة للجميع، ولا الموائد كما كانت، ولا الأجواء التي كانت تملأ البيوت بالفرح. ورغم ذلك، تحاول النساء صنع بعض الفرح للأطفال، عبر تحضير وجبات بسيطة أو تبادل التهاني، لكن الشعور بالغربة والحرمان يبقى حاضرًا

تواجه النساء اللاجئات والنازحات تحديات متعددة تجعل حياتهن مليئة بالتناقضات بين الأمل والخوف، وبين الرغبة في العودة والاستقرار في أماكن اللجوء الجديدة. فبينما يحلمن بالعودة إلى ديارهن التي تركنها بسبب الحروب والنزاعات، فإن الواقع يفرض عليهن تحديات قاسية، بدءًا من غياب الأمن والاستقرار، مرورًا بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، وصولًا إلى المخاوف من المستقبل المجهول.

رغم أن السودان يعاني من اثار الحرب والتدمير، الأ أن النساء النازحات واللاجئات يحلمن بيوم يستطعن فيه العودة الي ديارهن حتي لو كانت مدمرة لانها رغم الالم لا يشعرن بالامان والانتماء للوطن الا داخل بيوتهن، حيث تشكّل الأرض والبيت جزءًا من الهوية، الانتماء والامان. لكن العودة غالبًا ما تصطدم بواقع صعب، مثل استمرار النزاع، تدمير البنية التحتية، وفقدان مصادر العيش. كما أن العودة قد تعني مواجهة تحديات قانونية وإدارية تتعلق بإثبات الملكية أو الحصول على تعويضات عن الخسائر.

الخوف من المجهول تحديات اللجوء والنزوح

في ظل غياب حلول سياسية واضحة ولا ضؤ يلوح في الافق يبشر باستقرار قادم، تجد النساء أنفسهن في مواجهة مستقبل غير مضمون. كثيرات يعانين من أوضاع معيشية صعبة في مساكن اللجوء والنزوح أو في الدول المضيفة، حيث تواجه اللاجئات تمييزًا في سوق العمل، وصعوبة في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم. كما تزداد المخاطر الأمنية والاجتماعية، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال الاقتصادي والجنسي.

وقف الحرب: الطريق إلى الاستقرار

الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار هو إنهاء النزاعات وإرساء السلام العادل، مما يسمح للنساء بالعودة إلى أوطانهن بكرامة وأمان. إلى حين ذلك، لا بد من تعزيز الجهود الدولية لحماية حقوق اللاجئات، وتقديم الدعم اللازم لتمكينهن من بناء حياة جديدة، سواء في أوطانهن أو في أماكن اللجوء المؤقتة.

بين الأمل بالعودة والخوف من المجهول، تبقى النساء اللاجئات والنازحات ضحايا لصراعات أكبر منهن. لكن رغم التحديات، فإنهن يواصلن المقاومة وإعادة بناء حياتهن، سواء بالتمسك بحق العودة أو بالتأقلم مع واقع جديد، أملاً في مستقبل أكثر أمانًا وعدلاً.

أخيرا
العيد في اللجوء ليس كأي عيد، لكنه أيضًا رمز لصمود النساء في وجه المحن. وبين الألم على ما مضى، والأمل في مستقبل أكثر استقرارًا، يبقى الحلم الأكبر هو الرجوع إلى السودان، ليحتفلن يومًا بعيد حقيقي، في وطن آمن ومستقر، حيث تعود الحياة الكريمة رغم كل ما حلّ به.
وللوطن السلام.

ماريل
٣٠/مارس/اول ايام عيد الفطر ٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *