النيل الأزرق.. اتساع المساحات المزروعة عقب السلام ومطالب بتذليل العقبات
النيل الأزرق: وديعة قمر الدين
تعتبر ولاية النيل الأزرق من الولايات التي تعتمد على الزراعة بشكل كلي، وأعلنت حكومة الولاية اهتمامها بالموسم الزراعي الحالي والسعي لإنجاحه، وكشفت عن استهداف زراعة (4) ملايين فدان بعد دخول مساحات جديدة عقب توقيع اتفاقية سلام السودان في عاصمة جمهورية جنوب السودان جوبا في (3) أكتوبر الماضي.
وقال مدير الإدارة العامة للزراعة بولاية النيل الأزرق صبري إسماعيل، لـ(مدنية نيوز) أمس الأول، إن الاستعدادات اكتملت للموسم الزراعي الحالي، وأشار إلى تكوين الوزارة غرفة عمليات لمتابعة الموسم الزراعي، بهدف الوقوف على كل التقارير التي ترد من المشروعات الزراعية، إضافة إلى تكوين لجنة أمنية ولجنة متابعة ولجنة توفير مدخلات الموسم ولجنة للإشراف والمراقبة، وأضاف: (كلها تعمل تحت مظلة غرفة العمليات).

توفير المدخلات
وذكر مدير الإدارة العامة للزراعة بولاية النيل الأزرق أن الوزارة وفرت كل المدخلات الزراعية لهذا الموسم بشكل مبكر، من تقاوٍ محسنة ومبيدات حشرية ووقود وتمويل من البنك لصغار المزارعين، وتابع أن إدارة وقاية النباتات عملت على مكافحة الآفات الزراعية قبل بدء عمليات الزراعة.
السلام وزيادة المساحات
وأوضح صبري، أن الوزارة استهدفت زراعة (4) ملايين فدان بمختلف المحاصيل الزراعية ذات العائد الاقتصادي ومحاصيل القمح الغذائي، ولفت إلى أن المؤشرات تبشر بموسم زراعي ناجح يعود على الولاية بخير كبير، وزاد: (كل هذا يرجع لتوقيع اتفاقية السلام ودخول مناطق جديدة في العملية الإنتاجية لأنها كانت خارج دائرة الإنتاج، وهذا يوعد بخير وفير للولاية).

توطين التقاوى
ومن جانبه قال مدير إدارة التقاوى بوزارة الزراعة بولاية النيل الأزرق عمر فضل الله أحمد، إن الإدارة حريصة كل الحرص وتسعى لتوطين التقاوى بالولاية للتمكن من سد الحوجة لصغار المزارعين، وكشف أن جملة التقاوى التي وصلت الولاية بلغت (74) طناً، منها (40) طناً (ود أحمد)، (27) طناً (قدمك)، و(7) أطنان (بطانة)، وأبان أن التقاوى المحسنة من أهم المدخلات الزراعية وأقل تكلفة وتساهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية بنسبة (40%).
ودعا مدير إدارة التقاوى، جهات الاختصاص في الدولة بتوطين التقاوى في ولاية النيل الأزرق باعتبارها ولاية غنية وبها مساحات شاسعة، وذكر أن بالولاية أراضيَ بكراً لم تتم زراعتها ما يقارب (100) عام، وزاد: (حتى لا تكون هناك حاجة للسماد، ولتجنب التكاليف العالية لتوفير المدخلات)، كما لفت إلى أن فريق العمل بالإدارة مُدرَّب في جميع الاختبارات المعملية سواء كانت في نسبة الإنبات أو فحص التقاوى، والاختبارات الأخرى المرتبطة بالرطوبة ونسبة الكسر والفحص الحشري.
ورأى مدير إدارة التقاوى أن ولاية النيل الأزرق ليست بحاجة لفرق تفتيش حقول تأتي من المركز، باعتبار أن الإدارة متمكنة للقيام بجميع أنواع التفاتيش.
وشدد عمر فضل الله، على أنه من خلال محور الاختبارات المعملية لا يحق لأية منظمة توزيع تقاوى ما لم تأتِ بخطاب رسمي لإدارة التقاوى، حتى تقوم بفحص عينة الإنبات للتأكد من ضمانتها والاستفادة من البذور المحسنة.

تفاؤل رغم العقبات
وكان رئيس تحالف وقوى المزارعين بالنيل الأزرق فاروق محمد عبدالرحمن، أكد تفاؤله بنجاح الموسم الزراعي لهذا العام، رغم المشكلات التي واجهت الموسم بدءاً من رفع الدعم عن المحروقات ومشاكل البنى التحتية في الولاية وتأثرها بانجراف الطريق في منطقتي و(د النيل) و(أبو حجار)، وقال: (هذه من أبرز المشكلات التي أثرت بدورها على تدفق الجازولين والمدخلات الزراعية على الولاية).
وأضاف فاروق، في إفادة لـ (مدنية نيوز): (الاستعداد المبكر للمزارعين وحصولهم على الجازولين في فترة مبكرة وبمجهوداتهم الخاصة قد تؤدي لنجاح الموسم).
ومضى رئيس التحالف وقوى المزارعين في إفادته: المساحة التي زرعت بالقطن تقارب (2) مليون فدان، كما تمت زراعة مساحات كبيرة بمحاصيل مثل (الذرة، عباد الشمس، وفول الصويا).
العائدون
وكشف رئيس التحالف وقوى المزارعين أنه في اجتماع اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي تم إفراد مساحة من النقاش لدمج العائدين ليصبحوا ضمن المنظومة الإنتاجية.
مشكلات
ونوه رئيس تحالف وقوى المزارعين بالنيل الأزرق إلى أن هناك مشكلات تواجه المزارعين في مجال التمويل، فالمزارعون لديهم فرع واحد في المصرف الزراعي السوداني في ولاية تعتبر الأولى من حيث الموارد، ونبه إلى أن عدداً كبيراً من المزارعين لم يتمكنوا من الحصول على تمويل من البنك رغم مطالبهم المتكررة للإدارة العامة للبنك الزراعي بفتح عدد من الفروع بالولاية.
وزاد: (إذا استمرت الأمطار في الهطول بهذه الغزارة ستؤدي إلى تأثر الموسم بسبب انقطاع الطريق الذي يؤدي بدوره إلى عدم وصول مدخلات الزراعة بما فيها السماد).
وأبان فاروق، أن من المشكلات التي قد تواجه الموسم في الأيام المقبلة هي مشكلة كثرة الجراد، وأشار إلى أن موسم الأمطار فوق المعدل ينتج عنه ظهور آفات مما يشكل خطراً ما لم تتضافر الجهود، وحذر من تأثير تلك الآفات سلباً على الإنتاج.
مطلوبات إضافية
وطالب فاروق، الجهات المختصة بضرورة توفير العبوات للحصاد وتوفير حاصدات للقطن، وكشف في الوقت ذاته أن حصاد القطن بالأيدي أدى إلى خسارة في الموسم السابق نسبة لعدم توفر الأيدي العاملة الكافية، وأعلن أنهم طالبوا خلال اجتماعهم مع وزير الزراعة الاتحادي بإيجاد شركات خدمات زراعية في مجال الحاصدات، خاصة شركات القطاع الخاص.