الخميس, نوفمبر 21, 2024
مقالات

الإعلان السياسي بين (البرهان وحمدوك)

بقلم: محمد بدوي

ما تم توقيعه بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان والدكتور عبدالله آدم حمدوك، لا يمكن ان تلحق بألقاب كليهما لأنها لا تستند على قوة قانونية، و لا اثر لها على الوثيقة الدستورية ٢٠١٩، لإرتباط الوثيقة بأطراف محددة ويخضع ممثلوها في اي اتفاق لتفويض من المجموعات التي يمثلونها، فهي حالة للإرادة المنفردة التي لا تخضع أيه تأثيرات ملزمة، او بشكل اخر هي اعلان سياسي بين طرفيه.

الهدف من الاعلان هو اقصاء قوى اعلان الحرية والتغيير من المشهد وهو امر مخالف للوثيقة الدستورية و لا يمكن ان يتم بإعلان سياسي. الظرف الذي تم فيه التوقيع على الاعلان يشوبه عيب الادارة بين طرف ظل قيد الاقامة الجبرية بمعزل عن العالم الخارجي، سبقتها ظروف يمكن رصدها في رفض تدخل الاتحاد الافريقي و تعدد من المبادرات المحلية غير المعلنة عن تفاصيلها.
الاعلان لا يعطي اي شرعية دستورية لانقلاب ٢٥ اكتوبر، لكن الهدف السياسي هو اكتساب الانقلاب الشرعية بتوقيع حمدوك عليها.

من ناحية المحتوى تعرضت لمسائل خاضعة للوثيقة الدستورية التي لا يمكن الاحتكام من طرفي الاعلان على مخالفتها او تعديلها الا كتوصية سياسية غير ملزمة. فالوثيقة الدستورية ٢٠١٩ هي التي تحدد المجلس السيادي والتنفيذي وليس الاعلان بالتالي لا قيمة لاي اجراء تم من ٢٥ اكتوبر او ما حمله الاعلان السياسي.

التفاقية جاءت في ظرف تم فيه تعديل للمجلس السيادي ، واعتقال للمكون التنفيذي بما غيب اطراف سياسية ووضع دستوري غير مؤسس له بعدم الغاء كافة ما تم قبل ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، بالتالي حتى سياسيا فقد غيبت تهيئة الحال الى ممارسة سليمة بما يجعل حتى فكرة الاعلان مخالفة دستورية.

كافة النصوص التي وردت في الاعلان لا قيمة لها لان اطلاق سراح المعتقلين يرتبط بالثقة ويجدر ان يتم قبل ايه الاعلان وليس النص المبهم.

الاعلان و ما احاط به ليس سوى كسر لعظم ظهر ارتباط الشارع بمحور حمدوك ، والكسب الاعلامي وتعطيل كافة الجهود الدولية التي ارتفعت الى المحاسبة للمتورطين في الاحداث.
سياسيا الاعلان ينسحب سلبا على مبدا المحاسبة ويتكامل مع الاجراءات التي تمت في وقت سابق بعد ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ في اعادة الحالة السياسية الى الوراء.

الاعلان جاء لفك الاختناق الاقتصادي الناتج عن انقلاب ٢٥ اكتوبر بوضع المجتمع الدولي في وضع رهن الحالة بحمدوك واطلاق سراحه وليس لمصلحة التغيير الديمقراطي.

اخيرا : البحث في الاسباب لهذا التحول من جانب الدكتور عبدالله حمدوك الذي ظهر منهكا يجدر ان يكشف عن الاسباب الحقيقية وراء ما تم، لأنه كما اسلفت عزز من نجاح إنقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *