الازمة السودانية والتطورات الاقليمية والعالمية (1)
الخرطوم..حسين سعد
دخلت الأزمة السودانية عقب انقلاب 25 أكتوبر الماضي ،دخلت مرحلة مفصلية، مابين اصحاب رؤية الحل الجذري والهبوط الناعم . ويبرر أصحاب الرؤية الثانية موقفهم لتفادي أنزلاق البلاد الى حرب أهلية وهاوية . بينما ترى المجموعة الاولي لابد من حل سياسي شامل، بعيدا عن اتفاقيات سلام المحاصصات الهشة التي اثبتت فشلها . والاربعاء الماضي وزعت الالية الثلاثية ( اليونيتامس، الاتحاد الافريقي، الإيقاد) الدعوة لحضور الجلسة الفنية للحوار المباشر ،وتغيبت عن تلك الجلسة أحزاب مهمة من بينها لجان المقاومة ،الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ،الشيوعي ،تجمع المهنيين ،التنظيمات النسوية،وتجمع المهنيين والعمال والحرفيين والمزارعين .فغياب تلك المجموعات المهمة دفع الالية الثلاثية للقول بان العملية السياسية لن تكون مجدية بدون مشاركة القوى السياسية التي تغيبت عن الجلسة الفنية ،تأتي الدعوة للحوار في ظل ظروف إقليمية ودولية مختلفة، وعقب نهاية الجلسة الفنية علقت الالية الثلاثية إستمرار المشاورات الي يوم الاحد الموافق 12 يونيو الحالي ،ونتوقع بناء على التطورات ان ترفع الالية المواعيد المحددة بالاحد الى موعد اخر ،وقبل الخوض في سرد تفاصيل تلك التطورات لابد من معرفة مواقف القوي السياسية من الحوار المشاركيين والممانعيين أوزانهم ومواقفهم، أيضا سنحاول عبر هذه الحلقات معرفة طبيعة تلك التطورات الاقليمية والعالمية لاسيما الحرب الروسية الاكرانية ،وإنعكاساتها على الاوضاع في السودان ،وفي الختام ندفع بسيناريوهات نستشرف من خلالها مستقبل الاوضاع
أولا..انقسمت مواقف القوى السياسية الفاعلة في الساحة تجاه الدعوة لحوار الالية الثلاثية إلى مجموعتان متباينتان، وبحسب ما تداولته الاخبار فان من بين المجموعات المشاركة هناك الحرية والتغيير (التوافق الوطني) وتضم هذه المجموعة رفاق الكفاح المسلح الذين وقعوا سلام جوبا والذين ساندوا الانقلاب فضلا عن الاحزاب التي شاركت المؤتمر الوطني حتي سقوطه ومنها من شاركت في حوار الوثبة،بينما ضمت المجموعة الثانية والرافضة هي لجان المقاومة ،الحرية والتغيير المجلس المركزي ،الشيوعي ،تجمع المهنيين ،التنظيمات النسوية، ،العمال والحرفيين والمزارعيين فضلاعن حركتي الحلو وعبد الواحد محمد النور
ثانيا..قال السيد فولكر رئيس بعثة اليونتامس في الجلسة الافتتاحية الاربعاء الماضي انه ما زال هنالك ما يمكن عمله في تهيئة البيئة الملائمة في الحوار بعد رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح عدد من المعتقلين مؤكداً إنهم دعوا للاجتماع بعد تأكدهم أن الوضع مناسب لانعقاده،ودعا لعدم إهدار فرصة الحوار المتوفرة كما دعا جميع الأطراف إلى التعامل مع بعضها بحسن نية ،وقال إن الهدف من الاجتماع وضع قواعد إجرائية للحوار الذي سيستمر خلال الفترة المقبلة،واوضح ان دور البعثة سوف يكون بمثابة الميسر والمسهل لإنجاح الحوار، وتذليل أي عقبات أمام المتحاورين.
ثالثا…قال محمد الحسن ولد لبات مبعوث الاتحاد الافريقي إن الآلية لا تتصور حلاً مرضياً للأزمة في ظل غياب عدد من الفاعلين السياسيين،
رابعا..وصفت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي )الاجتماع الذي نظمته الآلية الثلاثية بأنه استنساخ لحوار الوثبة الذي أطلقه المخلوع البشير، واعتبره حواراً داخلياً بين قوى انقلابية تتشارك ذات المشروع ولا خلافات بينها، وقالت إن منهج الإغراق الذي أتبعته الآلية الثلاثية أدى إلى تقليل الثقة في العملية السياسية التي تيسرها،ورهن التحالف تعاطيه الإيجابي مع العملية السياسية التي تيسرها الآلية الثلاثية بثبوت توجهها نحو إنهاء الانقلاب والتأسيس الدستوري الجديد لمسار انتقال ديمقراطي مستدام تقوده سلطة مدنية كاملة
خامسا.. وعلى ذات الصعيد طالب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي صالح محمود الآلية الثلاثية بمراجعة مخططاتها والتي وصفها بالفاشلة ، وقال في تصريحات صحفية أن اللقاء الذي جمع الآلية والعسكر والفلول في فندق السلام روتانا أجبر ود لبات على التصريح بأن الحضور ليس كافيًا لإنجاح مخطط التسوية
سادسا..ووصف عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني تصريحات مبعوث الاتحاد الإفريقي، ولد لبات، بشان أنه لا يتصور حَلّاً سياسياً بالحضور الحالي بأنها صائبة، وأوضح، في صفحته على فيسبوك، إن تحاور السلطة مع مؤيديها وغير المناهضين لها يعتبر مونولوج سياسي، مؤكدا انه لايمكن المشاركة في أي عملية سياسية في ظل إستمرار القبضة الامنية واعمال القتل والاعتقالات التعسفية.
سابعا.. أعلن رئيس حزب الأمة القومي المكلف لواء (م) – فضل الله برمة ناصر التزام حزب الأمة قيادة ومؤسسات بقرار تحالف قوي الحرية و التغيير و قرار الحزب بعدم المشاركة في الاجتماع الفني للحوار المباشر الذي بدأ الأربعاء، وأوضح إن عدم المشاركة تأتي حرصاً منهم علي وحدة الصف الوطني و السعي للوصول الي حلول ذات مصداقية تؤدي الى حل الأزمة الوطنية لا تعقيدها.وجدد تقديره جهود الآلية الثلاثية و مساعيها
ثامنا.. أعلنت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم رفضها دعوة الآلية الثلاثية للمشاركة في جلسة الحوار المباشر،وجددت التنسيقيات، في بيان وقعت عليه سبع من اللجان، رفضها الجلوس مع قادة الإنقلاب مؤكدة أن لا حوار مع الإنقلابيين ولا تفاوض على مدنية الدولة، ولا شراكة مع المجلس العسكري، وقالت إن حل المشكلة السودانية تبدأ بإسقاط إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر و محاسبة مرتكبيه، و أضافت التنسيقيات إنها غير معنية بأي نتيجة لهذا التفاوض، ودعت المجتمع الدولي للوقوف مع تطلعات الشعب السوداني ورغبته في التحول الديمقراطي عبر تأسيس سلطة مدنية و ليس الالتفاف حولها عبر شراكة جديدة مع المجلس العسكري. وجددت رفض مشاركة المشاركة في الحياة السياسية
تاسعا.وفي تطور لافت طرحت الحرية والتغيير المجلس المركزي، في اجتماع حضرته مسؤولة أميركية رفيعة والسفير السعودي في الخرطوم، على قادة الجيش إنهاء الانقلاب عبر خارطة طريق واضحة في عملية سياسية تشمل الطرفين فقط، وعقد وفد من الحرية والتغيير، ليل الخميس الماضي اجتماعا مع قادة الجيش بدعوة من مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي فيي وسفير السعودية في الخرطوم علي بن حسن جعفر، بمنزل الأخير، وقالت الحرية والتغيير المجلس المركزي إنها طرح في الاجتماع ضرورة إنهاء الانقلاب وتسليم السُّلطة للشعب، عبر خارطة طريق واضحة وقاطعة، في إطار عملية سياسية تضم الحرية والتغيير والذين قاموا بالانقلاب، وبررت الحرية والتغيير، عقدها الاجتماع مع قادة الجيش، رغم الرافض الواسع له بأنها تعتمد ثلاث وسائل لهزيمة الانقلاب تتمثل في الثورة الشعبية والتضامن الدولي والحل السياسي المفضي إلى تسليم السُّلطة للمدنيين.
عاشرا : قالت سفارتا السعودية و أميركا في الخرطوم، إن لقاء قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي والمكون العسكري كان بغرض تبادل الأراء حول كيفية معالجة الاحتقان السياسي والفراغ الدستوري الناجمان عن الإنقلاب العسكري، وأصدرت سفارات السعودية وأميركا في الخرطوم بيانيين منفصلين اوضحا فيهما تفاصيل الاجتماع الذي عقد بمنزل السفير علي حسن بن جعفر، واكدا بان الإجتماع كان بغرض تبادل الأفكار حول كيفية حل الأزمة الراهنة والتوصل لعملية سياسية تؤدي لانتقال ديمقراطي
(يتبع …