أما آن الأوان للتقدم الجماعي؟ (6-8)
بقلم: منذر مصطفى
مركز الدراسات السودانية
يعد إشراك مجموعة واسعة من القيادات الوسيطة كممثلين لأصحاب المصلحة في عمليات السلام أمراً ضرورياً لبناء الشرعية وضمان تمثيل وجهات النظر المتنوعة، أقتبس من إحاطة “Licklider,R” في “American Political Science Review” كما أشار في دراسة أجراها في العام 1955، موسومة بـ”عواقب التسويات التفاوضية في الحروب الأهلية” على أن عمليات السلام الشاملة يجب أن تشمل في ما تشمل المنظمات الشعبية والمجتمعات المحلية، وقد ابحر كل من “Caprioli, M., & Boyer, M. A” في مدى أهمية مشاركة مجموعات النساء لا سيما المحلية في جهود بناء السلام وأثرها في تحقيق السلام المستدام، وأكدت دراسة أخرى أجراها “Caprioli, M” في العام 2001، نشرت بمجلة حل النزاعات موسومة بـ”النوع الاجتماعي والعنف والأزمات الدولية” عن الاثر الايجابية لمشاركة المرأة في عمليات السلام، مستشهدة بأمثلة من مختلف البلدان المتضررة من الصراعات، بما في ذلك السودان.
وقد أفردت مجلة العلاقات الدولية والسياسة الخارجية مساحة كبيرة لدراسة بعنوان بناء السلام في السودان: دور أصحاب المصلحة المحليين في تحقيق السلام المستدام في دارفور أجراها كل من”Zambakari, C., & Mutongu, K. M” في العام 2016، وركزت الدراسة بصورة متعمقة حول أبعاد إشراك المجتمعات المحلية والمنظمات الشعبية، ودورها الحيوى في معالجة الأسباب الجذرية للصراع وتعزيز المصالحة.
نعم ليس الطريق أمام القيادات الوسيطة في تحويل الصراع وبناء السلام بالسهل إذ يواجهون وتواجه عمليات وتفاعلات إشراكهم جملة من التحديات، ويتفق معى في ذلك ” Richmond, O. P., & Mitchell, C” بعد محاولتهما إستكشاف تحديات التمثيل والشمول المحدود وعقبات الدفاع عن مصالح واهتمامات الفئات المهمشة، في بحثهما الموسوم بالأشكال الهجينة للسلام: من الوكالة اليومية إلى ما بعد الليبرالية، المنشور في العام 2011، وفى منحى ذى صله غالباً ما يواجهون اختلالات في توازن القوى يمكن أن يعيق من قدرتهم على المساهمة بفعالية في بناء السلام، ويمكن لديناميكيات السلطة، لا سيما الجهات الحكومية والجماعات المسلحة والمنظمات الدولية، أن تحد من نفوذهم، وهذه الخلاصة توصل لها “Paris, R., & Sisk, T. D” في العام 2009 من خلال دراسة ركزت على تحديات ترتيبات تقاسم السلطة في عمليات السلام، موسومة بمعضلات بناء الدولة: مواجهة تناقضات عمليات السلام بعد الحرب.
ويذهب أبعد من ذلك “Mac Ginty, R” في بحثه الموسوم ببناء السلام الدولي والمقاومة المحلية: أشكال السلام الهجينة، المنشور في العام 2011، ويشير بصراحة لمحدودية وصولهم الي المعلومات والخبرة والموارد المالية، كما أنهم في ذات الوقت يتمتعون بالقدرة على تضخيم أصوات المستبعدين والدفاع عن مصالحهم واحتياجاتهم، أنهم يساهمون في تشكيل عمليات وسياسات وقرارات بناء السلام، وهذا ما توصل له في العام 2019″ Böhmelt, T., & Pilster, U” في بحثهما أطراف الصراع ومدى استمرارية اتفاقيات السلام المنشور بمجلة التفاعلات الدولية، وأعترف صراحة في مجلة العالم الثالث في العام 2010 “Richmond, O. P.” بقوة الخبرة المحلية، أو ما يعرف بالحكمة الشعبية والتى تساعدهم على الفهم العميق للديناميكيات المحلية والثقافة والتاريخ وكيف يمكن أن يفيد ذلك في بناء استراتيجيات السلام المستدام والمحدد بالسياق، ويعتقد ” Paffenholz, T., & Spurk, C” بأنهم يتاح لهم فرصة إنشاء شبكات وتعاون مع الآخرين، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والجهات الفاعلة الدولية والمجتمعات المحلية، ويمكن لهذه التعاون أن يعزز من تأثير الجهود الجماعية نحو السلام المستدام، في دراسة بعنوان: المجتمع المدني والمشاركة المدنية وبناء السلام، منشورة بالعام 2006.
يتبع..