السبت, مايو 24, 2025
تحقيقات

النساء في وضعية النزوح رحلة طويلة… مخاطر مستمرة

نيروبي: مدنية نيوز

بعد حرب 15 أبريل 2023 ومع موجات النزوح العالية، وجدت النساء أنفسهنّ أمام خيارات صعبة إما البقاء في مناطق الحرب أو الفرار لولايات آمنة وفي أغلب الأحيان اتخذت النساء قرار النزوح وحيدات إذ أن الرجال إما كانوا في المعركة، أو فضلوا البقاء ونسبة قليلة خرجت مع أسرهنّ، ومن خلال هذه المساحة نوثق لأوضاع النساء النازحات، ما لاقينه خلال رحلة النزوح، الأوضاع بمراكز الإيواء، الانتهاكات التي تعرضن لها وما هي أهم الهموم والاحتياجات؟.

 يوثق هذا التحقيق لأوضاع النساء النازحات في ولاية كسلا ويغطي ثلاث محليات (كسلا، خشم القربة ومحلية حلفا وحدة نهر عطبرة الادارية). يركز هذا التحقيق على طريق النزوح وما عانته النساء حتى وصلن لدور الإيواء؛ يغطي أوضاع النساء داخل مراكز الإيواء هل يعشن في ظروف تحترم كرامتهنّ وأيضا يوثق لمدى توفر الخدمات المتعلقة بخدمات الصحة الجنسية والانجابية والخدمات العامة المتعلقة بحفظ كرامة الإنسان. عبر هذه المحطة سننقلكم عبر حكاوي نازحات ثلاث ولايات (الخرطوم، الجزيرة، سنار) كيف وصلن وكيف تسير الحياة. نشير أيضا إلى أن معلومات هذا التحقيق تم جمعها من (6) تجمعات نازحين كبيرة بالولاية نخفي أسماءها لأسباب متعلقة بسلامة النازحات. وأيضا هذه المعلومات تم جمعها من (100) امرأة، مقدمي خدمات، أطباء وفاعلين إنسانيين.

تقديرات وأرقام:

تشير التقديرات في السودان إلى أن عدد النازحين يُقدر بحوالي 11.5 نازح في ولايات السودان المختلفة، ما يقارب الـ 32% يعيشون في مراكز الإيواء في مستوطنات عشوائية، مدارس أو المخيمات وبعد توقف الحرب في ولايات الجزيرة، سنار وأجزاء كبيرة من الخرطوم عاد 396,738 معظمهم لولايات الجزيرة وسنار. كما تشير التقارير من الوكالات الرسمية أن ما يقدر بـ 69% من النازحين تحديداً بمراكز الإيواء هم نساء وأطفال بلا معيلين ولا عمل. أكثر من 90% من الذين نزحوا نجوا من الموت بمعجزة فلم يحملوا معهم سوى أجسداهم وقليل من (الملابس) بذا أصبحوا يعتمدون كلياً على الإعانات. كما تجدر الإشارة إلى أن الولايات التي استقبلت النازحين وتحديدا شرق السودان في الأصل تفتقر للتنمية والخدمات وقد شهدت ولاية كسلا وصول آلاف النازحين وهي تعاني من شح واضح في الخدمات الصحية، المياه وحتى المساكن والإيواءات.

(Photo by AFP)

لمحة سريعة:

في ولاية كسلا تم استقبال النازحين معظمهم في المدارس وقليل من الدور المهنية الأخرى إلا أن 89% منهم يقطنون بالمدارس،  وداخليات الجامعات حيث أنها بالأساس أماكن غير مُعدة للسكن ولا توجد بها مرافق تستوعب آلاف الأسر، فالمدرسة الواحدة الكبيرة يوجد بها حوالي (12) دورة مياه لا تعمل جميعها، إضافة لأن أكبر مدرسة أيضا بها ما يقارب ال15 فصل دراسي في مساحة (8 في 12) متر، لا تتوفر فيها كهرباء مستقرة ولا مياه حيث أن خدماتها مصممة لطلاب ينصرفون منها عند الثانية ظهرا فتخيلوا القراء الأعزاء أن تسكن هذه المدارس نساء وبنات وطفلات هنّ في أمس الحاجة لتوفر حمامات سهلة الوصول. في نهاية عام 2023 وبدايات عام 2024 وعندما قررت الحكومة فتح المدارس والجامعات وقررت ترحيل النازحين لمخيمات خارج المدينة وفعليا تم ترحيل 70% من النازحين بالولاية لثلاث تجمعات كبيرة خارج المدينة وهي عبارة عن مخيمات في مناطق طرفية بدون أسوار ومعظمها تقع على خط طريق المواصلات القومي، اثنين منهما يقعن في مناطق ينشط فيها تهريب البشر حيث تتعرض النساء لخطر الاختطاف، الاغتصاب، الاستغلال الجنسي وكل الأعمال المهينة.

بشكل عام تعاني مراكز الإيواء (بحسب تصريحات معنيين) من شح شديد في خدمات المياه، الخدمات الصحية وتوفر الأدوية يعتبر كارثة إضافة للنقص الحاد في الغذاء إذ توجد نسب عالية للإصابة بسوء التغذية خصوصا وسط الأطفال والنساء الحوامل، أيضا يواجه النازحين مشاكل في تعليم الأطفال إما لعدم انتظام المدارس المدعومة بمراكز الإيواء أو لعدم توفر الأموال حيث يتمكن النازحين من إدماج أطفالهم في المدارس النظامية.

كراهية النساء:

يقودنا هذا لأوضاع النساء بمراكز الإيواء التي شملها التحقيق فإن هذا المساحات بحسب عدد (50) عينة من النساء شملهنّ الاستطلاع يعتبرنها مساحات غير آمنة خصوصاً المخيمات، حيث أن المدارس توجد داخل الأحياء وتعاني النساء النازحات من كراهية عالية اللهجة من المجتمع المحلي ووصمة بسبب النزوح، أيضا تقول النساء أن عدم وجود أسوار في تجمعات الإيواء يعرض البنات لنسب عالية من التحرش وقضايا العنف الجنسي حيث أوضحت إحدى العاملات في المجال النفسي أنها في اليوم تتلقى أكثر من 15 حالة تحرش بالنساء والبنات سواء من المجتمع المضيف أو مجتمع المخيم  وتضيف أخرى من مركز إيواء آخر أنهم خلال يومين سجلوا (2) حالة اغتصاب لفتيات أقل من 20 عام ونسبة للوصمة الاجتماعية وغياب خدمات العنف القائم على النوع يفضل الأهل عدم التبليغ وتترك النساء وحيدات في مواجهة تبيعات قضايا العنف الجنسي. أيضا تواجه النساء عنف من نوع آخر من مراكز الإيواء فإن الإشراف في الإيواء يتعامل مع كل النساء على كونهنّ مجرمات إذ يتم حرمان النساء من دخول الإيواء بعد التاسعة حيث أن شريحة كبيرة من النساء يعملن في قطاع العمل غير المنظم ويضطررن للعمل لوقت متأخر وفي هذا تشير إحدى العاملات: (اضطررنا أنا و10 من النساء للمبيت على قارعة الطريق لأننا مُنِعنا من الدخول بسبب تأخرنا لساعة من الزمن المسموح) وتقول أخرى: تم حرماني من الحصول على حصتي في الإغاثة لمدة ثلاث شهور لأنني دافعت عن نفسي عندما تحرش بي أحد مسئولي الإيواء وهو من النازحين أيضاً. وتقول إحداهنّ أنهنّ ممنوعات تماماً من التبليغ عن حالات العنف الجنسي والعنف ضد النساء بشكل عام خصوصا تلك التي تحدث داخل مراكز الإيواء.

نازحون في مخيم في كسلا © – ا ف ب

النساء الحوامل:

تشير التقارير من مستشفى متخصص في الولادة بولاية كسلا بأن نسبة الوفيات وسط النساء الحوامل تضاعفت بنسبة 100% خلال عامي 2023 و2024، ففي عام 2022 توفيت 22 امرأة أثناء وفي الولادة تضاعفت في السنة التالية ل43 حالة وفي عام 2024 وصلت النسبة ل65 حالة ومعظمهن توفين بسبب تعقيدات النزوح أو السير على الأقدام لمدة أسبوع حين الفرار من الحرب وأخريات بسبب سوء التغذية الحاد وتشير المصادر الطبية  أن نسبة الوفيات هذه لا تتعدى ال1% من النسبة الحقيقية حيث أن الإحصائية شملت فقط النساء اللاتي وصلن للمستشفى واللاتي أصلا أتين في حالات متأخرة. تعاني كل مراكز الإيواء بالولاية من شح واضح في خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة حيث لا توجد عيادات ثابتة للمتابعة ولا مستشفيات إذ توجد تجمعات الإيواء في مناطق طرفية في الأساس بعيدة عن الخدمات أقرب تجمع من الثلاث تجمعات الكبيرة يبعد عن أقرب مستشفى ولادة متخصص مسافة (40) دقيقة مع عدم وجود إسعاف، إذ تعتمد مراكز الإيواء على عيادات متجولة لتوفير خدمات الصحة الإنجابية وهي عيادات تغطي فترة ما بين 35- 40 يوم فقط ولا تتوفر فيها كل المعينات فقط طبيب عمومي، قابلة أحيانا ولا توجد بها كل الفحوصات حيث تقول النساء (لا يتوفر فيها حتى الفوليك أسيد). وفي إحدى مراكز الإيواء التي استقبلت النازحات من شرق الجزيرة فإنه وفي الفترة الأخيرة وبعد العودة توجد 49 حالة سوء تغذية حاد وسط النساء الحوامل إذ يعتمدن في تغذيتهنّ على وجبة واحدة من العدس أو البليلة وفي أحيان كثيرة لا يتحصلن على هذه الوجبة التي يوفرها الخيريين. أيضا لا يوجد إسعاف حيث يضطر الأهل لاستئجار (عربة توكتوك أو بوكس مكشوف) لنقل النساء في حالات الولادة أو الإجهاض للمستشفى، في معسكرات شرق الجزيرة تنعدم الرعاية الصحية للنساء الحوامل نتيجة الاغتصاب نسبة لرفضهن الاعتراف، رفض الأهل لتعقيدات هذه المجتمعات والتي رصدن منهنّ أكثر من 10 حالات.

تدهور صحي:

ولأن رحلة النزوح كانت قاسية على النساء فإن هنالك نسب كبيرة من اللاتي أُصِبن بالاضطرابات النفسية، حيث لا يتلقين الخدمة بشكل لائق ومستمر ولا تتوفر الأدوية المتعلقة بالصحة النفسية أو تنقطع في بعض المراكز لفترات طويلة، هذا وفي جانب آخر فإن توفر العلاجات الروتينية للحالات الباردة أو الطارئة يعتبر معضلة حيث تعاني المصابات بالأمراض المزمنة من عدم القدرة على توفير العلاج وتعتبر أدوية الصحة الإنجابية رفاهية بحسب (س،م). وعلى صعيد مهم تعاني معظم النساء والفتيات من عدم توفر الفوط الصحية إذ أنه في معظم المراكز تم توزيع حقيبة الكرامة لمرتين فقط وهي في الغالب تحتوي على عدد 2-4 صندوق فوط لا تكفي لشهرين وأيضا بحسب المعايير فيتم توزيعها على النساء من سن 18- 42 وهنالك شريحة كبيرة من النازحات أقل من ال18 وأكبر من 42 في أمس الحاجة لأن يشملهنّ التوزيع وفي ذلك تقول إحدى البنات: (تعودنا على استخدام قطع القماش القديمة هذا إن وجدناها بالأساس وأحيانا نضطر لعدم الخروج والحركة من أماكننا حتى تنقضي فترة الدورة الشهرية إما لسبب عدم وجود حتى قطع القماش أو بسبب مشاكل ومضاعفات الجلد التي تسببها قطع القماش أو أن بعضنا تعاني لأيام طويلة من آلام الدورة الشهرية ولا تجد العلاج) وتقول أخرى: للمصادفة أنه وفي مواعيد دورتي الشهرية اضطررت لبيع حصتي من الفوط لشراء بضع قطع خبز لأن الأكل قبل الفوط أحياناً، وتروي أخرى: تحصلنا مرتين على فوط صحية من تلك التي يمكن غسلها وإعادة استخدامها لكننا لم نجد الماء الكافي والمكان ذو الخصوصية لغسلها وتجفيفها فتخلينا عنها، أيضا نعاني من عدم القدرة على توفير الملابس الداخلية فمعظم البنات في المركز الذي أسكن فيه لم يغيرنّ ملابسهن الداخلية لأكثر من عام ومعظمهنّ لا يمتلكن قيمة الصابون للاهتمام بنظافتهنّ الشخصية.

استغلال الظروف:

من الانتهاكات الظاهرة أيضا في مراكز الإيواء بحق البنات هو عودة ظاهرة ختان البنات بصورة كبيرة حيث أصبح الأهل يحتمون بالعادات الضارة ليثبتوا أنهم مازالوا على قيد الحياة ولاعتقادهم بأن الختان يحمي بناتهم من العنف الجنسي. تقول (م خ) أنها خلال فترة ثمانية شهور شهدت ختان (20) طفلة رغم أن الختان مجرما وهنالك مناصرة قوية لمنعة بكسلا. ومن الانتهاكات أيضا ازدياد معدل زواج الطفلات بصورة ملحوظة حيث تعتبر الأسر هذا الزواج حماية للطفلات من الاستغلال أو أن الأسر تضطر للتخلص من أعباء البنات بتزويجهنّ أو يزوجوهنّ لرجال أغنياء يساهمون مع الأسرة في تغطية الاحتياجات اليومية وفي هذا نروي قصتين: الأولى لطفلة تبلغ من العمر 17 عاماً تزوجت رجل عمره 56 عاماً لأنه وعد والدتها بكفالتها هي وبقية أطفالها ال5 تزوجها وصار يتحكم في حركتها هي ووالدتها وإخوانها ويهددهم بقطع التمويل في حال لم يرضخوا لتعليماته وفي يوم طرد والدتها من منزله في منصف الليل وباتت في الشارع لأنها فقدت فرصتها في الإيواء بسبب تبليغها اللجنة بأنها وجدت منزل وهنا نشير إلى أن النساء بلا أزواج أو رجال يصعب عليهنّ السكن في الإيواء وتعتبر هذه من الشروط المجحفة في حق النساء. قصة أخرى ل(ف س) عمرها 16 سنة نزحت من الخرطوم واستقر بها المقام  في كسلا بعد ثلاث محطات نزوح، استغلها أحد النظاميين وعرض عليها الزواج رفض والدها حيث قام الآخر باختطافها والهروب بها لولاية أخرى وبعد بحث لثلاث شهور وجدوها وتبين أنه كان يستغلها جنسياً وأوهمها بأنه تزوجها بطريقة شرعية، وعند مواجهته أخبر والدها أن ابنته هي المذنبة وتركها هارباً تواجه مصيرها مع العنف المنزلي حيث هددها والدها بالقتل لأنها لجبت لهم العار.

نازحون يصلون إلى موقع لتجمع النازحين في كسلا / UNHCR-Ayem Alfadil

رحلة النزوح:

تتشابه قصص رحلة النزوح في هذه المساحة نحكي الرحلة على لسان (45) امرأة في ثلاث حلقات نقاش بثلاث مراكز إيواء مختلفة يروين فيها كيف وصلنا إلى هنا: خرجنا من الخرطوم بعد أن فقدنا الأمل في وقف الحرب، تقلنا عربة نقل بضائع كبيرة كلنا نساء وأطفال (حوالي 450) في الطريق تعرضنا للتفتيش الضرب والإهانة وتعرضت ثلاث نساء للاغتصاب وتم التحرش بنا جميعا تحت زريعة التفتيش، وصلنا مدينة ود مدني ولاية الجزيرة وظننا أنها نهاية المعاناة وعند وصولنا تم حجزنا في مساحة مقطوعة للفحص الأمني لأكثر من شهر نقضي حاجتنا وننام في الشارع، تم توزيعنا في مراكز إيواء بعيدة بعد تصنيفنا عرقيا وفي البداية رفضوا توزيعنا لأننا نساء بلا رجال ولا يضمنون تصرفاتنا، واجهنا نقص الأكل، الأمن، الحماية. المهم لم يطل مكوثنا وبدأنا مرة أخرى رحلة النزوح إلى سنار بعد حرب ود مدني، هذه الرحلة الأقسى فقد كانت فردية تماماً،الجميع هارب من الجحيم، سلكنا دروباً وعرة داخل مشروع الجزيرة بلا زاد ولا ماء رفض أهل القرى الآمنة استقبالنا لأن الكل كان مذعورا، خلال هذه الرحلة فقدنا ما لا يقل عن ال12 طفل هربوا مع بداية القتال وأكثر من ثلاث نساء و5 أطفال ماتوا في الشارع بسبب العطش وشهدنا ولادة 4 نساء في الطريق حيث لا توجد مرافق صحية، وصلنا لمدينة سنار، عانينا من نفس الظروف وقضينا فترة طويلة نبحث عن أطفالنا، أزواجنا وأماننا حيث كانت رحلة قاسية على النساء وليتها الأخيرة وفي خضّم بحثنا عن الأمان دارت حرب سنار، ودارت رحى النزوح مع مجموعة جديدة من نساء المدينة، شهدنا فيها اغتصاب وقتل للنساء، موت من الجوع وموت بسبب ألام المخاض، تم اغتصاب فتاة أمام أعيننا وهم في أوج المعركة، نرى نساء راكضات بملابس البيت وأطفال عراة وحفاة وصلنا في رحلة قاسية لمدينتي القضارف وكسلا واستقر بنا المقام هنا وحتى الآن لا نصدق أننا أحياء.

رواية ثانية..

أما أنا فحكايتي مختلفة قليلاً، هي حكاية أكثر من 20,000 امرأة هربن من جحيم الحرب في شرق الجزيرة في نهاية أكتوبر 2024، تم اغتصاب عدد كبير من النساء أمام أزواجهنّ، إخوانهنّ وأطفالهنّ، في الطريق تعرضن للضرب المبرح والتفتيش شديد العنف بواسطة رجال حيث يقومون بإدخال أصابعهم في أعضاء النساء للبحث عن الذهب والمال كما يزعمون ويفتشون أجسام النساء بعنف وتتم تعريتهنّ أمام الرجال وتتم تصفية كل من يعترض من الرجال، تخرج القرى كاملة ليحتموا ببعضهم يحتمون بالمزارع نهارا ويسيرون ليلا تحت الأمطار ووسط الأشواك جردوا النساء والأطفال من الأحذية، كانت برفقتنا شابة تخبئ الذهب في شعرها ولسوء حظها لم تنجو من التفتيش فقاموا بحلاقة شعرها بآلة حادة (سكين) حتى ظهر عظم فروتها ومن ثمّ منعوها من مواصلة السير. 10 نساء فاجأهنّ المخاض في طريق النزوح، ماتت 2 منهنّ وهذا فقط ما شاهدناه، اغتصاب طفلتين من ذوات الإعاقة أمام والدهنّ وتصفيته أمام أعينهنّ.. قصص كثيرة تحتاج لكتاب وأخرى لا نقوى على سردها بالأساس بحسب تعليق (ر،أ) وتقول ثانية في مركز الإيواء (ج): المشكلة هنالك عدد أكثر من 30 فتاة حامل نتيجة الاغتصاب ومصيرهنّ إما القتل من الآباء كما حدث مع إحدى الحالات أو النفي أو العيش بالوصمة مدى الحياة وهذه حالات تكتم عليها الأسر وتفضل وأد البنات بدل معالجة قضاياهنّ خصوصاً في ظل موجات العودة وما يزيد المأساة أنه في الجزيرة لا توجد خدمات للناجيات من العنف ولا توجد مؤسسات لنشر الوعي بحقوق النساء.

(هنا انتهت الرحلة ويبقى أمل العودة محفوفاً بمخاطر غياب خدمات العنف القائم على النوع والوصمة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *